مواهب شابة تتنافس على «كعكة» الأسبوع ومصممون يروون حكاية المنسوجات العربية

في اليوم الثالث، من أيام أسبوع دبي للموضة لموسمي ربيع وصيف 2011 والذي اختتم مؤخرا، قدمت منصات دبي، ستة عروض لمجموعة مصمّمين بعضهم محترف والبعض الآخر مازال في مرحلة الانطلاق، وذلك ضمن منافسات “المواهب الصاعدة” التي تجرى في كل موسم خلال الفعالية السنوية. انتهت مؤخرا فعاليات أسبوع دبي للموضة لموسمي ربيع وصيف 2011، والذي أقيم في خيمة “أساطير” بفندق أتلانتس النخلة، وسط حضور إعلامي وجمهوري كبير، حيث تعددت العروض وتنوعت المشاركات ما بين المصممين العرب، الآسيويين، والأجانب، كما تفاوت المستوى واختلف بشكل لافت من عرض إلى آخر. مواهب ناشئة يقدم أسبوع دبي للموضة فرصة ذهبية للمصممين الشباب الموهوبين، ليثبتوا جدارتهم واستحقاقهم للقب “مصمم صاعد”، حيث تتنافس مجموعة منهم على عرض خلاصة إبداعاتهم في مجال الأزياء، على الحضور والإعلام، ليحظوا بفرصة عادلة للانتشار والاحتراف. وفتح أسبوع دبي للموضة الطريق لستة أسماء عربية وأجنبية، بدأت مع المصممة الفرنسية الجزائرية نسرين دشاش، التي شاركت بمجموعة عصرية بسيطة وعملية، تضمنت قطعا مختلفة من البنطلونات، والفساتين، والسترات، وبألوان هادئة منسجمة وناعمة. أما الهندية نوفا كريشنان فقد استعرضت تشكيلة من فساتين المساء والسهرة، استوحت خطوطها من التراث الهندي القديم، كما قدمت المصممة ساشين جادا مجموعة “متواضعة المستوى” مكونة من خمس قطع مستلهمة موضوعها من زهور الربيع وأشكالها، وكان للمصممين الشباب فرصة أيضا للمشاركة في منافسات “المواهب الناشئة” حيث شارك الهندي نيتيش شوهان بباقة من الملابس الرجالية ظهرت بأسلوب أنيق ومتناغم، وتميزت فيه حبكة الأزرار مع قصّات الأكتاف، على أقمشة وخامات صيفية منعشة من الكتان واللينين. وخرجت تشكيلة المصممة سماح علي بأفكار واعدة ولكن غير متسقة مع بعضها البعض، حيث ظهرت عناصر جميلة في بعض القطع، وأخرى أقل مستوى من المطلوب، غلبت فيها خامة الدانتيل والشيفون على مجمل التصميمات، فيما قدمت المصممة سوزان جيكوب رسالة إنسانية، تدعو النساء إلى عدم الاستسلام لسرطان الثدي والحرص على الفحص المبكر تحت شعار “لا تستسلمي”، وهو ما بدا واضحاً من خلال الألوان التي سادها اللون الوردي المصاحب للفساتين السوداء المزينة غالباً بقماش الدانتيل، والشيفون الشفاف. إيحاءات عربية تحت عنوان “حكاية منسوجات عربية” قدم المصمم الهندي شريكانث مجموعة مميزة استلهم أفكارها من فنون الشرق، والثقافة العربية، والحضارة الإسلامية العريقة، وأثبت من خلالها شغفه اللامحدود بمحيطه العام، ومشاهداته للزخرفة والتراث الإسلامي، حيث دمج في قطعه اللمسات المدنية والبدوية معا وبشكل معاصر من فنون الديجتال الرقمية. واتسمت قصّاته بكونها هندسية مستقيمة، وبطبعات مميزة، ومزج ذكي للألوان على الأقمشة الحريرية الناعمة، مع نثر جميل بالكريستال المتألق، كما أدخل المصمم أيضا أشكالا طريفة وملونة لدمى “ماتريوشكا” التقليدية التراثية الروسية. وتألقت باقة ناصعة البياض من الموديلات العصرية الجميلة للمصممة الهندية ميجا جروفر سميت بالمجموعة البيضاء، وخرجت بشكل جذاب ولافت فتنوعت فيما بينها سواء في القصّات أو الموديلات بالرغم من ظهورها بلون موحد، إذ ساد اللون الأبيض بلا منازع على كامل العرض، وميزت المصممة الواعدة تشكيلتها بشكل راق بالكريستال البراق وبأحجام وأشكال مختلفة، على خامة القطن “اللينين” الباردة والمناسبة لفصلي الربيع والصيف. وتتابعت عروض اليوم الثالث بعرضين متتاليين للعباءات الخليجية من كل من دار “نبرمان” و”هوما قمر”. وتميزت “نبرمان” بطرازها العملي البسيط والفضفاض، مع إضافات حريرية وبألوان زاهية متعددة، تصلح للأجواء النهارية ولبس الموظفات والطالبات، فيما قدمت المصممة هوما قمر مجموعة من العباءات الخليجية المناسبة للمساء والسهرة، أدخلت فيها استشراقات غنية من الأسلوب الروماني القديم، مع لمسات بلاد المغرب، في قصّات كانت أقرب للعباية الفستان، وبأكمام مبتكرة. مجوهرات ملكية مرة أخرى كان “لابيل 24” حاضرا في اليوم الثالث من أسبوع دبي للموضة بعد عرضه في اليوم الأول، حيث قدمت المصممة بريا كاتاريا بوري مجموعتها الجديدة بأقمشة حريرية مطبّعة بألوان ربيعية صيفية تبدأ من الأصفر والأزرق والأحمر والزهري والأخضر، مع تعريقات بالبني والبيج، وصور مطبوعة استوحتها المصممة من مجوهرات الملكة الهندية “جاياتري ديفي” طبعتها على القماش بأسلوب فني جميل، مع شك وتطريز بالأحجار والكريستال واللآلئ أضفى مزيداً من البريق على كامل العرض. ومن خلال العرض الأخير أطلق المصممان الزوجان فلجوني، وشين بيكوك مجموعتهما الراقية لربيع وصيف 2011، في أسبوع دبي بعد عرضها في لندن، والتي جاءت جريئة، ومثيرة، حيث قدما أفكارا مستوحاة من الكائنات المهدّدة بالانقراض مع التركيز الأكبر على النحل والنمر، مع التأثر بأنماط وأشكال، وهياكل هذه المخلوقات والذي تمثل بخامات جلدية وأقمشة مطبعة ومطرزة بذات الطراز، مع شغل يدوي بالترتر والسلاسل والكريستال، وبألوان حيوية، ومبهجة ونابضة بالحياة، حيث تماوجات الأصفر والزهري مع الأزرق والأحمر، ثم شطحات من الرمادي والكثير من الأسود الملك.