أصدر الرئيس السوري بشار الأسد امس مرسوما تشريعيا بمنع التداولات التجارية بغير الليرة السورية، التي فقدت نسبة كبيرة من قيمتها جراء النزاع المستمر منذ أكثر من عامين. وجاء في نص المرسوم الذي نشرته وكالة الأنباء الرسمية «سانا» «أنه مع مراعاة أنظمة القطع النافذة، يمنع التعامل بغير الليرة كوسيلة للمدفوعات أو لأي نوع من أنواع التداول التجاري أو التسديدات النقدية، وسواء كان ذلك بالقطع الأجنبي أم بالمعادن الثمينة».
وأكد المرسوم أنه لا يجوز بغير موافقة مجلس الوزراء عرض السلع والمنتجات والخدمات وغيرها من التعاملات التجارية بغير الليرة السورية. وقرر فرض عقوبة على من يخالف أحكامه، تراوح بين الحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات، أو الأشغال الشاقة المؤقتة بين ثلاث سنوات وعشر سنوات، تبعا لقيمة المدفوعات أو المبالغ المتعامل بها إذا تجاوزت القيمة خمسة آلاف دولار.
وقال مصرفيون إن القرار يعزز القيود المفروضة بالفعل على تسعير البضائع بالدولار، وهو القانون الذي يجري خرقه على نحو متزايد إثر التراجعات الحادة والتقلبات الشديدة في الليرة، وأضاف أحدهم «الهدف هو منع الناس من الفرار إلى الدولار.. إنه لا يؤثر بأي شكل على القطاع المصرفي.. البلد بحاجة إلى تحويلات العملة الصعبة.. الغرض هو ألا يفكر الناس بالدولار كما لو أنه لا توجد عملة محلية. إنها أقرب إلى خطوة نفسية في ظل التراجع الحاد للعملة».
من جهته، اعتبر مدير الأسبوعية الاقتصادية «سيريا ريبورت» جهاد يازجي «ان الخطوة رمزية لأنها تأتي بعد نحو 10 أعوام من إلغاء الأسد القانون الرقم 24 العائد إلى عام 1986، والذي كان يمنع السوريين من امتلاك الدولار، وأضاف «اليوم، القرار المتخذ يهدف إلى جعل كل عملية بغير الليرة السورية مسألة معقدة، والسيطرة على سعر الصرف».
ومنذ بدء النزاع السوري منتصف مارس 2011، تدهورت العملة السورية وفقدت نحو ثلاثة أرباع قيمتها. وارتفع سعر الدولار من 47 ليرة قبل بدء النزاع، إلى اكثر من 300 ليرة في الفترة الماضية. وتدخل المصرف المركزي في أسواق القطع خلال الأسابيع الماضية، ما أعاد سعر صرف الدولار إلى حدود 200 ليرة.
وقال متعامل كبير بسوق الصرف في بنك بدمشق «حيازة الدولارات وإيداعها واستخدامها كعملة ادخار لم يمنعه القانون قط، لكن حتى قبل الأزمة كان استخدام الدولار في المبادلات التجارية محظورا»، وأضاف «هذا القانون يفرض عقوبات جديدة.. يستطيع السوريون الحصول على تحويلات دولارية.. لكن لا يمكن للمستوردين أن يضعوا سعرا بالدولار على البضائع المبيعة».
إلى ذلك، ذكرت صحيفة «صنداي تايمز» أمس أن الشرطة البريطانية شرعت في التحقيق مع جمعية خيرية محلية، وسط مخاوف من قيام متطرفين في المملكة المتحدة بإرسال أموال إلى مقاتلين مدعومين من تنظيم «القاعدة» في سوريا. وقالت «إن الشرطة فتحت التحقيق بعد مصادرة عشرات الآلاف من الجنيهات الاسترلينية نقداً في ميناء دوفر، من مجموعة من الرجال المسلمين كانوا في طريقهم إلى الشرق الأوسط». وأضافت أن هؤلاء كانوا يعتزمون القيام بالرحلة بالنيابة عن المؤسسة الخيرية البريطانية (قافلة المساعدات)، والتي يشغل منصباً إدارياً فيها السوري المقيم في بريطانياً، معتز الدبس، الذي سبق أن اتهم بالتورط في سلسلة التفجيرات الإرهابية التي استهدفت شبكة القطارات في العاصمة الإسبانية مدريد في مارس 2011 وأودت بحياة 191 شخصاً، وجرت تبرئته في وقت لاحق.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشرطة سبق وأن أوقفت واستجوبت ناشطين يعملون في المؤسسة الخيرية في ميناء فولكستون بمقاطعة كنت في جنوب شرق إنجلترا بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، قبل أن تسمح لهم بمواصلة رحلتهم خارج المملكة المتحدة.
موسكو: تدخلات الغرب بالمنطقة أشبه بـ «ثور في محل للخزف»
موسكو (وكالات)- انتقد رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف امس تدخل الغرب في الشرق الأوسط وشبهه بـ»ثور في محل للخزف الصيني».
ونقلت وكالة «ريا نوفوستي» للأنباء عن مدفيديف قوله في حوار مع قناة «روسيا اليوم» «إن الغرب غالبا ما يدفع دولا بأكملها لنقطة اللاعودة التي يصعب للغاية بعدها إقناع الأطراف المتصارعة بمحاولة التفاوض»، وأضاف «إن شركاءنا الغربيين أحيانا يتصرفون مثل ثور في محل للخزف الصيني، فهم يضغطون ويحطمون كل شيء ثم لا يعرفون ماذا يفعلون بعد ذلك».
وتساءل مدفيديف «إذا كنا صادقين تماما ما النفع الذي عاد على العالم العربي من وراء الربيع العربي؟ هل جلب الحرية؟ ربما بنسبة قليلة على أقصى تقدير وفي معظم الدول أدى إلى سفك دماء لا نهاية له وتغيير في نظم الحكم واضطرابات مستمرة». وأضاف «ما حدث في ليبيا والعراق، وما يحدث في سوريا يوضح أن هناك تفكيكا بشكل قوي للنظام السياسي من أجل المصالح بما يخالف ميثاق الأمم المتحدة». وتابع مشيرا إلى الموقف في العراق حيث يقتل العشرات يوميا، وفي ليبيا الممزقة بسبب هذه الحرب «الآن في سوريا نشهد حربا أهلية.. هذه كارثة، نحن دائما نعتقد أن سلطة حل مشاكل سوريا تكمن في أيدي شعبها، ولكن التدخل النشط الذي نراه حاليا ربما يؤدي في النهاية لنفس المشاكل».