تحقيق ـ جميل رفيع:
بنظرة تأمل عميقة الى ما يحيط بنا وما يدور في عالمنا نلحظ أن هناك حالة تلبست كثيراً منا وغدت حقاً معضلة عصرنا· هذه الحالة تحمل سمات الانكفاء على الذات، وفقدان الثقة في الآخر وعدم التواصل معه، والمغالاة في حب الذات، والاندفاع الهستيري وراء المادة ومحاولة الوصول إليها، بأي صورة كانت مشروعة أم غير مشروعة، والانعزال عن المجتمع والحياة في صومعة مع القناعات الذاتية، حتى ولو أدى ذلك بالإنسان إلى الموت، أي قتل النفس والآخر في آن واحد، كل هذه السمات ليست سوى دلائل أو مؤشرات على تضخم الأنا وبروزها على نحو صارخ·
إن الأشخاص الذين تتضخم عندهم الأنا يحددون أهدافهم من خلال الشهوات والغرائز، وترسم لهم مخيلتهم الطرق للوصول إليها، فتراهم يتغلبون على الحواجز والممنوعات التي يواجهونها، وتصبح قواهم العقلية ضعيفة التأثير في مجرى حياتهم وتسيطر مشاعر الأنانية وحب الذات وتغليب المصلحة الشخصية على مصلحة المجتمع على سلوكهم، كما تنقلب المفاهيم والقيم في عقلية البعض فتصبح رغباته هي أساس الفضيلة والنظام والتقدم الاجتماعي·
الأنا المتضخمة، والتمحور حول الذات وتمجيدها، وعدم تقدير الآخر أو حتى إلغاءه كلها يمكن أن تعطل مسيرة أي عمل·· فماذا لو عملنا جميعا للحد من هذه الظاهرة وتم الإجماع على أن التفاعل يجب إن يتم لتحقيق المصلحة العامة، هل يمكن أن يتحقق لنا هذا؟
'دنيا الاتحاد' حاولت الوقوف على هذه المعضلة، وأسبابها، ونتائجها على الفرد والمجتمع من خلال هذا التحقيق·
مركزية الذات
في البداية يقول د· نجيب الحصادي رئيس قسم الفلسفة بجامعة الإمارات العربية: 'من وجهة نظر فلسفية، لا تشكل مركزية الذات مثلبة يتوجب درؤها أو نقيصة أحرى أن تصم صاحبها· لقد أصّل رينيه ديكارت رائد الفلسفة الحديثة رؤيته الأنطولوجية (الوجودية) والابستمولوجية (المعرفية) على الأنا، وتسنى له تأسيسا عليها إقامة مذهب يسوغ الإيمان بالله، ويبرهن شرعية ممارسة النشاط العلمي· أيضا دشن فرويد مفهوم اللاوعي وفصّل في اعتمالاته التي تشكل شخصية الفرد وتسبب ما قد تلقى من اضطرابات· وعنده، أن طبيعة الأنا السيكولوجية (التي تتجسد على مستوى مشاعر ورغائب ومخاوف لا واعية يتم كبتها بسبب انحرافات تحدث في علاقات الفرد المبكرة) إنما تقوم بدور فاعل في تفسير تصرفات الأفراد، وتمكن من التكهن بقادم مسلكياتهم'·
الأنا المتورمة
وأضاف د· الحصادي: 'من منحى آخر، للأنا المتورمة، التي تستبان في كثير من سلوكياتنا، أصول تاريخية واجتماعية لا سبيل للتغاضي عنها، خصوصا في مجتمعاتنا العربية· فالحط المستمر من شأن الفرد، وتغييبه عن المشاركة في صنع القرار، فضلا عن توظيف الجموع في تكريس توجهات أيديولوجية بعينها، إنما يسهم في الاستجابة بطريقة تعمل على توكيد الأنا أنى ما سنحت فرص توكيدها· وما يعرف في الأدبيات السياسية 'بالدولة الحاضنة' التي تقايض ولاء الأفراد بالتكفل بأبوتهم، بما تستتبعه من مناوأة لمؤسسات المجتمع المدني، إنما تكرس هذا التغييب 'للرعية' عبر مصادرة حقوق المواطنة، وتفسر هذا التوق إلى ممارسة ما يبدو في ظاهره محاولة لإعادة الثقة بالذات'·
