الإمام الشافعي ضيف دائم على الدراما الدينية

تم تقديم مسلسل تناول قصة حياة الإمام الشافعي قبل أكثر من 30 عاماً ـ أيام الأبيض والأسود ـ وقدم الدور رشوان توفيق من إخراج فائق اسماعيل، ثم جسد الشخصية ذاتها ابراهيم يسري في مسلسل “عصر الأئمة” من تأليف الدكتور بهاء الدين ابراهيم، الذي عاد بعد أكثر من عشرة أعوام ليقدم مسلسلاً كاملاً عنه، عرض في رمضان 2007، ولعب بطولته إيمان البحر درويش. وتسبب ظهور هذا المسلسل في حجب مسلسل آخر عن الإمام الشافعي كتبه المؤلف أيمن سلامة عام 2004 على أن يلعب بطولته حسن يوسف ويخرجه مصطفي الشال، ولم ير النور لمشاكل إنتاجية وتسويقية. فقه وخلافة وشارك في بطولة المسلسل الى جانب إيمان البحر أشرف عبد الغفور الذي جسد شخصية “الامام مالك” ومنى عبد الغني “ السيدة نفيسة” وفايزة كمال “زوجة الشافعي” وسميرة عبد العزيز “والدته” ومفيد عاشور “الليث بن سعد” وميار الببلاوي ونبيل نور الدين وإيمان رجائي وأخرجه الدكتور شيرين قاسم، وتناول المسلسل الـ 50 عاماً التي شهدت وجود الأئمة مالك والشافعي وابن حنبل ولم تتوقف الأحداث عند طرح القضايا الفقهية بل امتدت الى رصد تاريخ تلك الفترة من حكم الخلفاء العباسيين الرشيد والأمين والمأمون. وركز على قصة حياته منذ مولده عام 150 من الهجرة، وهي السنة التي توفي فيها الإمام أبو حنيفة، في غزة ونشأته يتيماً في حجر أمه، ثم ذهابه إلى مكة وهو ابن سنتين، ومروراً بمرحلة الصبا التي كان يجالس فيها العلماء، ويكتب ما يفيده في العلوم ونحوها، وكان في البداية يطلب الشعر والأدب، ثم اتجه نحو تعلم الفقه فقصد مجالسة مسلم بن خالد الذي كان مفتي مكة. هجرته إلى مصر وحين بلغ 13 عاماً رحل إلى المدينة قاصداً الأخذ عن أبي عبد الله مالك بن أنس، ولما قدم عليه قرأ عليه الموطّأ حفظًا، فأعجبته قراءته ولازمه قبل أن يغادر الى اليمن ومنه الى العراق حيث ناظر هناك محمد بن الحسن وغيره، ونشر علم الحديث ومذهب أهله، والسنة وشاع ذكره وفضله، وكان عبد الرحمن ويحيى بن سعيد القطّان يعجبان به، وقيل إنّ القطّان وأحمد بن حنبل كانا يدعوان للشافعي في صلاتهما. وفي عام 199 من الهجرة هاجر إلى مصر، وحين خرج من العراق قاصداً مصر قالوا له أتذهب إلى مصر وتتركنا؟ فقال لهم: هناك الممات. شخصية ثرية وقال المؤلف بهاء الدين ابراهيم: حال كتابتي مسلسلا عن الإمام الشافعي لم أكن قد شاهدت المسلسل القديم الذي تناول الشخصية ذاتها، وشخصية الشافعي تتسع لأكثر من مسلسل لأن حياته بها جوانب كثيرة وثرية يمكن التركيز عليها طبقاً لوجهة نظر المؤلف الذي يكتب، وحين اتجهت للكتابة الدينية وبدأت كتابة الخطوط العريضة لمسلسل “أبو حنيفة النعمان” كنت أنوي تقديم كل إمام في مسلسل منفصل، ولكنني وجدت أن الإمام مالك أستاذ الشافعي الذي كان أستاذ ابن حنبل، ووجدت أنني لا أستطيع أن أعرض لكل واحد منفصلاً عن الآخرين، فكان “عصر الأئمة” الذي شعرت لاحقاً أن الإمام الشافعي لم يأخذ حقه كاملاً فيه، حيث ظهر في خمس حلقات فقط، وحين اطلعت على فقهه فيما بعد وجدت أن له من الرأي والمشاركة والأحداث ما يستدعي أن يكون له مسلسل مستقل. تواضع الشافعي أما منى عبد الغني والتي جسدت شخصية “السيدة نفيسة” بكل ما اشتهرت به من زهد وورع، فقالت إنه عرض عليها الاختيار بين شخصيتي السيدة نفيسة وزوجة الإمام الشافعي، وأنها اختارت دور السيدة نفيسة رغم رعبها منها، لكونها شخصية مغرية لأي فنانة لما تحمله من صفات جميلة، وأكدت أن العمل كان واجهة مشرفة للإنتاج الدرامي المصري وحظي بإعجاب الجمهور والنقاد على السواء. أما المخرج الدكتور شيرين قاسم فقال إنه سعى مع فريق العمل الى إبراز تواضع الشافعي وخضوعه للحق، وهو ما تشهد به مناظراته ودروسه ومعاشرته لأقرانه ولتلاميذه وللناس، وتأكيد دوره في التوفيق بين مذهبي المالكية والحنفية، الى جانب مواقفه في محاربة أعداء الإسلام والزنادقة والمتعصبين لأحكام الإمام مالك الفقهية.