يوسف البستنجي (أبوظبي)
استقطب صندوق الاستثمار العالمي «كاتاليست» الذي تم إطلاقه العام الجاري، بدعم من شركة مبادلة للتنمية بمليار دولار، ويتخذ من سوق أبوظبي العالمي مقراً له، 200 شركة من أنحاء العالم، بحسب معالي أحمد علي الصايغ وزير دولة رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي، متوقعاً أن يوافق الصندوق على أربع شركات تبدأ عملها انطلاقاً من السوق خلال الربع الأول من 2020.
وقال الصايغ، أمس، خلال اليوم الثاني من فعاليات مؤتمر سولت العالمي بأبوظبي، إن سوق أبوظبي العالمي يتطلع لإطلاق عدة صناديق جديدة خلال المرحلة المقبلة، بحجم صندوق كاتاليست أو أكبر منه، لافتاً إلى أن أبوظبي حققت إنجازات كبيرة على طريق تعزيز مكانتها لتصبح بوابة العالم، فيما تسعى أيضاً لجذب العالم إليها.
وصندوق أبوظبي كاتاليست تديره مبادلة، وصُمم لاستقطاب الشركات للانضمام إلى سوق أبوظبي العالمي.
ولفت إلى أن منصة هب 71 التي تعد منصة للتكنولوجيا العالمية، وهي إحدى المبادرات الرئيسة ضمن برنامج أبوظبي للمسرعات التنموية «غداً 21» الذي يستهدف جعل إمارة أبوظبي منارة للتكنولوجيا والابتكار، نجحت باعتماد نحو 35 شركة حتى الآن، ضمن منصتها. وتأتي منصة هب 71 في إطار الالتزام طويل الأمد من جانب حكومة أبوظبي، بتعزيز الابتكار وبناء اقتصاد معرفي متطور، يوفر فرصاً للشركات الصغيرة والمتوسطة والشركات المعتمدة على التكنولوجيا، وتهدف إلى جعل أبوظبي بيئة عالمية المستوى لتعزيز أنشطة الشركات التقنية الناشئة، وقادرة على تحفيز ريادة الأعمال، وتوفير الوظائف والابتكار، بما يسهم في تعزيز جهود التنويع الاقتصادي.
ثقة الشركات
وقال: يعمل سوق أبوظبي العالمي لدعم وتعزيز ثقة الشركات وراود الأعمال من أنحاء العالم. وأكد الصايغ في حديثه للمشاركين في المؤتمر الذين تجاوز عددهم ألفاً من رجال الأعمال والرواد ونحو 200 متحدث، أن النجاح بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة، هو تحقيق أفضل مستوى معيشي للمواطنين والمقيمين وتطوير اقتصاد مستدام. وقال: رغم كvوننا اقتصاداً مبنياً على النفط والغاز، فإننا نجحنا في تحقيق التنويع الاقتصادي واستقطاب وتطوير الكفاءات العالية، مؤكداً أن الدولة نجحت في خطط التنويع الاقتصادي، بفضل الكفاءات المحلية والعالمية ونتيجة لرؤية القيادة الرشيدة لتوفير مستقبل مستدام.
وأوضح أن سوق أبوظبي العالمي يحتضن مبادرات استراتيجية عدة، منها صندوق كاتاليست أبوظبي وبورصة إنتركونتننتال للعقود الآجلة. وقال: جاء إطلاق بورصة إنتركونتننتال للعقود الآجلة أبوظبي، نتيجة للقرارات المهمة التي اتخذتها القيادة الرشيدة، بهدف تعزيز دور الدولة القيادي في القطاع النفطي عالمياً.
50 جلسة نقاشية
شهد مؤتمر سولت أبوظبي، الذي انطلق أمس الأول، انعقاد أكثر من 50 جلسة نقاشية، حيث يجمع المؤتمر، الذي يقام بالتعاون مع سوق أبوظبي العالمي، نحو 1000 من القادة ورواد الأعمال من أنحاء العالم، لمناقشة فرص التعاون في القطاع المالي والتكنولوجيا والجغرافيا السياسية.
