مورانو، إيطاليا (الاتحاد)
شهدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، الرئيسة الفخرية لمجلس «إرثي» للحرف المعاصرة، مؤخراً في جزيرة مورانو الإيطالية إطلاق مشروع «حوار الحِرف» (Craft Dialogue) الذي ينفذه مجلس إرثي التابع لمؤسسة نماء، بالتعاون مع «كريتيف ديالوغ» - مؤسسة الحوار الإبداعي التي تتخذ من برشلونة مقراً لها.
تبادل الخبرات
يهدف المشروع الذي يرتكز على مفهوم الحوار الحِرفي العالمي إلى المزج بين الحِرف التقليدية الإماراتية والعالمية، مع إدخال فنون التصميم الحديث بمشاركة مجموعة من الحِرفيات الإماراتيات من مجلس «إرثي»، ونخبة من المصممين الأجانب من مختلف دول العالم.
ويتطلع مجلس «إرثي» من خلال هذا المشروع، وبتوجيهات سمو الشيخة جواهر القاسمي إلى الارتقاء بفنون الحِرف الإماراتية إلى مستويات أفضل من حيث الجودة والفخامة والعالمية، بالإضافة إلى إتاحة الفرص للحرفيات الإماراتيات لتبادل خبراتهن مع مصممين أجانب.
ويقدم المشروع في مرحلته الأولى أربع مجموعات فنية حصرية تتداخل في صناعتها وتصميمها فنون التلّي والسفيفة والفخار من الإمارات، وزجاج مورانو من إيطاليا، والجلد من إسبانيا، وسيتم عرض المجموعات الفنية النهائية في حفل خاص سيقام في عدد من دول العالم في عام 2019.
هوية الحضارات
وزارت سمو الشيخة جواهر القاسمي، ترافقها الشيخة هند بنت ماجد القاسمي، رئيسة مجلس سيدات أعمال الشارقة، وسامر ياماني المدير والقيم الفني لمؤسسة الحوار الإبداعي، متحف مورانو للزجاج، والتقت سموها المسؤولين عن المتحف وناقشت سبل تعزيز التعاون المشترك ضمن مشروع حوار الحِرف، كما زارت سموها أحد مصانع زجاج المورانو، واطلعت على مراحل التصنيع والأفكار المقترحة للدمج بين الحِرف الإماراتية والإيطالية.
وقالت سموها: «عبر الأزمنة، شكلت الحِرف هوية المجتمعات وجسراً بين الحضارات، وكانت جزءاً هاماً من الحياة اليومية للناس في مختلف الحضارات القديمة، وشهد العديد منها تطوراً إبداعياً أضاف أبعاداً فنية للحرفة والعاملين فيها، ونحن نتعامل مع إرثنا من هذا المنظور لأننا نريد أن نرتقي بالحِرف الإماراتية ونتحاور مع العالم من خلال هويتنا وثقافتنا وخصوصية تراثنا، ونريد أن نتعرف على الحضارات الأخرى من خلال حرفها وموروثها الشعبي والفني».
وأضافت سمو الشيخة جواهر القاسمي: «الحِرف ليست مجرد وسيلة للعيش أو هواية لتمضية الوقت، بل هي الهوية التاريخية المجسدة لدولة لإمارات، وتركة الآباء وإرثهم الذي يجب أن يصان ويُحفظ للأجيال القادمة، كما يجب أن يشعروا بالفخر بتاريخهم ومنجزاته ليدركوا أن الحداثة لا تعني التخلي عن الماضي، وأن كافة الفنون والمهن وأنماط الحياة الحديثة هي امتداد للتراث الذي يجمع الشعوب ويوحّدها».