محمد طه (سانتياغو)
يحتضن مضمار هيبيكو العريق لسباق الخيل في العاصمة التشيلية سانتياغو عصر اليوم، فعاليات النسخة العاشرة من سباق دبي الدولي للخيول العربية الأصيلة على جائزة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية، بدعم إسطبلات شادويل.
ويضم الحفل 3 سباقات للجياد العربية ضمن حفل كامل للخيول المهجنة، ما يشكل اعترافاً بأهمية هذا النوع من السباقات، وتبلغ قيمة الجوائز المالية للأشواط العربية الثلاثة 100 ألف دولار، ويحظى السباق بدعم سفارتنا في تشيلي واهتمام عبدالرزاق محمد هادي، سفير الدولة في سانتياغو. وكان وفد يمثل اللجنة المنظمة للسباق برئاسة ميرزا الصايغ، ويضم عبدالله الأنصاري ومسعود صالح ومحمد طه، وصل إلى تشيلي للإشراف على تنظيم الحدث على الوجه الأكمل.
يُفتتح الحفل بشوط مثير للخيول العربية الأصيلة عمر ثلاث سنوات فأكثر تتنافس على كأس آل مكتوم تكافؤ 1600 متر عشبي، واجتذب السباق ثمانية خيول قوية سبق لها جميعاً تحقيق الفوز، ويلفت الأنظار منها الجواد «كال مار رولون» الذي كسب جميع مشاركاته الخمس في 2018 وعلى مسافات تتراوح من 1200 وحتى 1600 متر، ما يجعله مرشحاً فوق العادة للفوز بهذا الشوط القوي، على الرغم من أنه يحمل الوزن الأعلى البالغ 66 كجم!!
الخطورة عليه تأتي من «فاكم» الذي احتل المركز الثاني خلفه في ثلاث مشاركات وقلص معه الفارق في آخرها إلى ثلاثة أرباع الطول فقط، وفارق الوزن بينهما والبالغ 10 كجم يصب في مصلحته، حيث يحمل 56 كجم فقط ويقوده الفارس مونوز لصالح المدرب أوسيلفا.
ويدخل طرفاً في المنافسة أيضا رفيقه بالإسطبل «منصور» الفائز في مشاركته الأخيرة على مسافة السرعة ويختبر الميل للمرة الأولى، كما يشارك أيضاً «تبرازو» و«اندسبرادا» ويحملان الوزن الأدنى «51 كجم» وحققا الفوز هذا الموسم، لكن على مسافة 1300 متر، ومهمتهما لا تخلو من صعوبة.
وفي شوط سفارة الدولة بتشيلي تتنافس 8 خيول على مسافة 1200 متر للخيول عمر ثلاث سنوات فما فوق ويتصدر الترشيحات «ماروت» من إسطبلات بطل المدربين ريكاردو سيلفا، كما يشارك «ايتاتا» بإشراف بي رودريجيز وقيادة بي سواريز والمهر «أتيلا»، كما تبدو الفرصة مهيأة أيضاً للجواد «أت أف بوزا» الذي يطرق بقوة على باب الفوز باحتلاله المركز الثاني مرتين.
وتخوض 5 خيول عربية مستجدة وناشئة في عمر الثلاث التحدي على كأس شادويل «تكافؤ 1000 متر»، جميعها لم تشارك هذا الموسم حتى الآن، نظراً لأنها بلغت سن السباقات في أغسطس الماضي، باستثناء «خدين» من إسطبلات هيثر برينس بإشراف المدرب سيلفا وقياده فارسه الرئيس مينوز، وخاض هذا المهر أربع مشاركات كان المركز الثالث أفضل نتيجة له فيها، لكن عنصر الخبرة ربما يرجح كفته اليوم.
رفيقه بالإسطبل المهر «شيلا» ابن فحل شادويل الراحل «شندغة» من سلالة عميد الأفحل «دورمان» يخوض تجربته الأولى هنا بقيادة الفارس آرسيلفا، وينافس أيضاً «باتمان» ابن الفحل «سبايدرمان» الذي يحظى بثقة مدربة بينوشيه، بجانب «أديبو» و«في باور» وكلاهما يحمل 60 كلم، وهو وزن ثقيل بالنسبة لخيول يافعة.
وأعرب عبد الرزاق محمد هادي، سفير الدولة لدى جمهورية تشيلي، عن سعادته بالنجاح الكبير الذي حققته جائزة سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للخيول العربية في تشيلي التي تحتفل هذا العام بانطلاقتها العاشرة على التوالي.
وأضاف: بفضل دعم واهتمام سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، أصبح للخيول العربية حضورها في هذه البلاد، حيث زادت أعدادها وانتشرت مزارع تربيتها، لافتاً إلى أن العلاقات الإماراتية التشيلية تنهض على أسس متينة وتقوم على الصداقة والتعاون المشترك في كافة المجالات.
