عبدالله القواسمة (أبوظبي)
«تحدَّ نفسك.. أخرج كل طاقاتك الكامنة لأنها سبيلك الوحيد نحو الإنجاز»، بهذه العبارة اختصر الدراج الخمسيني عبدالله الحمادي عضو فريق الوثبة للدراجات الهوائية قصته مع هذه الرياضة التي حقق فيها إنجازاً شخصياً لافتاً.
عبدالله الحمادي باختصار ودون أي مقدمات جاب الإمارات، لمسافة 476 كم، في 14 ساعة و38 دقيقة، إذ كان ضمن سبعة دراجين نجحوا في قطع هذه المسافة، من أصل 25 دراجاً، كما كان المواطن الوحيد الذي ينجح في اجتياز هذا التحدي الذي يتطلب جلداً جسدياً كبيراً.
التحدي بدأ في ساعة متأخرة مساء الجمعة 8 نوفمبر، إذ تم وضع ترتيبات خاصة لإنجاحه إلى جانب تخصيص فترات راحة قصيرة للتزود بالمياه والمواد الغذائية، حيث جاءت الفترة الأولى بعد 69 كم، ليعقب ذلك الخضوع إلى الراحة كل 50 كم، أما نقطة الانطلاق فكانت من العاصمة أبوظبي ليمر الدراجون بعد ذلك عبر دبي، الشارقة، البطائح، الفجيرة، كلباء، خورفكان، دبا الحصن، رأس الخيمة، الجزيرة الحمراء، أم القيوين، عجمان ومن ثم العودة إلى الشارقة حيث كانت نهاية الرحلة في دبي.
ويقول الحمادي البالغ من العمر 52 عاماً والأب لسبعة أبناء والجد لعدد لا بأس به من الأحفاد: «كنت الأكبر سناً من بين جميع المشاركين وسعيت إلى إكمال السباق بكل ما أملكه من قوة وجهد، الإصرار الذي أحمله ربما يكون عائداً إلى نشأتي العسكرية، إلى جانب مزاولتي للرياضة منذ نعومة أظافري، إذ كنت لاعباً لكرة القدم مع النادي الأهلي وتدرجت في النادي مع فرق الفئات العمرية، قبل أن انتقل إلى نادي الحمرية، إذ واظبت على اللعب من عام 1984 وحتى عام 2005، وحالياً أعمل مدرباً للياقة البدنية في القوات المسلحة».
وعن علاقته مع رياضة الدراجات، يقول الحمادي: «زاولت هذه الرياضة قبل خمسة أعوام، أذكر أنني وفي أول سباق لي حللت في مراكز متأخرة، لكنني بعد عام واحد نجحت في الفوز بأول لقب على الصعيد الشخصي، جسدياً كنت مهيأً لمزاولة رياضة الدراجات، فيومياً كنت أمارس النشاط الرياضي. حالياً أقطع على الدراجة ما يقرب من 60 إلى 150 كم بشكل يومي».
ويؤكد الحمادي: لا يضيرني أن أزاول الرياضة وأن أتواجد في أي سباق مهما كان موقعه، فأنا أحرص على المشاركة في السباقات المجتمعية مع دراجين بعمر أحفادي، كما أحرص على المشاركة في السباقات التي ينظمها الاتحاد الإماراتي للدراجات، وهذا الأمر عائد إلى رغبتي الدائمة في أن أتحدى نفسي، أما العمر فهو مجرد رقم لا أكثر ولا أقل.
وإلى جانب عبدالله الحمادي الذي نجح في قطع كامل مسافة التحدي، فقد شارك من فريق الوثبة ثلاثة دراجين آخرين، إذ أكمل حسن الحضرمي مسافة 355 كم والحال ينسحب على الدراج حمد العبيدلي الذي قطع ذات المسافة، في حين كان الدراج محمد عبدالله الحمادي البالغ من العمر 17 عاماً قد قطع 265.
وبهذا الإنجاز ينضم عبدالله الحمادي إلى قائمة الدراجين المبدعين أعضاء فريق الوثبة الذين سبق لهم تسطير إنجازات فريدة من نوعها، إذ يضم الفريق الجد حسن محمد الحمادي الذي تخطى العقد السادس من العمر ويزاول يومياً هذه الرياضة، فيما سبق للفريق أن شارك في العديد من التحديات العالمية كتحدي ماراثون بايكمان الذي أقيم في البرتغال وجاب خلاله حمد العبيدلي عضو الفريق ربوع الأراضي البرتغالية في 81 ساعة قاطعاً مسافة 950 كم، كما سبق للفريق المشاركة في تحدي جبال الدولوميت المجتمعي في إيطاليا الذي بلغ طوله 140 كم وكل هذه الأنشطة خلال العام الحالي.