عمرو عبيد (القاهرة)
وجّه ناديا روما وإنترناسيونالي، انتقادات حادة لصحيفة كوريري ديللو سبورت الإيطالية، بسبب غلافها الذي وصف مواجهة الفريقين، في الجولة 15 من الدوري، بعنوان: «الجمعة السوداء»، واشتعلت مواقع التواصل التابعة للفريقين وغيرهما، بهجوم ناري ضد الصحيفة الإيطالية الشهيرة، بحجة أن العنوان يحمل أبعاداً عنصرية، خاصة أنه وضع صورة مواجهة خاصة بين البلجيكي روملو لوكاكو، والإنجليزي كريس سمولنج، الزميلين السابقين في كتيبة شياطين يونايتد، واهتمت الصحف الإنجليزية بالأمر، لتنقل تصريحات مدرب يونايتد الحالي، أولي جونار سولشاير التي وصف عبرها عنوان الجريدة الإيطالية بالأسوأ على الإطلاق، وقرّر ناديا روما وإنتر، حظر التعامل مع كوريري، وعدم الإدلاء بأي تصريحات، أو منحها الفرصة لمتابعة التدريبات، حتى نهاية العام، مع إصدار بيان هجومي ضد العنوان المثير، في ظل أحداث عنصرية كثيرة جداً ضربت الكرة الإيطالية خلال الموسم الجاري، وهو ما تنتفض إدارات الأندية والمؤسسات الأوروبية حالياً لمواجهته، خلال مباريات الأندية أو المنتخبات في البطولة القارية المختلفة.
من جانبها، هاجمت صحيفة كوريري ديللو سبورت منتقديها، مؤكدةً أن العنوان يتماشى مع التعبير التجاري المعروف في مراكز التسوق، خلال فترة نهاية العام، في العالم بأكمله، ونشرت في اليوم التالي صوراً عديدة من أغلفة سابقة لها، حملت جميعها عبارات تُندّد بالعنصرية الموجهة للاعبين، بسبب الدين أو اللون أو الجنسية، وأشارت كوريري إلى أن مواقع التواصل تزيد من اشتعال الأمور، من دون فهم أو إدراك، كأنها تأتي ضمن حملة موجهة ضدها!
وبين إصرار البعض على خطأ الصحيفة، مقابل رفضها الاعتذار عن عنوان، تم تفسيره بصورة غير صحيحة، ولا يمت للحقيقة بصلة، مرت الصحافة الرياضية العالمية بأزمات سابقة، بسبب عنوانيها أو أغلفتها المثيرة للجدل، وقامت لاجازيتا ديللو سبورت الإيطالية، بعمل مماثل في عام 2012، عندما وضعت صورة النجم الإيطالي، ماريو بالوتيلي، في صدر غلافها، على هيئة الغوريلا الأسطورية الشهيرة، كينج كونج، حيث اعتلى قمة ساعة «بج بن» اللندنية التاريخية، ووقف يتصدى للكرات الإنجليزية، في إشارة لمواجهة الآتزوري والأسود الثلاثة في «يورو 2012»، وبرغم أن الصحيفة لم تقصد أي إهانة لنجم الطليان في ذلك الوقت، خاصة أن الفريق نجح في تجاوز عقبة الإنجليز، في ربع النهائي، قبل أن يمزق بالوتيللي شباك ألمانيا، بهدفين رائعين في نصف النهائي، إلا أنها واجهت هجوماً حاداً، بسبب التفسير العنصري للغلاف الكاريكاتيري، مما أجبرها على الاعتذار آنذاك.
سداسية برشلونة الشهيرة، في شباك باريس سان جيرمان، قبل 3 مواسم، في دوري أبطال أوروبا، فجّرت أزمة خارج المستطيل الأخضر، بين صحيفة ليكيب الفرنسية، وثنائي فريق العاصمة، ماركو فيراتي وبليز ماتويدي، عندما ادّعت أن كليهما خرج للسهر ليلة مباراة الإياب التي أقصت فريقهما، بعد نصف درزن قاسٍ من الأهداف، لكنهما قررا مقاضاة الصحيفة بسبب كذب هذا الخبر، لتتراجع ليكيب سريعاً وقتها، وتقدّم الاعتذار لهما، كما سبق أن تعرّض الأرجنتيني الأسطوري، ليو ميسي، لخبر كاذب في عام 2012، عندما كتبت صحيفة «ديفنسا سنترال» الإسبانية، أن البرغوث ثبت تعاطيه المنشطات مع بعض لاعبي البارسا، مطالبة بتجريده من جائزة الكرة الذهبية، لكن تهديد إدارة برشلونة بتقديم مسؤولي الصحيفة إلى الجهات القانونية، دفع رئيس تحريرها للاعتذار علناً، والتأكيد على أن الخبر نُقِل بطريق الخطأ من مصدر غير موثوق!
الجارديان: جماهير حمقى!
لا يمكن قبول استخدام تعبيرات قاسية متجاوزة في مجال الصحافة والإعلام، لكن البعض في أوروبا لا يعبأ بهذا الأمر أحياناً، وعلى سبيل المثال، نشر موقع صحيفة الجارديان الإنجليزية الكبرى، مقالاً رياضياً في عام 2005، بعنوان «جماهير كرة القدم.. حمقى»، وصحيح أن كاتب المقال لم يقصد المعنى الحرفي لوصفه، حيث قال إن مشجع كرة القدم يفقد اتزانه وعقله ورزانته في كثير من الأوقات، عندما يتابع مباراة كرة قدم لفريقه المُفضّل، لكن العنوان كان صادماً بالفعل، ولم يختلف الوضع كثيراً، عندما نشرت صحيفة «إندبندنت» تحليلاً لكتاب رياضي، نُشِرَ في عام 2013، حمل غلافه وصفاً بالغباء لبعض اللاعبين الذين تناول مسيرتهم الكروية داخله، كما قامت صحيفة تيلجراف بنشر تقرير طريف، خلال إقامة مونديال 2010، دار حول الأخطبوط الشهير، بول، صاحب توقعات نتائج المباريات آنذاك، ولم يحدث هذا التقرير أزمة، لكن عنوانه بدا غريباً جداً وقتها، إذ كتبت «بول يتلقى تهديدات بالقتل!».
ماركا: بيل ناكر للجميل!
اعتادت الصحافة الرياضية الإسبانية، استخدام ألفاظ وعناوين قوية جداً، تصل في بعض الأحيان إلى التجاوزات غير المقبولة، وكان آخرها عندما وصفت صحيفة ماركا، الموالية لريال مدريد، لاعبه الويلزي، جاريث بيل، بناكر الجميل المخادع، بل نعتته أيضاً بأنه لا يحترم الآخرين، فيما يمكن اعتباره بالإهانة المباشرة لنجم الميرنجي، وجاء ذلك رداً على العلم المثير للجدل، الذي رفعه بيل مع منتخب بلاده في التصفيات القارية الأخيرة، لكن وكيل اللاعب أشار إلى أن الرسالة التي حملها العلم، كانت موجهة إلى الإعلام الإسباني بالفعل، وليس فريقه، لأن أغلبها، لا سيما ماركا، دأبت على مهاجمته في الآونة الأخيرة، بحجة عدم الولاء، وتفضيل اللعب لمنتخب بلاده على حساب الملكي.