وأوضح قائلا: 'بطبيعة الحال فإن تفسير ظاهرة الإعلاء من شأن الذات لا يعني بحال محاولة تبريرها، بل هو أقرب لأن يكون محاولة لرصد الظاهرة توطئة لعلاجها· حتى على أبسط المستويات، تحاول الذات إحراز مكاسب لا حق لها فيها· فمن يقوم بعمله يهمه غالبا أن يعرف المستفيد من خدماته أن بمقدوره ألا يقدمها له، دون أن يتعرض لأي عقاب، وأن تقديمه إياها عمل أجدر أن يثاب عليه من قبل المستفيد منها، أقله بأن يذكر له 'حسن صنيعه'· ولا ريب أنه ما كان للمرء أن تحدثه نفسه بأن يستثمر قيامه بواجبه في تحقيق مآرب شخصية يعوزها النبل لو كان يعرف أن قيامه بذلك يعرضه للمساءلة والعقاب· هذا يعني أن المؤسسات الرسمية، بما تعانيه من تسيب رقابي، مسئولة بدورها عن تفشي ما يرتبط بتضخيم الأنا من سلبيات'·
الوازع الديني
ويرجع د· عبد الرحمن عزي منسق برنامج الاتصال الجماهيري تضخم الأنا لدى الأشخاص إلى 'غياب الوازع الديني، وقلة المعرفة والتجربة ثم معاشرة من تكبر عندهم الأنا'· مشيرا الى الأثر الكبير الذي تتركه تجربة الطفولة النفسية على الفرد، فالطفل إذا عاش 'اضطهادا' في الصغر فقد يعوض عن ذلك بتضخيم أناه في الكبر· وبشكل عام، قد يكون تكبير الأنا تعويضا عن نقص ما يعانيه الفرد· فتكبير الأنا حالة من عدم التوازن، أي حالة مرضية·
وأضاف د· عزي بأن تضخيم الأنا قد يكون ظاهرة فردية أو اجتماعية إذا انتشر حالها في أوساط المجتمع· أما القول بأن هذه الظاهرة تعود إلى غياب الديمقراطية في المنطقة العربية فذلك أمر جدلي· فتضخيم الأنا ظاهرة موجودة في شتى المجتمعات أما كونها انتشرت في المنطقة العربية فليس هناك إحصائيات تدل على ذلك· وإذا كان الأمر قائما نظريا على الأقل فمرد ذلك 'التخلف' عامة و انحسار القيم في حياة الناس· ولفت الى انه اذا كان الإعلام مقصرا في نشر الوعي بهذه الظاهرة فالمسؤولية مشتركه بين وسائل الإعلام والمؤسسات الاجتماعية الأخرى كالعائلة و المدرسة والمسجد وغيرها·
ويقول محمد مصطفى سعيد عوض الأخصائي الاجتماعي بمدرسة فلج هزاع: 'في عصر التطور والحياة ذات الإيقاع السريع ارتفعت حدة القلق والتوتر مما انعكس على علاقاتنا بالآخرين وزاد من فرص تغليب المصلحة الخاصة على مصلحة الآخرين حتى ولو كانت مخالفة لديننا الإسلامي'· مشيرا إلى أن التنشئة الاجتماعية للفرد في الأسرة والمدرسة والمجتمع لها دور كبير في التأثير على فكره واتجاهاته ونظرته إلى المستقبل لتحقيق مصلحته· من هنا ربما يتولد شعوره بالأنا المتضخمة والتمحور حول ذاته وتمجيدها· ويرجع هذا الشعور لعدة أسباب منها: التنشئة الأسرية والمدرسة التي تساهم في اكتساب هذا الشعور الذي يساعد الفرد على التمحور وعدم تقدير الآخرين، وكذلك عدم شعور الفرد بالأمن والطمأنينة في مجتمعه نتيجة للعلاقة بينه وبين الآخرين؛ فالتهديد الذي يمس شروط حياته والتغير الخارجي المستمر وغير المتوقع، وانعدام شروط العدالة في حياة الفرد كل ذلك ساعد على زيادة الشعور بالأنا· ويؤكد محمد مصطفى بان السلوك الايجابي والممارسة الحسنه في ظل ضوابط الأخلاق وحسن التعامل مع الآخرين، هو الذي يقود إلى الاقتناع والالتزام·
المخرجات التربوية
