محمد حسن (دبي)
أضاف «كروس كاونتر» لجودلفين إنجازاً جديداً للخيول الإماراتية بعد أن توج بلقب سباق النسخة الـ158 من سباق ملبورن كب بمضمار فلامنجتون الأسترالي أمس، ويعتبر الفوز الباهر للجواد امتداداً لمسيرة الانتصارات في سنة وافرة الحصاد للفريق الأزرق، شهدت فوز «مسار» بالديربي الإنجليزي، و«ثندر سنو» بكأس دبي العالمي، إضافة إلى 27 فوزاً آخر بسباقات من الفئة الأولى.
ويعد كأس ملبورن من بين أحد أشهر السباقات في العالم، ويقام في أول يوم ثلاثاء من نوفمبر سنوياً، إذ أصبح هذا اليوم أشهر ثلاثاء في أستراليا، خصوصاً أن السكان يتمتعون بعطلة رسمية. وجاء الفوز بعد ثلاثين عاماً من الإصرار والصبر والقناعة وبشكل رائع، حينما حقق «كروس كاونتر» اللقب لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، قائد فريق جودلفين.
وكانت بداية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومساعيه للفوز بلقب ملبورن كب مع «أوثال» الذي حمل الشعار العنابي والأبيض عام 1988، وبعد 20 عاماً من تحقيق «فيثفول صن» أول فوز لجودلفين في أستراليا.
كما أن فوز «كروس كاونتر» توّج عاماً مميزاً مماثلاً لمدربه شارلي أبلبي وفريقه، وللفارس كيران مكيفوي، الذي كان قد كتب موضوعاً مؤثراً بث فيه أشواقه لإهداء هذا اللقب لفريق جودلفين.
ويعتبر الفوز الثالث لمكفوي في ملبورن كب، ولكن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، منحه الفرصة الأولى للمنافسة في السباق، حيث قاد «بي كبير» الذي حل ثالثاً في 2002، وبفضل تلك القيادة تم ضمه إلى فريق جودلفين. وبينما تم تجهيز «كروس كاونتر» بدرجة عالية لتقديم الأداء الأفضل في واحد من أكثر السباقات العالمية صعوبة، إلا أن الأمر كان يعود للحصان الذي قدم الأداء الكفيل بتحقيق الفوز.
وأكمل ذلك برغم تعرضه لنكسة في التدريب، وتداخل أدى لنسف أي فرصة لزميله في الفريق «افيلياس»، واستقر «كروس كاونتر» ضمن مجموعة قليلة في المؤخرة، وظل هناك إلى أن طلب منه فارسه كيران مكفوي التقدم عند الوصول إلى علامة 800 متر.
ولم تظهر أمامه ثغرة، واضطر مكفوي للاستدارة حول المشاركين الآخرين والحصول على مسار سالك للركض، وحينما فعل ذلك، نجح الجواد قليل الخبرة نسبياً في الالتفاف على المجموعة والتي ضمت نخبة من خيول التحمل المتمرسة، وركض بعيداً عنهم محققاً الفوز بفارق طول عن «مارميلو»، ومن ورائه «برنس أوف أران» ثالثاً، والثلاثة الأوائل تدربوا في بريطانيا. والفوز يرتبط بشكل وثيق بعمليات الفحول المقيمة بمزرعة دارلي العائدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من خلال الفحل الأب «تيوفيلو» والذي أصبح «كروس كاونتر» ابنه رقم (15) الفائز في سباقات الفئة الأولى.
وأعرب المدرب شارلي أبلبي عن بالغ سعادته بتحقيق لقب سباق ملبورن كب ووصف الفوز بأنه حلم، وقال: «كل الفضل في ذلك يعود إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وسموه منحنا كل التشجيع لاغتنام الفرص التي تظهر أمامنا على الصعيد الدولي، وهو فوز لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وأسرته الكريمة، وجودلفين، وهيأ لي الفرصة للتعبير عن الشكر والامتنان لسموه على منحي هذه السانحة.. وأنا في حقيقة الأمر محظوظ للغاية بكوني في هذا الموقع ومع هذا الفريق الذي يقف معي».
