رضا سليم (دبي)
شهدت الأمتار الأخيرة من الدورة الانتخابية الحالية للاتحادات الرياضية ما يمكن أن نطلق عليه «حمى الاستقالات» التي عصفت بعدد من الاتحادات، ووصلت إلى إعادة الانتخاب، حيث طالت الاستقالات 4 اتحادات رياضية هي اتحاد السباحة وألعاب القوى والشطرنج واتحاد الكرة، بجانب استقالة عضو في اتحاد اليد ودخول البديل، ولعل ما حدث في الاتحادات يؤكد أنها سجلت رقماً قياسياً من الاستقالات في دورة انتخابية واحدة.
وبدأت عواصف الاستقالات عقب حل اتحاد السباحة، بعدما أصدرت الهيئة العامة للرياضة قراراً بحل مجلس إدارة اتحاد السباحة برئاسة أحمد الفلاسي لوجود تجاوزات مالية ومخالفات إدارية لأعضاء المجلس، مما أدى إلى تراكم ديون الاتحاد، وأوصت بتشكيل مجلس إدارة مؤقت لإدارة اللعبة إلى حين خوض الانتخابات، ولجأ الاتحاد السابق للاتحاد الدولي، وتم إجراء انتخابات جديدة في مايو 2017، وفاز سلطان السماحي برئاسة المجلس الجديد، كما فاز في العضوية جمعة البلوشي وماجد العور وخليفة خميس وعبيد الجسمي، وتم اعتماد فوز مريم الشامسي بالمقعد النسائي بالتزكية.
وهدأت الأمور بعد ذلك في كل الاتحادات باستثناء اتحاد اليد الذي شهد تقدم راشد سيف عضو مجلس إدارة الاتحاد رئيس لجنة المنتخبات باستقالته في مارس 2017، ودخل بدلاً منه محمد الحوسني الذي أكمل المسيرة.
وشهد عام 2019 عاصفة من المشاكل داخل الاتحادات، رغم أن الجميع يؤمن بأن الدورة الانتخابية الحالية أوشكت على خط النهاية وبدأت في العد التنازلي، وعادت الاستقالات في مضمار «أم الألعاب» بعدما تقدم أحمد الكمالي رئيس الاتحاد ونائبه ناصر المعمري باستقالتيهما، وبعدما حدث لغط كبير في الساحة، خاصة أن القرار خرج من اللجنة الأولمبية الوطنية بحل الاتحاد والدعوة إلى جمعية عمومية طارئة وهي التي صادقت على القرار بالحل بحضور 21 نادياً من أصل 22، وبعدها أعادت الهيئة العامة للرياضة الحياة لألعاب القوى بقرار عودة المجلس السابق بخلاف الرئيس ونائبه، نظراً لأن كليهما تقدم باستقالته والمثير في الأمر أن المشاكل لم تنتهِ رغم عودة الهدوء والاستقرار، وذلك بسبب الخلافات بين الأعضاء على منصب الرئيس، وهو فصل آخر من فصول المشاكل داخل الاتحاد.
واتجهت بوصلة المشاكل إلى اتحاد الشطرنج، أو «لعبة الأذكياء»، والتي تمتاز بالهدوء والصبر والعقلانية، على الرقعة الشطرنجية، ولكنها تحولت إلى لعبة المفاجآت بعدما تقدم 4 أعضاء دفعة واحدة باستقالتهم وهم عبدالعزيز خوري وطارق خوري ومهدي عبدالرحيم وهشام الطاهر، وسبقهما عبدالله عبدالرحمن، وهي الاستقالات التي جمدت عمل الاتحاد الذي لم يتبق فيه سوى الرئيس والأمين العام وعضو واحد، ولاتزال قضية الاستقالات في دهاليز الهيئة العامة للرياضة تنتظر الحل الأخير سواء بحل المجلس أو عودة العضو الاحتياط والدعوة لجمعية عمومية طارئة لاستكمال المجلس، وهو ما تنتظره الأندية وأبناء اللعبة.
وكانت المحطة الأخيرة في اتحاد الكرة الذي بدأ عاصفة الاستقالات بتقدم مروان بن غليطة رئيس الاتحاد باستقالته وبعدما توالت الاستقالات من الأعضاء ولا يزال المسلسل طويلاً من خلال مراحل أخرى، خاصة أن المجلس أنهى دورته مبكراً، باستقالة غالبية الأعضاء، وإن كانت مشاكل اتحاد الكرة قد اختلفت عن بقية الاتحادات، حيث لم يكن صراعاً على المناصب بقدر عدم القدرة على تحقيق أمنيات ومطالب الشارع الرياضي على مستوى المنتخبات، خاصة المنتخب الأول والقرارات الخاصة بالمدربين والتي أدت في النهاية إلى عدم تحقيق الطموحات في نهائيات كأس آسيا 2019 وتراجع النتائج في التصفيات الآسيوية والخروج المبكر من «خليجي 24».
ولعل ما حدث في هذه الاتحادات يؤكد أن هناك خللاً في لوائح الانتخابات والتي تحتاج إلى تعديل في الدور الجديد، خاصة أن نصف الاتحادات المنتخبة دخل في دائرة الاستقالات، بينما نجت من اللعبة حتى الآن، اتحادات كرة السلة والكرة الطائرة والطاولة والكاراتيه والدراجات.