5 أغسطس 2011 22:05
بين مهرول داخل أحد الأسواق التجارية، ومسرع بالسيارة، ومرتل للقرآن الكريم، وآخر يمارس رياضة المشي، والكثير من النساء الغارقات حتى آذانهن في إعداد وجبة الإفطار، تختلف المشاهد وتتعدد خلال شهر رمضان في الساعات التي تسبق انطلاق مدفع الإفطار.
وفي محاولة لرصد المشاهد المتتابعة التي تستوقف الكثيرين خلال الأيام الأولي من الشهر، تبين أن البعض يفضل السكون في منزلة في الفترة، ليأخذ قسطاً من الراحة انتظاراً لمدفع الإفطار، عقب عناء يوم طويل قضاه في عمله، وهو ما أكده جلال الحيدري 38 سنة بأنه يحرص على قضاء الفترة التي تسبق الإفطار في المنزل مع الأسرة، وقراءة القرآن وكتب السيرة إلى أن يحين وقت الإفطار، مشيراً إلى أن ساعة ما قبل الإفطار تمثل فترة ذهبية يقتنصها الفرد في العبادة، والجلوس مع أولاده من أجل زيادة الحصيلة الدينية لديهم، عبر قراءة القرآن وبعض قصص الأنبياء عليهم ومناقشتها معهم.
صالة الألعاب
على خلافه ذكر وسام الحسيني 23 سنة أنه يستغل فترة ما قبل الإفطار في التريض والذهاب إلى صالة ألعاب رياضية، خوفاً من زيادة وزنه بشكل كبير خلال شهر رمضان، لأنه يتناول كميات كبيرة من الطعام وقت الافطار، ولا يستطيع مقاومة إغراء الوجبات الشهية التي تطهوها والدته، حسبما قال.
صديقه عمار حمود 21 سنة بين أنه يقضي الساعة التي تعقب صلاة العصر في التريض داخل إحدى الصالات الرياضية كون المناخ شديد الحرارة، ولا يستطيع الجري على الكورنيش كما هي عادته، وبعد تلك الساعة يذهب إلى المنزل ويقضي الفترة الباقية في قراءة القرآن الكريم، ثم يجهز طبقه المفضل من السلاطة ليبدأ به الإفطار.
انحسار المتسوقين
وفي أحد الأسواق التجارية، تواجد المهندس خالد عبدالرحمن 37 سنة، وقد خلت الأرفف حوله من البضائع عكس الحال قبل حلول رمضان، وقال إنه جاء لشراء بعض الحاجيات، لافتاً إلى أن ذلك وقت مناسب للتسوق، نظراً لعدم وجود تكدس الناس داخل السوق في تلك الفترة. الجلوس إلى شاشات التلفزيون ومتابعة القنوات الدينية هي ما يقوم به عارف محمود (34 سنة) في الفترة ما قبل الإفطار، مشيراً إلى أنها تقدم وجبة دينية دسمة يجب على الجميع الإفادة منها خلال الشهر الفضيل، وأكد أنها عادة قديمة لديه منذ سنوات عديدة أن تكون فترة ما قبل الافطار للعبادة فقط، ويتم تأجيل أي التزامات أو انشغالات إلى ما بعد صلاة التراويح.
داخل المطبخ
على الجانب الآخر تحدثت منار الشيخ 41 سنة، وقالت إن الفترة ما بين العصر والمغرب تقضيها داخل المطبخ من أجل إعداد الإفطار لزوجها وأبنائها الثلاثة، غير أنها لا تنسى نصيبها من العبادة في تلك الفترة وتقوم بالاستماع إلى القرآن الكريم، والقيام بذكر الله أثناء قيامها بطهي الطعام، وتتعجب منار من بعض السيدات اللواتي يصرفن معظم اليوم في تجهيز الإفطار وترى أن الفترة ما بين العصر والمغرب كافية تماماً لإنجاز ما تريده أي ربة منزل، وباقي ساعات النهار يمكن تقسيمها بين العبادة وباقي شؤون المنزل.
من ناحيتها موزة الشحي 26 سنة، أوضحت أنها تحاول اقتناص فترة ما قبل الإفطار في الذكر وقراءة القرآن الكريم، كونها أفضل فترات النهار للعبادة، لأنها تكون في الصباح داخل العمل، وبعد الإفطار تنشغل بغسيل الأواني ثم التوضؤ والذهاب إلى صلاة التراويح.
غير أن الشحي لفتت إلى أنها قد تكون متعبة من العمل في بعض الأيام، فتخلد إلى النوم قبل الإفطار، ثم تعوض ما فاتها من أوقات الذكر والعبادة في الفترة التالية لصلاة الفجر.
التزام المسلم بدعاء كفارة المجلس
يقول فضيلة الشيخ علي عبد الفتاح إمام وخطيب في وزارة الأوقاف موجهاً كلامه إلى الصائمين في ساعات ما قبل الإفطار: أيها الصائم انتبه للخاتمة، حيث إن العبرة دائماً بالخواتيم، هذا ما علمتنا إياه الشريعة الإسلامية، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن يلتزم المسلم بدعاء كفارة المجلس وهو “سبحانك الله وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك أشهد أن لا إله إلا أنت”، وهذا الدعاء يكون في نهاية المجلس.
وقال إن هناك الكثير من النصوص في علوم القرآن والسنة التي تنبه المسلم إلى حسن الخاتمة، ولهذا فعليك أيها الصائم أن تتنبه لآخر ساعة من نهار صيامك، فلا تضييعها في الأسواق دون داع، وعليك استغلالها في الاستغفار والتوبة، فهي أفضل الساعات التي تمر عليك، فقد يسقط منك ذنب أو يقع منك عيب هذه الساعة الاستغفارية تغفر هذا الذنب وتمحو هذا العيب، لأن هذه الساعة هي الخاتمة وبها تختم يومك، ولذلك شرّع لنا سبحانه وتعالى أذكار الصباح والمساء ورغبنا فيها عسى أن تكون من باب الاستغفار والتوبة ما سبق والتحصن بالله عز وجل فيما هو آت، فإن كان ولابد على الصائم إنه مشغول في شيء ما أو يسير على الطريق بسيارته فعليه أن يلزم وقته بالاستغفار والتوبة، والثناء على الله سبحانه وتعالى بأنه سخر له هذه المركبة.
المصدر: أبوظبي