محمد عبدالسميع (الشارقة)
في إطار البرنامج الفكري لدائرة الثقافة في الشارقة الذي تنظمه خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب انعقدت، مساء أمس الأول، أمسية أدبية مخصصة لنقاش كتاب «الإشارة والمعنى» للناقد والروائي نبيل سليمان، تحدث فيها الكاتب وأدارها عبد الفتاح صبري مدير تحرير مجلة الرافد، الذي قال إن هذه الجلسة تأتي في إطار سعي الدائرة إلى تقريب الكتاب من الجمهور القارئ، وتعريف هذا الجمهور على إصداراتها الثقافية المتنوعة التي تهدف من خلالها إلى رفد الوعي الثقافي للمجتمع وخلق ثقافة أصيلة وتحفيز المواهب الإبداعية فيه.
نبيل سليمان، قال:« الكتاب عبارة عن مجموعة من المعالجات النقدية لروايات عربية تناولها بالقراءة على فترات، ثم جمع تلك القراءات وبوبها على القضايا التي تشترك فيها بعض الروايات»، وأشار سليمان إلى أنه لا يعتبر نفسه ناقدا، وإنما هو روائي بالدرجة الأولى، لكنه يمارس النقد في فترات الاستراحة بين روايتين حين يكون منصباً على قراءة بعض الروايات الجديدة.
وعن موضوع الكتاب قال: في الحمى الروائية المستفحلة، وفي الشبابي منها بخاصة، يستشري الادعاء بثانوية المعنى في الرواية، ويزيد الواقع المتأزم بالصراعات والحروب العبثية التي لا تبقي ولا تذر هذا الادعاء قوة وانتشارا، فليس هناك جدوى لأي شيء نقوم في الراهن، ولا معنى لأي شيء في هذه الحياة، لكن التساؤل المطروح هو: هل يمكن أن نعيش بلا معنى، هل يمكن أن يتخلى الإنسان عن المعنى، «إن الإنسان هو منتج المعنى والحياة معنى وإنسانية الإنسان تتمثل في قدرته على الإحالة على معنى، ونحن موجودون في المعنى، ومن خلاله نحضر في تفاصيل العيش، والتعرف إلى المعنى هو جزء من السيرورة التي تقود إليه، وجزء من سيرورة تشكله، أما عن الإشارة فقال سليمان إنها تطابق عند البعض الشكل أو النص في بنائه، لكنه يرى أنها تتجاوز ذلك إلى ما هو أعمق وأكثر كثافة، إنها تعني ذلك التركيب اللغوي والفني، الوامض المتخيل، الذي إذا توفر للمعنى عمقه ويرفده بنسغ الحياة.
وتوقف نبيل عند قضية الكتابة عن الراهن مبينا أن هذا الواقع العربي اليوم بما يعتمل فيه من صراعات وحروب ودمار هو نعمة روائية كبيرة يمكن أن تكون ملهمة لروايات عظيمة، لكنه في نفس الوقت نقمة عليها لأنه قد يدفع ذلك إلى الانخراط في موجة الاصطفافات والتأثر بالدعايات الرائجة، ويكتب بذلك الزخم الكبير متناسياً أن الكتابة تحتاج إلى انعزال وهدوء، واتخاذ مسافة من الواقع، حتى نفهمه.