6 أغسطس 2011 00:11
يستعد الشاعر والممثل الفنان عيد الظاهري أحد الذين ساهموا في تأسيس مسرح العين الشعبي إلى إنجاز عمل جديد تحت عنوان “أبو منو” وتعني هذه الكلمة استفساراً يتداوله أبناء الخليج حينما يريدون أن يقدموا احتراماً للآخر المقابل بدلاً من تسميته باسمه.
ويندرج عمل “أبو منو” المسرحي تحت ما يسمى بالكوميديا السوداء وهي نوع من أنواع الإبداع المسرحي الذي يتناول بهجة الطرافة ولكن في إطار من الألم والحزن العميقين.
وتدور أحداث المسرحية التي يمتزج فيها النثر بالشعر كما يقول عيد الظاهري في لقاء مع “الاتحاد”: “المسرحية تتناول موضوعاً اجتماعياً يتمحور حول الشاب وكيفية بناء نفسه ليكون فاعلاً في الحياة المجتمعية، وذلك من خلال شخصية محببة يتيمة يخرج من الطبقة الفقيرة ولكن حين يطرق أبواب العمل والحياة يتضح له الواقع بكل تجلياته وما يزخر به من تناقضات”.
ويضيف الظاهري: “نحن - كمشاهدين - نبحر مع هذه الشخصية في عالم لابد من مواجهته مع كل ما يشاهده في الحياة ومن خلال ذلك تصل إلينا أنواع الكوميديا وهي الأنواع السبعة ومنها الموقف والبلاك كوميدي وكوميديا الإلقاء والكوميديا التفاعلية”.
ويقول: “إن طبيعة القصة تتناول حكاية هذا الشاب الذي كان مجتهداً طوال حياته من أجل أن ينقذ نفسه من هذه الحالة الاقتصادية الضعيفة كي يحسن من وضعه ولكن يشاء القدر أن تتعرض عائلته إلى حادث يغيبهم تماماً وعليه يصبح من الواقع جداً أن تقع كل الأمور في الحياة على كاهله والتي تحتاج إلى شخصية قوية لمواجهتها، من هنا أضعه في عالم الواقع الاجتماعي”.
كما ينوي عيد الظاهري إصدار ديوانه الجديد الذي يقترح له عنواناً أطلق عليه “بعيد” وهي تسمية غريبة يقول فيه: “إنه يحتوي على قصائد غنائية، تتضمن ارتفاعاً عالياً في النبرة مع درامية في طريقة بناء القصيدة”.
وحول سبب استخدام الجانب الدرامي في قصيدته قال: “لابد لي من القول إنني أقترب من رهافة الشاعر فائق عبدالجليل في نثره وإبحاره في القصيدة حيث يحس القارئ والمتلقي بالاستمتاع بسبب روح التناغم التي يبثها هذا الشاعر وعليه فإنني أقترب من هذا النمط الشعري الذي ينسجه هذا الشاعر من خصوصيتي في أفكاري وفي جملتي الشعرية من حيث البيئة واللغة”.
واستشهد الكاتب والشاعر عيد الظاهري بقطعة شعرية سوف يتضمنها ديوان “بعيد” حيث يقول:
“هناك بعيد في عالم خيالي
هناك بعيد أبعد من الجنون
أمد الأيد اندهلك تعالي
تعالي نعيش ونحب بجنون”.
وحول محور موضوعات ديوانه “بعيد” قال الظاهري: “هناك قصص عاطفية لم نجد لها وصفاً متداولاً وعليه حاولت أن أجد لها وصفاً كي يشعر المتلقي بوجودها وأنها ليست من وحي الخيال ومن حكايات هذه القصائد ذلك الحلم الذي يراود كل عاشق أن يكون في عالم منفرد بمن يحب ضمن جو رومانسي يبوح فيه بمكنوناته وهذا بالطبع سمة أساسية من سمات الشعر العربي منذ أن تغنى بلفظة الإنسان في الجزيرة العربية”.
وحول مساهماته في ميدان المسرح بمدينة العين كونه أحد المساهمين في تأسيس المسرح إبان التسعينيات قال الظاهري: “لقد كان “مسرح العين الشعبي” بداية لنا جميعاً كفنانين مسرحيين وقد كبرنا مع هذا المسرح الذي قدم أعمالاً مهمة منها مسرحية “طارش والعنود” من إخراج محمد سعيد و”صرخة ميثاء” من إخراج عبدالله الأستاذ و”أهلاً دكتور” من إخراج أحمد الأنصاري و”حكاية بلا نهاية” وآخر عمل لي مع مسرح العين هو “من يرغب من القبائل” من إخراج محمد سعيد.
وأضاف: “لقد انقطعت عن المسرح منذ ما يقرب من ثماني سنوات ولكن هاجس المسرح لايزال يؤرقني ويلح عليّ بشكل غريب، ومن هنا دفعني عملي الكتابي الجديد “أبو منو” إلى خشبة المسرح التي آمل أن أنفذ هذا العمل الذي يحمل رؤية مختلفة.
ويحاول عيد الظاهري أن يجد لعمله الجديد سبيلاً ترويجياً تجارياً وهو في ذلك يلتمس رأياً مقنعاً حين يقول: “إني أخالف الكثيرين الذين يرون أن المسرح التجاري يعتبر عيباً على نظام المسرح الهادف ولكنني أجد أن ذلك من الأخطاء الكبيرة، كون المسرح التجاري غير ملتزم بوقت محدد ولجان حكام وأماكن ومهرجانات معينة تقام بين الفينة والأخرى وترتبط بمواسم يعدلها نصوص وأعمال مسرحية وضعت للنخبة أو لإرضاء لجنة التحكيم، وهذا أمر مشروع ولا أقف ضده بل هو جزء مهم من ورشات العمل التي تقام باستمرار لبناء شخصية الفنانين المبدعين ولكن هذا لا يمنع من أن ينزل المسرح للناس ويلبي رغباتهم وطلباتهم للمتعة”.
وحول هذا الموضوع يستشهد عيد الظاهري وبقوة بمسرح الكوميديا الكويتية التي في أغلبها تبدو مسرحاً تجارياً وبأسماء مهمة منها عبدالحسين عبدالرضا وعيد الفرج وعلي المفيدي وما بعدهم أجيال أخرى كانوا نتاج المسرح التجاري، والآن خير مثال هو الفنان “طارق العلي” وزميله “عبدالناصر درويش” وكلاهما لا يمكن أن نقول عنهما فنانين عاديين بل هما مبدعان في أعمال الكوميديا ولو وضعناهما في مشهد درامي لكانا مبدعين كبيرين.
وقال: “هذه المسرحية “أبو منو” يمكن أن أعدها من نصوص الكوميديا بل هي فوق ما هو كوميدي ولن تقدم في مهرجانات ولا في مواسم محددة أنها مفتوحة على كل المواسم وأعتقد أن هناك من يستطيع من شبابنا المسرحي الإماراتي أن يمتع الجمهور ومن ضمن من اقترح في المستقبل القريب تنفيذ شخصيات العمل هم صالح العلي وخلف الأحبابي وحميد المهري ومحمد الملا”.
المصدر: أبوظبي