تشهد الجمعيات التعاونية ومنافذ البيع ازدحاما شديدا منذ بداية شهر رمضان المبارك، نتيجة رغبة الكثير من المستهلكين في الاستفادة من العروض الترويجية وتخفيضات الأسعار التي تنظمها بعض الجمعيات خلال الشهر الفضيل.
وفي الوقت الذي شكى فيه مستهلكون بالشارقة، من طول الانتظار في طوابير المحاسبين في منافذ البيع بالإمارة، أرجع مسؤولون في جمعية الشارقة التعاونية المشكلة إلى ثقافة المستهلكين وتدافعهم إلى شراء كميات كبيرة من السلع خلال الشهر الفضيل، مشيرا إلى أن الكثير من السلع التي يتم إطلاق عروض عليها، تنفد كمياتها في فترات قصيرة.
وأكد احمد السلمان مدير العلاقات العامة بجمعية الشارقة التعاونية في إجابته على استفسارات «الاتحاد» ان عدد الجمعيات في الشارقة وأوقات عملها كافية وليست في حاجة إلى الزيادة خلال هذه الفترة، مرجعا السبب في الزحام الشديد الذي تشهده معظم أفرع الجمعية خلال شهر رمضان، إلى ثقافة المتسوقين وإقبال الكثيرين منهم على الشراء بكميات كبيرة خلال فترات محدودة.
وقال السلمان إن كافة الجمعيات التعاونية بالدولة، وليس في إمارة الشارقة فقط، تشهد إقبالا شديدا ومكثفا من قبل جمهور المتسوقين، مما يتسبب في حدوث حالة من الزحام الشديد مثلما يحصل حاليا في مختلف افرع الجمعية، مشيرا الى ان هذه الظاهرة تتكرر في كل سنة مع حلول موعد الشهر الكريم، وذلك على الرغم من ارتفاع عدد الجمعيات وساعات عملها التي تمتد على مدار الأربع والعشرين ساعة ببعض الأفرع، معتبرا أن «هذه الظاهرة ليس لها حل».
وأوضح أن معظم أفرع جمعية الشارقة التعاونية، تقع في مواقع استراتيجية من الإمارة بالقرب من المناطق التي تشهد كثافة سكانية، وتفتح على مدار 24 ساعة في اليوم، ومن أهمها فرع منطقة القراين والرقة، والخان وفرع منطقة حلوان وسويحات، بالإضافة إلى فرع منطقة الرماقية.
وأشار السلمان إلى أن احد ابرز الأسباب التي تدعو الناس إلى الإقبال على الشراء، هو الرغبة الشديدة في الاستفادة من العروض الخاصة التي تقدمها الجمعية خلال الأسابيع الأولى من الشهر الكريم والتي تنتهي بنفاد الكمية.
وأضاف أن بعض المستهلكين بحاجة إلى توعية وتثقيف في جانب الشراء والتسوق، حيث إن الأغلبية يقبلون على الشراء بحاجة ومن دون حاجة، خاصة خلال أيام شهر الصيام، موضحا بان اختيار الوقت المناسب للتسوق قد يخفف من عملية الزحام في فترات الذروة، ففترة بعد صلاة الفجر تكون هادئة ومناسبة خاصة للرجال، بالإضافة إلى فترة الظهيرة التي يكون فيها الازدحام اقل من الفترات الأخرى.
وأشار مدير العلاقات العامة بالجمعية إلى أن الجمعية أخذت كافة احتياطاتها بحيث يكون مخزون السلع والبضائع الرئيسية كافيا حتى نهاية الشهر الكريم، إلا أن بعض البضائع قد تنفد نتيجة للإقبال الشديد عليها، ولكن قد يحدث ذلك خلال الأيام الأخيرة من الشهر المبارك، مبينا بان العروض التي أطلقتها الجمعية تشمل مجموعة من السلع منها اللحوم والمعلبات والألبان والأجبان، والارز، والدقيق والعصائر، وغيرها من السلع الضرورية.
إلى ذلك شكا عدد من سكان الشارقة من طوابير العربات والزحام الشديد في الجمعيات خاصة خلال أيام الشهر الفضيل، مؤكدين أن الإقبال تعدى معدل التردد الطبيعي للجمهور بالرغم من مرور أكثر من أسبوع على الشهر الفضيل.
وأشارت نجلاء محمد إلى أن الذهاب إلى الجمعية التعاونية أو السوبر ماركت أصبح مثل الكابوس، فعند الوصول إلى مقر الجمعية، نواجه أولا مشكلة الزحام الشديد في مواقف السيارات، وأضافت: “إذا صادفك الحظ ووجدت موقفا تواجهك مشكلة الحصول على عربة فارغة لوضع المشتريات فيها، ومن ثم الزحام داخل الجمعية، وأخيرا طابور طويل قد يصل إلى نهاية الجمعية، وذلك بسبب اصطفاف المستهلكين أمام مواقع الدفع”.
ومن جهته أكد عصام حسن ضرورة توعية الناس في عملية الاقتصاد في الشراء، خاصة في جانب الأطعمة خلال الشهر الفضيل، مشيرا إلى ان أعداد المستهلكين داخل الجمعيات تعتبر كبيرة خلال الشهر الفضيل.
وبدورها أضافت نادية محمود أنه خلال فترة الصيام على الجميع الإيقان بان الأكل البسيط يكفي لسد جوع الصائم عند الفطر فليس هناك داع للإسراف في إعداد الأطعمة المتنوعة والدسمة على سفرة الطعام.