الجمعة 22 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«فاينانشال تايمز»: أردوغان على شفا «الصدام» مع روسيا

«فاينانشال تايمز»: أردوغان على شفا «الصدام» مع روسيا
6 فبراير 2020 01:12

دينا محمود (لندن)

أكد محللون غربيون أن تحالف المصالح القائم بين تركيا وروسيا اقترب من نهايته، في ضوء الخلافات المتصاعدة بين البلدين، بشأن مصير منطقة إدلب، المعقل الأخير لمسلحي المعارضة السورية المدعومة من أنقرة، والذي تريد حكومة بشار الأسد استعادة السيطرة عليه، بدعم عسكري من موسكو.
وشدد المحللون على أن عوامل مثل المصالح الآنية التي كانت تجمع النظام التركي والكرملين، وعدم ثقة الجانبين في الولايات المتحدة، لم تعد تكفي للإبقاء على التنسيق الوثيق بينهما على صعيد الملف السوري، قائلين إن مصالح أنقرة وموسكو «لم تعد متوافقة في هذا الصدد».
وأكد المحلل السياسي البريطاني دافيد جاردنر، أن الأزمة التركية الروسية المتصاعدة بشأن الوضع «على ساحة القتال في الأراضي السورية بلغت حد الصدام، وذلك بعدما اعتمدت أنقرة لوقت طويل على موسكو، في محاولاتها المستميتة لزيادة نفوذها الإقليمي، والانغماس في أوهام الحنين إلى الماضي العثماني».
وأشار جاردنر إلى أن الوصول إلى هذه المرحلة جاء بعد «أن شهدت الحملة العسكرية التي يشنها الجيش السوري لاستعادة إدلب مقتل ثمانية جنود أتراك يوم الاثنين الماضي، وهو ما أعقبه رد فعل تركي انتقامي أوقع 13 قتيلا من الجنود السوريين».
وقال المحلل المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، إن نظام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، شعر بأن هذه الواقعة تشكل «طعنة روسية في الظهر» مُتجاهلاً ما تشكو منه روسيا منذ أمد بعيد، بشأن عدم وفاء أنقرة بالتزاماتها، بموجب اتفاق تم التوصل إليه بين البلدين قبل عامين لإنشاء ما وُصِفَ بمنطقة «خفض التصعيد» في إدلب.
فحتى الآن لم يضطلع الجيش التركي - الذي انشأ 12 «نقطة مراقبة» في أدلب بدور فعال في التصدي للمسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة الإرهابي، ممن يتمركزون في هذه المحافظة السورية، التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين نسمة.
وفي مقال نشرته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية، قال جاردنر، إن اتفاق خفض التصعيد (الذي وافق عليه أردوغان) بات أشبه بورقة توت يُستعان بها لإخفاء الهجوم المستمر بلا هوادة على إدلب، والذي أدى لنزوح 400 ألف مدني من هذه المنطقة ومن المناطق الغربية من حلب منذ ديسمبر الماضي، وهو ما أُضيف إلى عدد مماثل نزح من هناك في الفترة بين شهريْ أبريل ويوليو 2019. ووجه الكاتب اتهامات ضمنية لأنقرة بالتواطؤ مع الهجوم السوري - الروسي على مسلحي المعارضة في إدلب، قائلاً إن تركيا تغلق حدودها في وجه الفارين من العمليات العسكرية المستمرة هناك، والتي أدت إلى أن تشهد هذه المنطقة دراما إنسانية بائسة يروح ضحيتها المدنيون السوريون.
وأشار جاردنر إلى أن ما يجري حاليا بين أنقرة وموسكو، يغاير ما حدث عقب الانقلاب الفاشل الذي شهدته تركيا عام 2016 حينما دخلت تركيا الفلك الروسي بعدما اعتقد أردوغان أن الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية، وافقت ضمنا على تلك المحاولة الانقلابية التي نفذتها قوات من الجيش.
لكن هذا التقارب لم يعن أن هناك توافقا حقيقيا بين أهداف كل من تركيا وروسيا.. بل إن تقارب البلدين ومعهما إيران، نجم في الأساس عن فراغ نشأ عن القرار المفاجئ الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أكتوبر الماضي، وسحب بمقتضاه قوات بلاده من سوريا.
واعتبر المحلل البريطاني أن تطورات مثل هذه، قادت لظهور محور ثلاثي (يضم أنقرة وطهران وموسكو) يتسم بالتقلب في علاقات مكوناته بعضها ببعض، خاصة أن النظام التركي وقف منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية في الجانب المقابل تماما لذاك الذي اصطف فيه النظام الحاكم في إيران، إذ ساند أردوغان الفصائل المسلحة المتشددة المناوئة لحكومة دمشق، فيما أبدى الإيرانيون مساندتهم غير المحدودة لهذه الحكومة.
لكن هذه العلاقة المثيرة للجدل وصلت الآن إلى منتهاها بحسب المقال الذي يقول كاتبه إن أنقرة وموسكو أصبحتا على مسار تصادمي في الوقت الحاضر، رغم حقيقة أن الوجود العسكري التركي في المناطق الواقعة شمال غرب سوريا، يعتمد على روسيا.
وأبرز جاردنر المأزق الذي يواجهه أردوغان حالياً، في ضوء أن أزمته المتفاقمة مع موسكو تأتي بعدما أحرق جسوره كلها تقريبا مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، واستعدى غالبية القوى الإقليمية في الشرق الأوسط، بتدخله العسكري السافر في الحرب الأهلية الليبية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©