سامي عبدالعظيم (رأس الخيمة)
تسارعت وتيرة الإقالات لمدربي دوري الدرجة الأولى، رغم مرور 4 جولات فقط، وذلك إثر إعلان نادي العروبة الاستغناء عن المدرب التونسي يسري الكحلة، الذي يعتبر «الضحية» الرابعة من بين 11 مدرباً، وذلك بسبب سوء النتائج بعد الخسارة أمام البطائح 1-2، بينما كان دبا الفجيرة أول من بدأ مسلسل إقالات المدربين عندما أقال مدربه محمد الخديم وتعاقد مع البرازيلي سيرحيو، كما قام مسافي والإمارات بالاستغناء عن المدربين إبراهيم بوفود وعيد باروت والتعاقد مع جمال الحساني والمقدوني جوكيكا.
ويطرح المراقبون علامات استفهام عدة حول مبررات التغيير الذي يحدث في أندية «الهواة» والضريبة التي تدفعها الأندية ثمناً لهذا التغيير، علماً بأن هناك أندية خارج إطار المنافسة على بطاقتي الصعود، ثم أن الأمر لا يزال مبكراً باعتبار أن الموسم لا يزال طويلاً، كما أن الإقالات تؤدي إلى خسائر مالية تترتب على تسوية العقد مع المدرب بعد الإقالة، بسبب وجود شرط جزائي في أغلب العقود.
وقال حمد خادم الكعبي، نائب رئيس مجلس إدارة نادي مصفوت، إن هذه الظاهرة سواء على مستوى المحترفين و«الهواة» غير صحية، لأن الاستقرار يؤدي إلى النجاح، بدلاً من البحث عن المدرب لتعليق شماعة الأخطاء التي تحدث في الأندية، خصوصاً أن مستوى اللاعبين سيكون في أغلب الأحوال وراء تراجع النتائج.
وأشار الكعبي إلى أن الصبر على المدربين الخيار الصحيح، للحد من هدر الأموال الذي يحدث في الأندية، بعد وقت قصير من انطلاق البطولة.
وأضاف: يجب أن تكون هناك لجنة فنية لتقييم العمل والوصول إلى الرؤية الصحيحة الخاصة بالنتائج، حيث يتم في الإمارات إقالات لمجموعة من المدربين المعروفين على مستوى العالم، وحتى في الدرجة الأولى هناك أسماء لامعة، والمطلوب دائماً البحث عن الأدوات التي تساعد أي مدرب على أداء مهمته مع النادي بالطريقة الصحيحة، والابتعاد قدر الإمكان عن فكرة الإقالة، التي لا تعبر عن أجواء الاستقرار داخل الأندية.
آلية الاختيار
وذكر عمار الدوخي المحلل الفني، أن ظاهرة إقالة المدربين تعود إلى أسباب عدة، أولها آلية الاختيار نفسها للمدرب، إلى جانب غياب الرؤية والهدف، وتعامل الأندية بردة الفعل، وقال: إن هناك إقالات مبررة ومنطقية، فعندما يحصل المدرب على الفرصة الكاملة، ويتحمل مسؤولية الموافقة على التعاقدات، ويختار اللاعبين بنفسه، ويشرف على الإعداد، وتوفر له الإدارة كل الإمكانات المطلوبة ولا يحقق النتائج المطلوبة، عندها لا عذر له، ويستحق الإقالة بكل تأكيد.
وأضاف: الإدارات تتعاقد مع اللاعبين قبل التعاقد مع المدرب، ومعظم المدربين، خصوصاً، يوافقون على هذا الأمر لأن همهم المال فقط، وفي الأحوال العادية فإن الأندية عندما تتعاقد مع المدرب، لا تتحدث عن هدف واضح تسعى إلى تحقيقه.
وأكد الدوخي أن على المدرب أن يقف على إمكانات النادي ونوعية اللاعبين وبيئة العمل وهل يستطيع تحقيق النجاح أم لا، والمؤكد أنه لا يمكن للمدرب تحقيق النجاح، إذا لم تكن لديه أدوات ولم توفر له الإدارة مقومات النجاح.
وأشار إلى أنه قبل كل شيء، يجب أن يتم اختيار المدرب نفسه، بناء على قواعد سليمة ومنطقية، مع وضع هدف محدد يتم الاتفاق عليه، لأن الإقالة عندما تتم بعد 4 أو 5 مباريات، فإن الأمور تبدو غير منطقية، خصوصاً إذا كان قد تم الاتفاق بينه وبين الإدارة على بناء فريق للمستقبل.
