عدد اليوم
هناء الحمادي (أبوظبي)
تتسابق الأيادي لاقتلاع «العرجون» من الرمال الذهبية في الصحراء بعد هطول الأمطار، حيث ينمو تحت الأرض ويخرج من باطنها خلال هذه الأيام، ويكثر بشكل كبير في المناطق الرملية والسهول والجبال والوديان، حيث يعشق أهالي تلك المناطق متابعة نموه في البراري، للحصول عليه وجبة ثمينة تجود بها الطبيعة عليهم.
والعريون «باللهجة المحلية» بشارة الخير بعد أمطار الوسم عند أهل الإمارات، حيث يطلق عليه البعض بـ «الذهب الأبيض» أو «بنت البرق» نظراً لتميز لونه الأبيض، وينمو فرادى أو بشكل جماعي بعد الأمطار المصحوبة ببرق ورعد.
فهد محمد وحمد الكعبي من فريق مركز العاصفة لمطاردة الأمطار، لديهما خبرة كبيرة في البحث عن العرجون في المناطق الوسطى من الدولة، ومع انعكاس ضوء الشمس يتراءى لهما العرجون، فبعد سقوط الأمطار تلفظ الأرض نباتات موسمية مثل العرجون والفقع.. والعرجون فترة نموه من أسبوعين إلى عشرين يوماً، ويمتاز برائحة مميزة ونكهة طيبة.
ويقول محمد: العرجون يحدث تشققات في القشرة، ويقتلع من الأرض بسهولة، ويعتبر من النباتات الفطرية وهو نبات بلا ورق ولا زهر ولونه أبيض لا يتجاوز ارتفاعه بضع سنتيمترات في أحسن أحواله.
طرق الطهي
خلفان الزيودي من أهالي المنطقة الشرقية يعبر عن فرحة الكثير من الأهالي بهذا النبات الفطري، وقال إنه عادة ما يؤكل مشوياً أو مطبوخاً ولا يؤكل نيئاً، وطبخه لا يحتاج إلى الكثير من الوقت، حيث يمكن تناوله بعدة طرق مثل طريقة الشي أو السلق مع إضافة الملح له، كما يمكن تقطيعه على شكل شرائح، ويباع في الأسواق بأسعار مرتفعة نظرا لندرته باعتبار عملية جمعه تحتاج إلى البحث المستمر في البر ومناطق تواجده.
بدوره سالم الشامسي من هواة الخروج إلى البر في هذا الوقت، وهو من المهتمين في جمع العرجون، لأنه من الوجبات المفضلة لديه، حين يطبخ مع المجبوس أو حين يتم طبخه مع المرق «الصالونة» أو حين يتم شيه.
العرجون يتكون من ثلاثة أجزاء، جزء تحت الأرض ويعمل كجذور لامتصاص الماء والسوائل وتغطية من الخارج طبقة رملية رقيقة مما يعطيه اللون الترابي، بينما الثاني الساق وهو الجزء الخارج من سطح الأرض، أما الثالث فهو الرأس وهو الجزء العلوي المنتفخ للعرجون وهو عبارة عن مادة ناعمة بيضاء تتحول إلى اللون البني عند النضج وتكسو هذه المادة قشرة بيضاء.
