عدد اليوم
محمد عبدالسميع (الشارقة)
استضافت قاعة الفكر، بمعرض الشارقة الدولي للكتاب في دورته الـ37، ندوة بعنوان «بين الواقع والخيال» تناولت كيفية انتقاء المؤلفين لشخصيات وأحداث واقعية مع قيامهم بتحويلها أدبياً إلى شخصيات وأحداث خيالية، بمشاركة الأديبة الفلسطينية حزامة حبايب، والكاتبة الإماراتية مريم الزعابي، والكاتب الأميركي أخيل شارما، وإدارة فرج الظفيري.
قالت حبايب: «الخيال ليس محض مصادفة، وليس محض العدم، هي نتيجة تراكم التجارب داخلنا مؤلفين، بالتالي تعطينا هذه التوليفة في داخلنا»، مضيفة: «بالنسبة لي لا أتعامل مع الخيال على اعتبار أنه شيء مؤقت أو طيف عابر في النهاية يتجسد كشيء حقيقي».
وأضافت: أشارككم تجربة بسيطة. في أحد أيام شهر سبتمبر كنت نائمة في بيت والدتي، وقمت في الليل ووجدت المطر برائحته الجميلة، ولحسن الحظ تركت النافذة مفتوحة، وشممت رائحة المطر والطين، وكنت أعيش في حلم ما بعد الصحوة، وفعلياً حلمت بامرأة غرست في الطين، ومددت يدي في الفراغ، وشعرت بها وأحسست بها ووجدتها تبكي فانزعجت من أن هذا الطيف يبكي، وتطور هذا الحلم، وأصبحت شخصية حواء في روايتي «المخمل».
وقالت الزعابي: «لديّ ثلاث روايات، شخصياتها خيالية أشم رائحتها وأرسمها وأتخيلها، قبل كتابتها، ففي رواية«بالأحمر فقط»، تحدثت عن سقوط بغداد، واخترت شخصية طفل أسميته كريم، أخذت من كل صفات أطفال العراق، وتحدثت عن كل ما يشعرون به وبدأت في سنة 1970 وانتهت في عام 2003 بسقوط بغداد، شخصية كريم هي شخصية جميلة جداً أحببتها، وهي شخصية خلقتها من الخيال، لكنها بالنسبة لي شخصية واقعية».
وقال أخيل شارما: عندما كنت في أميركا في سن 8 سنوات مع والدي تعرضنا لكثير من العنصرية هناك، فكان ارتباطي بالتلفاز دائماً لكي أخرج من هذا المستنقع الذي دخلت فيه، فتولدت لدي حب الشخصيات الخيالية، وكنت أقارن بين الأشياء التي في داخلي، والأشياء المحيطة بي، وعندما كنت أقرأ بعض الكتب، كنت أقارن أيضاً بين شخصيات الكتب، والشخصيات الحقيقية التي توجد في الواقع، فلذلك عندما كتبت بعض الكتب كنت أسعى لجعل الشخصيات الخيالية لها ملمس في الواقع، فالخيال والواقع متعاكسان، لكنهما تجسيد لكل منهما الآخر.
