أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز عاهل المملكة العربية السعودية فجر اليوم عن استدعاء السفير السعودي لدى دمشق للتشاور، مؤكداً أن ما يحدث في سوريا من قمع للمتظاهرين لا تقبل به السعودية وأكبر من أن تبرره الأسباب”.
ودعا خادم الحرمين في خطاب تاريخي إلى القيادة السورية إلى تحكيم العقل ووقف آلة القتل وإراقة الدماء قبل فوات الأوان، قائلاً “إن الأحداث في سوريا وإراقة دماء الأبرياء غير مقبولة”. كما دعا إلى تسريع إجراء الإصلاحات، محذراً من “أن مستقبل سوريا اليوم بين خيارين إما الحكمة أو الانجراف إلى أعماق الفوضى والضياع”.
واتخذت السلطات السورية أمس موقفا أكثر تشددا إزاء الدعوات الخارجية لوقف الحملة العسكرية ضد المتظاهرين، حيث أعلنت المضي بالتصدي لمن وصفهتم بـ”الخارجين عن القانون”. كما أعربت عن أسفها حيال بيان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الذي عبر عن القلق البالغ حيال استخدام القوة، معتبرة أن على المجلس أن يدعو إلى وقف أعمال التخريب في سوريا. وانتقدت أيضا الموقف التركي تجاه ما يجري، مؤكدة أن وزير الخارجية التركي أحمد داوود اوغلو سيسمع لدى زيارته دمشق غدا الثلاثاء “كلاما أكثر حزما”.
وقال الرئيس السوري بشار الأسد خلال استقباله أمس وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور “ان التعامل مع الخارجين عن القانون من أصحاب السوابق الذين يقطعون الطرقات ويغلقون المدن ويروعون الأهالي واجب على الدولة لحماية أمن وحياة مواطنيها”.
وأضاف الأسد وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) “ان سوريا ماضية في طريق الإصلاح بخطوات ثابتة”. بينما أعرب منصور عن رفض بلاده الكامل لمحاولات التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية، وأكد على ان استقرار لبنان هو من استقرار سوريا وان ما يجمع البلدين أكبر بكثير من كونه علاقات بين بلدين متجاورين بحكم علاقات التاريخ والثقافة والأخوة.
إلى ذلك، نقلت (سانا) عن مصدر رسمي في بيان صادر عن وزارة الخارجية “ان سوريا تلقت بأسف البيان الذي أصدره مجلس التعاون الخليجي”، وأضاف “ان الخروج من دوامة العنف الراهنة وصدق الرغبة في مصلحة سوريا يتطلب من الأشقاء العرب في مجلس التعاون الدعوة لوقف أعمال التخريب وشجب العنف المسلح الذي تقوم به جماعات لا تريد للوطن السوري خيرا ويتطلب أيضا إعطاء الفسحة اللازمة من الوقت كي تعطي الإصلاحات المطروحة ثمارها”.
واعتبر المصدر “ان بيان مجلس التعاون تجاهل بشكل كامل المعلومات والوقائع التي تطرحها الدولة السورية سواء لجهة أعمال القتل والتخريب التي تقوم بها جماعات مسلحة تستهدف أمن الوطن وسيادته ومستقبل أبنائه أو لجهة تجاهل حزمة الإصلاحات الهامة التي أعلن عنها الأسد في خطابه”. ولفت إلى أن الرئيس السوري أكد في خطابه على الأهمية القصوى للحوار الوطني باعتباره السبيل الأمثل لحل الأزمة الراهنة”.
وأضاف المصدر “أن الموقف السلبي الرافض الذي أبدته المعارضة السورية إضافة إلى استمرار أعمال القتل والتخريب التي تقوم بها جماعات مسلحة لم يثنيا القيادة السياسية عن العمل من أجل وضع الإصلاحات التي تم الالتزام بها موضع التنفيذ وفق جدول زمني معلن ومعروف”. وعبر المصدر عن أمل سوريا بان يعيد الأشقاء العرب النظر في مواقفهم آخذين بعين الاعتبار ما تقوم به القيادة السياسية من أجل تجاوز الأزمة الراهنة والسير بالبلاد في الطريق إلى تحقيق الأمن والاستقرار وتلبية مطالب الشعب وحاجاته”.
من جهة ثانية، هاجمت مستشارة الرئيس السوري للشؤون السياسية والإعلامية بثينة شعبان أمس الموقف التركي تجاه ما يجري في سوريا، وقالت في تصريحات للتلفزيون الرسمي “ان كان وزير الخارجية التركي قادما لنقل رسالة حازمة الى سوريا غدا الثلاثاء فإنه سيسمع كلاما أكثر حزما بالنسبة للموقف التركي”. وانتقدت شعبان الموقف التركي الذي لم يدن حتى الآن جرائم القتل الوحشية بحق المدنيين والأمن والجيش”.