«الاتحاد» تطرح المبادرة.. دوري عربي لـ"نجوم الشوارع"

أبوظبي (الاتحاد)

بعد الانتهاء من بحث مشكلة «ندرة المواهب»، في الساحة الكروية العربية حالياً، وانتهاء تأثير «الفرجان» والشوارع والحواري في إمداد الأندية والمنتخبات بلاعبين مميزين، طرحت «الاتحاد» مبادرة إقامة دوري عربي للاعبين غير المنضمين للأندية، والذين حالت ظروفهم المعيشية دون اللعب في الأكاديميات الخاصة، ولم يجدوا طريقة للوصول إلى مكان يحتضن موهبتهم، ويظهر قدراتهم لتحقيق ما سبق أن حققه آخرون، عاشوا الظروف نفسها في عصر مختلف.
واستطلعت «الاتحاد»، رأي عدد من القيادات الرياضية العربية، في فكرة إقامة دوري «الفرجان والشوارع»، وتركت لهم حرية اختيار الطريقة، التي يتم بها تنفيذ الفكرة لتحقيق أهدافها، ودعم الأندية والمنتخبات، ومساعدة «المحرومين» في كل أرجاء الوطن العربي الكبير، لتحقيق «حلم» نجومية الكرة، والتحليق في فضاء «الساحرة المستديرة».

محاولات عربية لإنقاذ «الأحلام الكروية»
لم تخلُ الساحة العربية من المبادرات التي تصب في اتجاه المواهب، سواء ما قامت به جهات حكومية رسمية أو من الأندية، ولعل ما قامت به الهيئة العامة للرياضة السعودية يعد نموذجاً رائداً في اكتشاف المواهب، من خلال «دوري الأحياء»، الذي يحصل على دعم من اتحاد الرياضة المجتمعية، ومظلة من الاتحاد السعودي لكرة القدم، وهو المشروع الذي لا يخدم فقط المواهب، بل يخدم شريحة كبيرة من المدربين الذين يحصلون على دورات تدريبية مجانية.
ويقع «دوري الأحياء» تحت مظلة رابطة دوري الأحياء التابعة للاتحاد السعودي للرياضة المجتمعية، ويتكون من دوري داخلي، على مستوى مناطق المملكة تلعب فيه الفرق، ومن ثم يصعد أبطال المناطق إلى تصفيات على مستوى المملكة، ويتحصل بطل البطولة على كأس رابطة دوري الأحياء.
كما تولي السعودية الاهتمام ببرنامج «مواهب المملكة» الذي يعنى بتطوير المواهب الكروية تحت 12 و16 عاماً، والتي وقع عليها الاختيار في المرحلة الأولى من مشروع مراكز التدريب الإقليمية الذي أطلقه الاتحاد السعودي لكرة القدم، واستقبلت مراكز التدريب أكثر من 600 موهبة، حيث وقع الاختيار بعد التجارب والتدريبات الأولية على 88 موهبة مقسمّة بين الرياض والمدينة المنورة، موزعة على الفئتين العمريتين. وخرج منتخب المواهب لمواليد السعودية إلى النور، وانضم عدد منهم إلى صفوف المنتخب بداية من «خليجي 23» بالكويت، وكأس آسيا «الإمارات 219»، ومنهم عبدالقدوس عطية، وهمام سالم، وسالم علي، وجابر عيسى، وأحمد الفقي، وعلي النمر، والمثير أنهم لم يشاركوا في أي مباراة رسمية سابقة مع الأندية السعودية قبل «خليجي 23» التي مثلت الظهور الأول لهم، ووصل العدد إلى 15 لاعباً جديداً في صفوف «الأخضر»، وهو ما يؤكد أن التجربة نجحت بامتياز.
في الوقت الذي أطلق الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة البحريني مؤخراً، مبادرة لإنشاء 100 ملعب في فرجان البحرين، بهدف توفير بيئة مناسبة للشباب ومختلف فئات المجتمع، من أجل ممارسة الرياضة في بيئة مثالية، وتأكيد دور ملاعب «الفرجان»، في دعم الأندية الوطنية والمنتخبات، وتزويدها بكثير من المواهب الرياضية.
وتأتي المبادرة لمصلحة إحياء الأنشطة الرياضية في «فرجان» البحرين، بطريقة منظمة ووفق منشآت رياضية متطورة، قادرة على احتضان الشباب وتطوير طاقاتهم الإبداعية، وتوفير بيئة مناسبة وآمنة للشباب يمارسون من خلالها ألعابهم الرياضية المفضلة، انطلاقاً من مبادرات البرنامج الوطني لتطوير القطاع الشبابي والرياضي «استجابة» على أن تكون الملاعب متعددة الأغراض، لممارسة عدد من الألعاب الرياضية، الأمر الذي يضمن للجميع ممارسة الرياضة المفضلة له على تلك الملاعب.
وتشمل أنشطة مختلفة في مختلف مدن وقرى البحرين، والعمل على تنمية المواهب الشبابية، والحفاظ على تحقيق التربية البدنية وبنية الأجسام الصحيحة لشباب البحرين، وتشجيع ممارسة الرياضة، من خلال توفير ملاعب يسهل الوصول إليها ببساطة.
وتعد ملاعب «الفرجان» في البحرين مركزاً أساسياً، لتخريج كثير من اللاعبين المتميزين، في مختلف الألعاب الرياضية، وتأتي المبادرة لوضع خطة متكاملة وتصور واضح لاستمرار تطويرها باعتبارها بيئة خصبة للمواهب الرياضية، كانت تزود الأندية البحرينية بالمواهب الرياضية الناشئة، وتحظى ملاعب الفرجان بدور أساس في احتضان المواهب وتخريجها بصورة مستمرة، كما كانت في الماضي، حيث خرجت كثيراً من اللاعبين الذين مثلوا الأندية والمنتخبات الوطنية في عدد من المحافل الرياضية.