السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

لا تقارن!

لا تقارن!
8 نوفمبر 2018 00:35

اسمح لي عزيزي القارئ أن أصارحك بسر لم أخبر به أحداً من قبل.. أهم مصادر سعادتي الشخصية، هو عدم مقارنة نفسي بأحد!
فلان وصل لمرتبة عالية؟ مبروك! فلان أصبح نجماً كبيراً؟ خالص التهاني! كيف أشعر بالغيرة والحسد حين تنعدم المقارنة مع الآخرين أصلاً؟
أحياناً تكون المقارنات الاجتماعية، مفيدة.. كالمقارنة بمن هم أفضل منا مهنياً لتحفيز أنفسنا.. أو المقارنة بمن هم أقل منا لتقدير قيمة ما لدينا.. لكن المقارنة طوال الوقت في كل شيء قد تعني خللاً في التقدير الذاتي!
يحرص معظم الناس في مواقع التواصل الاجتماعي مثلاً، على إظهار ما هو إيجابي في حياتهم، باستخدام كاميرات احترافية أو «فلاتر» تظهر الأشياء بأفضل مما هي عليه أصلاً. لو كان تقدير المرء لذاته نابعاً من مقارنة نفسه بغيره، لشك في نفسه وتساءل: «لماذا ليست حياتي براقة لهذا الحد؟» ولدخل في سباق عبثي محموم ليثبت للناس أن حياته لا تقل جمالاً كي يشعر أنه على ما يرام.. وقتها يصبح التفاخر بمظاهر الحياة أهم من الاستمتاع بالحياة ذاتها.. كمن يحرص على تصوير طعامه باهظ الثمن ليريه للناس، أكثر من استمتاعه بأكله!
لا يستطيع أحد أن يتفوق في كل مجالات الحياة.. لو كنت تمتلك سيارة فارهة، فهناك من يمتلك يختاً.. لو كنت تمتلك قصراً فهناك من يمتلك جزيرة.. لو كنت أغنى شخص في العالم، فهناك من يمتلك المكانة.. أو الثقافة.. أو الوسامة.. أو الشباب.. أو يجيد مهارة لا تجيدها.. فالإنسان كائن محدود القدرات ولا يمكنه أن يكون «كل شيء»!
قيمة المرء الحقيقية لا تنبع من المقارنة بالآخرين، بل من إحساسه بالكفاءة الذاتية.. من شعوره بأنه يتقدم ويتطور.. إن كان لا بد من المقارنة، فقارن نفسك بما كنت عليه بالأمس لتعرف ما إذا كنت تتقدم أم تتأخر.. تنافس مع نفسك.. وذكّر نفسك دائماً بكل ما حققته، لتحافظ على تقديرك الذاتي.
قيمتنا الحقيقية كبشر ناضجين نفسياً، نابعة من قيمة ما نفعله ونجيده ونسعى لتحقيقه.. لا من سعر ما اشتريناه أو عدد ما حصلنا عليه من ضغطات زر «لايك»!
وتذكر دائماً حكمة جبران خليل جبران: «لا تجعل ثيابك أغلى شيءٍ فيك، حتى لا تجد نفسك يوماً أرخص ممّا ترتدي»!

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©