الاقتصاد العالمي
وانطلقت فعاليات اليوم الأول من سولت أبوظبي مساء أول أمس، في مقر سوق أبوظبي العالمي بجزيرة المارية، وتضمنت الفعاليات جلسة قدمها دان ميرفي، مذيع قناة سي إن بي سي، حاور فيها محمد العريان، كبير المستشارين الماليين في شركة أليانز.
وخلال الجلسة، استعرض العريان حالة الاقتصاد العالمي، وسلط الضوء على الفرص والمخاطر، على حد سواء. كما أكد العريان ضرورة إيجاد حلول ومنتجات مبتكرة، وإعادة هيكلة نماذج الأعمال.
الصناديق السيادية
وتضمنت فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر، العديد من الجلسات الحوارية والكلمات الجوهرية، حيث ألقى أنثوني ساكرموني، مؤسس والشريك الإداري لـ «سولت»، كلمته في الجلسة الأولى إلى جانب رايتشل بيثر، المستشارة الأولى لمؤسسة صناديق الثروات السيادية.
كما شملت أبرز فعاليات اليوم الثاني، جلسة نقاشية شارك فيها معالي عمر بن سلطان العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي، وجميل عصفور، الرئيس التنفيذي للشراكات التكنولوجية في مكتب أبوظبي للاستثمار، وسيث موينجرام، نائب رئيس شركة أكادين لإدارة الثروات، استعرضوا خلالها مبادرات الدولة المختلفة وتغير الأنظمة والقوانين، بما يخدم الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة في الدولة والمنطقة.
رواد الأعمال
ناقش المشاركون في المؤتمر، التحديات التي يواجهها رواد الأعمال في الوضع الاقتصادي الحالي، حيث تشهد أبوظبي والدولة حالياً، إطلاق مبادرات وقوانين عدة، من شأنها تعزيز مكانة أبوظبي، كمنصة متكاملة للأعمال وتشجيع الشراكات الإماراتية في الخارج، على حد سواء.
كذلك شملت الفعاليات جلسات أخرى منها: «مستقبل أوروبا» مع فيليب حمود، المستشار الأسبق في شركة إكشيكير، وماتيو رينزي، رئيس الوزراء الإيطالي الأسبق، قدمها ديون راشمان، رئيس محللي العلاقات الخارجية في صحيفة الفايننشال تايمز.
وفي جلسة بعنوان «الأداء الأعلى: علم النفس السلوكي» مع الدكتور أدريان، رئيس قسم علم النفس السلوكي في مؤسسة ستامفورد، بالإضافة إلى جلسة بعنوان «مستقبل العلاقات العربية- الأميركية» مع ريتشارد هاس، رئيس مجلس العلاقات الدولية، ونورمل روول، الرئيس التنفيذي لشركة فاروس للاستشارات الاستراتيجية، والدكتورة دانية كوليلات، باحثة اقتصادية، وأدار الجلسة، فيصل عباس، رئيس تحرير صحيفة عرب نيوز.
وليد المهيري: «مبادلة» ضخت 100 مليار دولار استثمارات في الولايات المتحدة
قال وليد المهيري، نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة مبادلة: إن الصندوق السيادي المشترك بين دولة الإمارات والصين الذي تم إطلاقه بقيمة 10 مليارات دولار، عام 2015، استثمر حتى الآن نحو ملياري دولار، في مشاريع مختلفة بالصين والأسواق العالمية. وأضاف خلال المؤتمر أن مبادلة تستثمر في أسواق متعددة وكثيرة حول العالم، مبيناً أن إجمالي استثمارات الشركة في الولايات المتحدة، بلغ نحو 100 مليار دولار.
وأوضح المهيري: الشركة تتطلع لتحقيق النمو، في جميع القطاعات التي تستثمر فيها، أينما كان ذلك ممكناً.
وقال: نحن مهتمون بالسوق الصينية الواعدة، ولدينا استثمارات وشراكات موثوقة مع القطاعين العام والخاص في الصين، مؤكداً أن «مبادلة» تعتبر شريكاً موثوقاً، ذات مصداقية عالية لدى جميع الشركات، وفي أنحاء العالم. ولفت إلى قصص نجاح كبيرة في الاستثمار، حققتها الشركة في السوق الروسية والفرنسية وغيرهما.