وقال أبلبي: «حينما رأيت الجواد في موقع متأخر، شعرت بأن عليه فعل الكثير، لكن حينما شرع في التقدم، ساورني شعور بأن هذا الجواد لو وجد ثغرة في المنعطف، فإنه يمتلك التروس التي تمكنه من الانطلاق السريع». وانتزعت المهرة «بوهوتوكاوا» لجودلفين فوزاً رائعاً خلال حفل ملبورن كب في سادس الأشواط، سباق جيم بيم ستيكس للمهرات في سن الثالثة، وهو الشوط السابق لسباق ملبورن كب مباشرةً، وأظهرت المهرة الفائزة مستويات طيبة حينما انطلقت من البوابة البعيدة وتقدمت من الصفوف الخلفية بقيادة رائعة من الفارس وليام بيوك في أول ظهور له بمهرجان ملبورن. ونجحت في اجتياز مسافة 1400 متر بأسلوب رائع، حيث تخطت منافسيها الـ 14 واحداً تلو الآخر لتحقق الفوز بجدارة في زمن قدره 1.23.61 دقيقة، وبفارق طول وربع طول عن وصيفتها «مادام روج»، بينما سكنت «إنتو ذا أبيس» المركز الثالث. ومنحت «بوهوتوكاوا» مدربها جيمس كمينغس رابع فوز في المهرجان بعد ثلاثيته في فيكتوريا يوم السبت الماضي.
وأشاد الفارس بيوك بأداء «بوهوتوكاوا» التي أصبح في رصيدها ثلاثة انتصارات من أصل خمس مشاركات خلال هذا العام، وقال إنها استحقت الفوز عن جدارة، وحافظت على إيقاعها الهادئ قبل التقدم بسرعة، مشيراً للتعليمات التي وصلته من المدرب بالتريث والثبات خلف الخيول للحفاظ على الطاقة وعدم حرقها مبكراً.
معلومة
أقوى تمثيل لجودلفين، حدث في 2002 حينما شغلت ثلاثة من الخيول التي تحمل الشعار الأزرق الملكي المراكز الأولى بقيادة «بيكيبر» بقيادة كيران مكفوي الذي حل ثالثاً، ويعتبر مكفوي أول فارس محلي يقود خيلاً لجودلفين مشاركاً في ملبورن كب.
مكفوي يرد الدين
لا ينسى الفارس كيران مكيفوي قصة انضمامه لفريق جودلفين التي بدأت 2002، عندما جاءته دعوة لقيادة خيل فريق جودلفين «بي كبير»، وهو جواد تحمل جيد المستوى يشرف على تدريبه سعيد بن سرور، حيث امتطاه في سباق كولفيلد كب «جروب1»، وقدم أداء جيداً، وحل ثالثاً. يعتبر مكفوي أن تلك ضربة البداية في علاقة طويلة المدى مع إسطبلات جودلفين لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، واستمرت حتى هذا اليوم، ودائماً ما يذكر أنها مصدر سعادة له أن يقود خيول فريق جودلفين. كيران مكيفوي كتب مقالاً مشبوباً بالعاطفة عشية هذا السباق، عبر فيه عن أشواقه وآماله لتحقيق لقب ملبورن كب لجودلفين، رداً للجميل لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وأسرته لثقتهم التي حظي بها على مدار السنين، معرباً عن سعادته لحصوله على تلك الفرص. ومكفوي قال إن جودلفين منحه الكثير من الفرص الجيدة، وإنه محظوظ للغاية للفوز بسباق كلاسيكي إنجليزي رفيع بشعار الإسطبل مع «رول أوف لو» عام 2004 بسانت ليجر «جروب 1» في دونكاستر، وتحقيق الفوز بسباقات من الفئة الأولى باثنين من أفضل خيول الفريق هما «دباوي» و«شمردل».
«أوثال» استهل المشوار قبل 30 عاماً
بدأت مشاركة خيول الإمارات في هذا السباق عام 1988 عن طريق الجواد «أوثال»، بإشراف المدرب كولين هيز، وقيادة الفارس برنت ثومبسون، وحل الجواد متأخراً خلف «أمباير روز»، وخلال الثلاث سنوات التالية، شارك الجواد «كودس» الذي أحرز المركز الثالث خلف «توريفيك» عام 1989، ثم «ووتر بوتمان» عام 1990، و«آيفوري واي» في 1991.
المشاركة التالية في السباق جاءت عام 1998، حيث تم تأسيس فريق جودلفين، الذي أصبح أكبر فريق لسباقات الخيل بالساحة العالمية. المشارك الأول الذي حمل الشعار الأزرق الملكي لجودلفين في ملبورن كب كان «فيتفل صن» الذي حل رابعاً بسباق كولفيلد كب للفئة الأولى، ثم جاء سابعاً بقيادة فرانكي ديتوري في فليمنجتون.
وفي العام التالي، أحرز الجواد «سنترال بارك» المركز الثاني، كما فعل «جيف ذا سليب» الذي ظهر وكأنه مقبل على إحراز اللقب قبل أن يدخل عليه «إثيريال» ويسبقه إلى خط النهاية بفارق ضئيل.
وفي نسخة عام 2001، حل «مارينبارد» سابعاً، واتجه إلى الفوز بسباق الآرك الفرنسي في العام التالي.