دبي (الاتحاد)
اعتبر دولة فؤاد السنيورة، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، أنه يمكن التعاون مع إيران ومد يد التعاون معها بشروط، أبرزها عدم التدخل في شؤون الدول العربية، مؤكداً في الوقت نفسه ضرورة أن يكون للعرب مشروع موحد يواجهون به التحديات الإقليمية والدولية، ولا بد من البدء الفوري للإصلاح الداخلي المتدرج على المستويات كافة، المعالجة الصريحة مع الشعوب، لأن الإصلاح من دون إشراكها والاستماع إليها سيزيد المعاناة.
جاء ذلك خلال جلسة «التحولات السياسية في الوطن العربي»، خلال المنتدى الاستراتيجي العربي التي أدارها الإعلامي عماد الدين أديب، وتناولت التحديات والأزمات التي تؤثر على المنطقة ودولها وشعوبها، خلال الفترة الحالية، وخلال السنوات المقبلة.
الإصلاح العربي
وقال السنيورة: «لا بد أن يكون الإصلاح في الدول العربية فعلاً وإرادة ومثابرة، وليس وقولاً، فالإصلاح يتحقق عندما تكون الأنظمة الحاكمة قادرة عليه، وليست مجبرة عليها، لأن الإجبار سيجعل تكلفة الإصلاح عالية وموجعة للناس»، مضيفاً: «إن النظام الذي سيبقى ويستمر هو النظام الذي يتمتع بالجرأة على مصارحة شعبه، ويأخذه إلى حيث يجب أن يكون، وهنا لا بد من التفرقة بين مسميين مهمين، هما (رجال السياسة) الذين يحاولون إقناع شعوبهم بما هو كائن، ويحملونهم عليه، و(رجال الدولة) الذين يقنعون شعوبهم بالطرق الصحيحة، ويحاولون معهم مرة بعد مرة حتى يصلوا بهم إلى المستوى المطلوب من العمل الجاد من أجل التطور والتنمية».
وأكد أن الأنظمة تحتاج إلى فهم ما يجري على الساحة الداخلية من حراك شعبي، ما يؤدي إلى معالجة المشكلات، ولكن ذلك يتطلب تهدئة التوقعات، إضافة إلى ضرورة تحقيق مطالب المواطنين بعيداً عن الطائفية والتشرذم والهويات الفرعية.
الوضع اللبناني
وحول المشهد اللبناني حالياً، أكد السنيورة أن هناك انحساراً كاملاً لثقة المواطنين في الحكومات، لأن المجتمع السياسي عمل كل فريق فيه على تعزيز نفوذه على حساب الوطن والمواطنين؛ لذلك فقدت العملية الوطنية البوصلة في المساءلة والمحاسبة داخل لبنان، مؤكداً أن المخرج من ذلك كله هو الاستماع للمواطنين واعتماد الدستور منهجاً.
ودعا السنيورة، «حزب الله» إلى أن يتفهم ذلك لأنه يمسك بتلابيب السلطة في لبنان، مشدداً على أن ربط النزاع وإيقافه يتطلب أن يتفهم «حزب الله» احتياجات اللبنانيين، مشدداً على أن الشيعة عرب ويجب استعادتهم للعروبة.
المصالحة الخليجية
من جانبه، أفاد الدكتور مروان المعشر، نائب رئيس الوزراء الأردني، وزير الخارجية الأسبق، أن فرص المصالحة الخليجية، حقيقة وقائمة، وأيضاً فرص وإنهاء الحرب في اليمن، حقيقة، مؤكداً أن الجبهة الداخلية الخليجية ستكون أقوى بإتمام هذين الأمرين، ومن ثم حان الوقت لتحصين الجبهة الداخلية.
وأشار إلى أن إدارة الرئيس الأميركي ترامب، لا تقف مع الجانب العربي في كثير من الأحيان، وهو ما يستلزم البحث عن حلول من خلال دول المنطقة.