الخوف شعور طبيعي ومفعوله قابل للترسيخ أو الإبطال

الخوف إحساس طبيعي ينتاب جميع الكائنات الحية عند مواجهتها لخطر ما، سواءً كان حقيقياً أو خيالياً، موضوعياً مثل خوف الإنسان من الحيوانات المفترسة أو غير موضوعي مثل خوفه من الظلام والأماكن المُغلقة. ويتمظهر الشعور بالخوف لدى الإنسان بأشكال مختلفة، منها تسارُع نبضات القلب وإحمرار الوجه أو جفاف الحلق والفم أو الشعور بالتوتر أو تعرُق راحة اليد أو الجسم أو فقدان الشهية أو الشعور بالتعب والدوار أو عدم القدرة على التنفس أو حتى فقدان الوعي. ويقول علماء النفس إن الخوف إحساس نافع أحياناً نظراً لأنه ينبه الإنسان بحدوث خطر ما فيستنفر الجسم طاقاته لمواجهته. وأنجع طريقة للتخلص من الخوف هي تقبله ثم فصله عن الموقف الذي أدى إليه تلافياً للمبالغة في تقدير حجمه أو رسوخه في الذاكرة. ويُحتفَل بالخوف يوم 31 أكتوبر من كل عام في أميركا وكندا وبريطانيا ودول غربية أخرى ويُعرف باسم “الهالوين”. وقد كشفت بعض البحوث المنشورة في مجلة “نايتشر” و”ساينس” أنه عند ضبط التوقيت بشكل جيد، يمكن استخدام تقنيات للتدخل في تكون ذاكرة مرعبة من خلال تقديم تشكيل قادر على جعل الشيء المخيف آمناً بالنسبة للذاكرة. وأشارت دراسة جديدة إلى أن هناك قاعدة كيميائية جزيئية خاصة هي التي تحدد كيف تتحول صورة معينة أو مشاهد ما إلى شعور بالخوف بعد تلقي إشارات من الدماغ. ووجد علماء من جامعة جون هوبكنز أنه يمكن استخدام مواد كيماوية تسمى “مستقبلات جلوتميت كالسيوم نفاذة” لتدريب الذاكرة على تثبيت مفعول الخوف من شيء ما أو إبطاله. وكشف الباحثون في هذه التجربة أن مستقبلات جلوتميت الكالسيوم النفاذ تزايدت عندما كان الفئران يتعلمون الشعور بالخوف من شيء ما لأول مرة خلال أسبوع. غير أن الذكريات المخيفة والمرعبة يمكن مسحها بتجارب سلوكية مثل تدريب الفئران على عدم الخوف من الإثارة المُرعبة أو السلوكات الغريبة المخيفة. وإذا كانت الذكريات غير مستقرة في الأسبوع الأول بعد تشكلها في الدماغ، فإنه يتسنى للعلماء معرفة كيفية ومكان استهدافها. وقد توجد طرق للتدخل بسرعة والحيلولة دون تحول الشعور بالخوف من شيء ما إلى شعور دائم راسخ في الذهن وحدوث ارتباط عاطفي يولد رداً دفاعياً تلقائياً. عن “لوس أنجلوس تايمز”