شارك نحو 70 رئيس دولة وحكومة في العاصمة الفرنسية باريس، اليوم الأحد، في مراسم إحياء مرور مائة عام على توقيع الهدنة التي أنهت الحرب العالمية الأولى.
وخلال التجمع، حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من النزعة القومية ودعا إلى نبذ "الانطواء والعنف والهيمنة".
حضر المراسم الرؤساء الأميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والعاهل المغربي محمد السادس والعديد من رؤساء الدول والحكومات.
وانتقل، بعدها القادة، إلى قوس النصر الذي يشرف على جادة الشانزيليزيه الشهيرة والذي أقيم تحته ضريح الجندي المجهول وأضيئت شعلة لا تنطفئ للتذكير بحجم هذا النزاع الذي أسفر عن مقتل 18 مليون شخص.
وأدى عازف التشيلو يو يو ما معزوفة تليت بعدها شهادات من الحرب تعود إلى 1918.
وألقى ماكرون خطاباً بالمناسبة استمر لنحو عشرين دقيقة دعا فيه القادة إلى نبذ "الانطواء والعنف والهيمنة" وخوض "المعركة من أجل السلام".
وقال ماكرون "دعونا نتذكر! يجب ألا ننسى (...) بعد مئة عام مذبحة لا تزال آثارها مرئية امام العالم (...) دعونا نوحد آمالنا بدل أن نضع مخاوفنا في مواجهة بعضها".
وانتقد ماكرون النزعة القومية التي يؤيدها ترامب مراراً وقال إن "الوطنية هي نقيض القومية تماماً. القومية هي خيانة" الوطنية.
وقال، أمام حشد شمل الرئيسين الأميركي والروسي، إن "بإمكاننا معاً التصدي لهذه التهديدات المتمثلة في شبح الاحتباس الحراري وتدمير البيئة والفقر والجوع والمرض وعدم المساواة والجهل".
واختتمت المراسم بإعادة إطلاق البوق الذي أعلن الساعة 11:00 من صباح 11 نوفمبر 2018 انتهاء الحرب العالمية الأولى.
وتم نشر نحو عشرة آلاف عنصر لضمان أمن الحفل. وتعود المرة الأخيرة التي استقبلت فيها باريس هذا العدد من القادة إلى 11 يناير 2015 بعد اعتداءين إرهابيين في باريس.
وفي مقابلة مع قناة "سي ان ان" الأميركية اليوم الأحد، قال الرئيس الفرنسي إن على أوروبا أن "تبني استقلالية" دفاعها بدلاً من شراء الأسلحة من الولايات المتحدة.
وأوضح ماكرون، في المقابلة التي أجراها باللغة الانكليزية بحسب مقاطع منها، "لا أريد رؤية الدول الأوروبية ترفع من ميزانيات الدفاع لشراء أسلحة أميركية أو أخرى أو معدات من إنتاج صناعتكم"، مضيفاً أنه "إذاً زيادة ميزانيتنا، فالغرض بناء استقلاليتنا".
وندد الرئيس الأميركي، الجمعة بعيد وصوله إلى باريس، بتصريحات نظيره الفرنسي حول إنشاء جيش أوروبي بوجه قوى مثل روسيا والصين وحتى الولايات المتحدة، معتبراً أن اقتراحه "مهين جداً".
لكن ماكرون أبدى السبت حفاوة كبيرة عند استقباله ترامب في قصر الإيليزيه.
وأكد الرئيس الفرنسي، في المقابلة، أنه يشاطر نظيره الأميركي الرغبة في "تقاسم أفضل للعبء" المالي للحلف الأطلسي بين الأوروبيين والأميركيين.
وأوضح ماكرون "أنا موافق على ذلك وبهدف تقاسم أفضل للعبء".