القاهرة (الاتحاد)
أثناء الدراسة في كلية الزراعة التقى جورج سيدهم زميليه سمير غانم والضيف أحمد، وعقب تخرجهم عام 1961 كوّنوا فرقة «ثلاثي أضواء المسرح»، التي تخصصت في الاسكتشات الغنائية الكوميدية في حفلات أضواء المدينة والحفلات خاصة.
واستعان العديد من المخرجين بالفرقة لتقديم فقرات في الأفلام، بداية من العام 1963، كما حدث في «القاهرة في الليل»، و«منتهى الفرح»، و«المشاغبون»، و«بنت الحتة»، و«خان الخليلي» وغيرها.
وكان العام 1967 فارقاً في حياة جورج، حيث أصيب باكتئاب شديد بعد هزيمة 5 يونيو، وفي محاولة للخروج من الأزمة قرر السفر إلى الإسكندرية لقضاء إجازة، ولعبت المصادفة دوراً كبيراً في رحلته حيث التقى في القطار بمحافظ الإسكندرية وقتها حمدي عاشور وعرض عليه تقديم مسرحية فيها، ووعده جورج بتوفير الإمكانات المطلوبة لتقديم المسرحية بشكل جيد.
ويقول الباحث والمؤرخ الفني وسام أبو العطا لـ«الاتحاد» إن سر اكتئاب سيدهم لم يكن الهزيمة فقط، لكن لأن مشروع فرقة «الثلاثي» ضُرب في مقتل، بسبب اختفاء البهجة من الشارع المصري، وأن لقاءه مع المحافظ كان بمثابة طوق نجاة لهم، وأن جورج لم يكن مقتنعاً بفكرة تقديم مسرحية، لكنه خجل من أن يرفض عرض الرجل.
وبدأ سيدهم يطلب طلبات تعجيزية في محاولة للهروب، ومنها مسرح مجاني، وعلى الفور خصص له مسرح بيرم التونسي، وأن تكون الأفيشات والإعلانات مجانية، وهو ما تمت الاستجابة له، وبعد تلبية طلباته لم يجد مفراً من القبول.
عاد جورج إلى القاهرة وأجرى اتصالاته بالمخرج محمد سالم والمؤلف يوسف عوف والشاعر حسين السيد، وكتبوا مسرحية «حواديت»، التي اعتمدت على شكل جديد في المسرح، حيث كانت من فصلين، يدور كل واحد حول قصة تختلف عن الأخرى.
تم الإعلان عن المسرحية في الإسكندرية، وأشار أبو العطا إلى أن جورج من كثرة حرصه على نجاحها لم يكتف بالدعاية التقليدية، ولكنه اصطحب أعضاء الفرقة في سيارته وتجولوا في الشوارع ليعلنوا للناس عن المسرح الذي سيفتتح بفرقة الثلاثي. وحين ذهب جورج إلى شباك المسرح فوجئ بحجز التذاكر لأسبوعين مقبلين، وكان هذا مؤشراً لنجاح فكرة الفرقة التي قدمت بعدها مسرحيات ناجحة جداً، منها «طبيخ الملايكة» و«حدث في عزبة الورد».
لكن الفنان الموهوب كان على موعد مع العديد من الصدمات، أولها في 6 أبريل 1970 بعد وفاة الضيف أحمد، ثم بدأت مرحلة ثانية تقاسم فيها جورج البطولة مع سمير غانم، والضربة الثانية كانت في 1986 في أحداث شغب الأمن المركزي، حيث احترق مسرحه «الهوسابير» في هذه الأحداث، والذي كان أنفق عليه كل رأس ماله.
أصيب نتيجة ذلك بجلطة في القلب، وسافر إلى لندن للعلاج، ثم عاد إلى القاهرة وابتعد عن الفن لفترة افتتح خلالها مطعماً حملت أكلاته أسماء مسرحياته، مثل «طبيخ الملايكة» و«عزبة الورد»، لكن عشقه للتمثيل جعله يعود مرة ثانية للفن بمسرحية جديدة.
انفصل جورج عن سمير، وكان هذا إعلاناً لانتهاء فرقة الثلاثي، وكانت الصدمة الكبرى حين فوجئ في منتصف التسعينيات بمصلحة الضرائب تحجز على مسرحه، واكتشف أن شقيقه أمير سيدهم رهن المسرح من دون علمه، فأصابته المفاجأة بجلطة شديدة نتج عنها شلله النصفي الذي لا يزال أسيراً له حتى اليوم.