وكشف عن تبنيه مشروعاً لنشر الوعي بالفروسية والخيل وسط طلاب المدارس الابتدائية، لتعريفهم في سن مبكرة بأهمية هذا القطاع الذي يمثل جسراً للتواصل بين الشعب الإماراتي ومختلف شعوب العالم. وقال: «يقوم المشروع على تنظيم زيارات تعريفية لتلاميذ المدارس الابتدائية والإعدادية إلى عدد من إسطبلات ومزارع تربية الخيول وفقاً لبرنامج محدد نتعاون فيه مع الجهات المعنية والبلديات، انطلق بالفعل وشهدنا زيارة 35 طالباً وطالبة من مدرسة اليودورو يانيز للمزرعة، ووقفنا على مستوى الشرح التفصيلي الذي قُدم لهم عن الخيل عن طريق طبيب بيطري مختص. ونحن كسفارة نشارك في هذا المشروع ونخطط لأن يصبح مؤسسة أكاديمية لتدريس علوم الفروسية والخيل».
ومن المبادرات الأخرى ذات الصلة بالخيل التي تتبناها السفارة احتفالاً بعام زايد، أكد السفير طرح مبادرة لرسم الخيول بمشاركة أشهر الرسامين في تشيلي بهدف الاستفادة منهم في الترويج للخيول العربية.
الصايغ: فرص واسعة لـ «شادويل»
أعرب ميرزا الصايغ، رئيس اللجنة المنظمة لسباقات الجائزة عن ارتياحهم للفرص الكبيرة التي توفرها السباقات لإسطبلات ومزارع شادويل في العديد من الدول، وبخاصة تشيلي، حيث تطورت علاقات شادويل من راعية للسباقات إلى شريك في صناعة الخيل، مشيراً إلى أنه وحسب توجيهات سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، فإن شادويل تعتزم إرسال أحد فحولها من خيول الثروبريد.
وقال: أتاحت زيارة هذه المزرعة فرصة الالتقاء بأحد كبار ملاك ومربي الخيول في تشيلي، وهو خوان ادواردو سوبيرار، وتدارسنا معه آفاق وهموم صناعة الخيول، ووقفنا على حجم الطلب على الفحول من واقع تجربته العملية، حيث إن هناك فرصاً حقيقية أمام شادويل للاستفادة منها، منوهاً إلى أن الخيار الأفضل في هذه المرحلة يتمثل إرسال فحل من مزرعة شادويل في أميركا إلى تشيلي خاصة وأن المزرعة رحبت بالفكرة.
وأعلن الصائغ عن دعم اللجنة وشادويل للمشروع الذي طرحه السفير بالعمل على نشر الوعي بصناعة الخيل بين تلاميذ المدارس وهو ما تفعله اللجنة وشادويل في المملكة المتحدة، حيث تتبنى شادويل مشروعاً مماثلاً لدعم برامج زيارات الطلبة إلى إسطبلات الخيول ومزارع الإنتاج في بريطانيا بجانب مسابقة رينبو لتلوين مجسمات الخيول ضمن فعاليات سباق دبي الدولي للخيول العربية في نيوبري.
مزرعة كومبانيا ترحب بالتعاون مع شادويل
زار وفد اللجنة المنظمة، برئاسة ميرزا الصايغ، والسفير عبدالرزاق هادي وتوم جينيننجز، ممثل إسطبلات شادويل مزرعة هارا لو كومباني لتربية الخيول في أطراف سانتياغو. وكان في استقبالهم خوان إدواردو مالك المزرعة، أحد أبرز ملاك ومربي الخيول في تشيلي.
وتفقد الوفد مرافق المزرعة التي باتت مهيأة لاستقبال أحد فحول شادويل في أميركا، حيث أعلن مالك المزرعة في فخرهم واستعدادهم للتعاون مع شادويل التي يقف وراءها أحد أعظم وملاك ومربي الخيول في العالم، سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم.
وتبلغ مساحة المزرعة أكثر من 500 فدان، وتضم مرافق حديثة تشمل إسطبلات لإيواء الخيول، ومراعي خصيبة ووحدة لأحذية الخيل وصيدلية بيطرية وعيادة للخيل. وتضم حاليا 40 فرس إنتاح وثلاثة فحول والعديد من الأفلاء من أبناء وبنات فحول شهرة تشمل «كاليفورنيا كروم» بطل كنتاكي ديربي، وكأس دبي العالمي، «جولن سنيس» الفائز في بريدرز كب مايل مرتين، و«جيمولوجيست» بطل سباق وود ميموريال 2012. وتزامنت الزيارة مع زيارة أخرى لتلاميذ إحدى المدارس إلى المزرعة في إطار مبادرة السفير لنشر الوعي بالفروسية والخيل في أوساط الطلبة، وقال السفير: دعمنا لا يتوقف فقط عند حد تسهيل الزيارات، بل نشجع التلاميذ على ركوب الخيل واقتنائها، معرباً عن استعدادهم للمساهمة مع الراغبين في دفع جزء من ثمن شراء خيل الركوب لغير القادرين منهم.