وأكمل: الكل يعلم أن الإقالات تعتبر إهداراً للمال والوقت وتنسف الاستقرار، ومع ذلك لم تتوقف، لأننا نفكر في النتائج السريعة، وكرة القدم عندنا احتمال واحد لا ثاني له، وهو الفوز فقط.
تجربة العنبري
وشدد محمد الخديم مدرب دبا الفجيرة السابق، على ضرورة الاستفادة من تجربة عبدالعزيز العنبري مدرب الشارقة الحالي، وتعميم هذه الفكرة على الأندية، لأن الشارقة منح الثقة لمدربه ووفر له كافة الإمكانات التي تؤهله للوصول إلى منصات التتويج، بعد تجربته السابقة مع فريق الرديف، ولم يستعجل الشارقة النتائج، مشيراً إلى أن دوري الدرجة الأولى يجب أن يحصل فيه المدربون المواطنون على فرصتهم لأن غيابهم عن الساحة، يؤثر في قدراتهم ويفقدهم فرصة تطوير أنفسهم.
وأكمل: احترمت قرار إدارة دبا الفجيرة بالاستغناء عن خدماتي، وفي نهاية الأمر هذا القرار لمصلحة الفريق، ولن أتردد في العودة للعمل بالنادي في أي وقت لأنني مرتبط بهذا الكيان، وأتمنى رؤيته في المحترفين، ولن أترك مجال التدريب لعدم وجود فرصة في الوقت الحالي، وأتطلع إلى واقع جيد في الفترة المقبلة. ونوه الخديم إلى أن المشكلة التي تحدث لبعض المدربين الذين تتم إقالتهم، تتمثل في عدم مشاورتهم في الأمور الفنية الخاصة بالتعاقدات مع اللاعبين المواطنين والأجانب، وهذا الأمر يؤدي إلى خلل كبير يدفع ثمنه المدرب.
5 جنسيات
يشهد دوري الدرجة الأولى في الموسم الحالي ظهور مدربين من 5 جنسيات، بوجود التونسيين غازي الغريراي مدرب الحمرية وطارق الحضيري مدرب التعاون، إلى جانب المصري طارق السيد في نادي البطائح، والمقدوني جوكيكا مدرب الإمارات، والكرواتي بريدريج مدرب العربي، والبرازيلي سيرجيو مدرب دبا الفجيرة، فضلاً عن 4 مواطنين هم: سليمان حسن مدرب دبا الحصن، وجمال الحساني مدرب مسافي، ومحمد العجماني مدرب الذيد، وعبدالغني المهري مدرب مصفوت.
ضد التوقعات
تقلص عدد المدربين المواطنين في دوري الأولى، بإقالة المدربين عيد باروت، ومحمد الخديم من فريقي الإمارات، ودبا الفجيرة، بسبب سوء النتائج في تمهيدي كأس رئيس الدولة، رغم أن كل التوقعات كانت تشير إلى أنهما قادران على البقاء فترة طويلة في قيادة الفريقين
مسافي يكسر القاعدة
كسر نادي مسافي القاعدة في موسمين، بعدما كان النادي الوحيد الذي احتفظ بمدربه المغربي إبراهيم بوفود الموسم الماضي، بعد موجة الإقالات التي طالت جميع الأندية، بينما قام هذا الموسم بإقالة بوفود والتعاقد مع المدرب جمال الحساني.
9 من 10
ضربت أندية الهواة الرقم القياسي في إقالات المدربين الموسم الماضي، بإقالة 9 مدربين هم: سليمان حسن، بدر طبيب، وليد عبيد، العراقي جمال علي، الصربي ميودراج، البرازيلي سيرجيو، محمد الرئيسي، الكرواتي نيناد فانيج، محمد سعيد الطنيجي من أندية دبا الحصن ومصفوت والعربي وخورفكان والعروبة والتعاون وحتا والذيد، في حين يعتبر مصفوت النادي الوحيد الذي قام بالاستغناء عن مدربين في الموسم الماضي، بتعاقده مع بدر طبيب بدلاً من محمد عبدالله التيمومي الذي كان قد تسلم المهمة خلفاً للمدرب وليد عبيد.