ويقول بان التربية من منظور إسلامي هي منهج متكامل في بناء إنسان يعيش في سلام مع النفس ومع أفراد المجتمع بالبذل والمحبة والتعاون والشورى من خلال الانتفاع المتبادل· انه الأسلوب التربوي الذي يعين الفرد المسلم على إعداد ذاته وتوجيه مسلكه ورعاية أسرته وطريقة تعامله مع أفراد مجتمعه· وبهذا المنهج التربوي يستطيع الإنسان أن يتغلب على ذاته وأنانيته ليصبح قادراً على التواصل مع الآخرين وتقديم المنفعة لهم دون أي خلل في نظام الحياة اليومي·
وأضاف محمد مصطفى بأن مدارسنا اليوم ونحن في بداية القرن الحادي والعشرين قادرة على تأسيس جيل واعٍ من أبنائنا قادراً على التعاون والبذل والعطاء والتواصل مع الآخرين دون النظر إلى مصلحته الشخصية، وذلك من خلال بناء منهج تعليمي وتوظيف الأساليب التعليمية التي تدفع بالفرد إلى كبت ذاته من اجل المصلحة العامة، وتعزيز المفاهيم التربوية القائمة على التعاون والبذل والعطاء بدون مقابل ذاتي، والانفتاح على المجتمعات الأخرى دون تحفظ وتطبيق مبادئ ديننا الإسلامي الذي يرسخ فينا الديمقراطية السمحة ويحثنا على التعاون من اجل بناء مجتمعاتنا ويعزز فينا احترام فكر الآخر·
وأكد على أهمية دور الإعلام في توجيه الأفراد نحو بناء الديمقراطية وممارستها، مشيرا إلى إن الإعلام هو عنصر من عناصر النظام الاجتماعي وعندما يقوم بدوره الايجابي في بناء المجتمع دون تحيز لفكر معين والكشف عن الفساد في المجتمع وإتاحة التعبير الديمقراطي الذي يخدم تطوير المجتمع وغرس مفاهيم المصلحة العامة بين أفراد المجتمع، فإذا تحقق للإعلام هذا الدور فإنه يستطيع أن يسهم مع التربية في تعديل وحماية المجتمع من الانزلاق في الأنا،
ثقافة المجتمع
من جانبها تقول الدكتورة شيخه الطنيجي مساعد عميد كلية التربية لشئون الطاليات بأن الأنا تتضخم عند الأشخاص بدعم من الأسرة أولا ثم من الأفراد المحيطين بالشخص سواء في المدرسة او الأقارب او حتى زملاء العمل، ومن المؤسف أن الثقافة الاجتماعية لدى كثير من الأسر في مجتمع الإمارات ترفع الأنا التي لا مبرر لها في كثير من الأحيان، حيث تعتمد على المظاهر المادية الخاوية والتي تعكس هوية الشخص· وتشير الى ان حالات الأنانية الموجودة في المجتمع العربي دعمتها ثقافة المجتمع وعلى رأسها الأنظمة السياسية حيث يسود التنافس غير الشريف على المناصب وتفتح الأبواب للغيبة والنميمة التي عادة ما يستخدمها الأشخاص المرضى اجتماعيا والذين يحاولون إثبات ذواتهم بإنكار جهود الآخرين حتى يبرزوا لرؤسائهم او أصحاب المناصب العليا وهؤلاء يطلق عليهم المتسلقين والمنافقين·
ظاهرة نفسية اجتماعية
ويقول الدكتور جواد فطاير رئيس قسم الاجتماع بجامعة الإمارات: 'ليس الخلل في الذات بنفسها بقدر مل هو خلل في الكيان الاجتماعي العام خاصة في ظل الصبغة التي يأخذها المجتمع الحديث، فهناك استغراق وتركيز هائل على المصالح الذاتية وهي المنبع الذي تقوم عليه الأنا، إضافة الى رؤية الأمور من وجهة نظر شخصية بدلا من النظر إليها نظرة عامة تحتمها حياتنا والقيم الكبرى التي نرتبط بها، مثل: حب الوطن والدين والتي تعتبر محركات ذاتية نستخرج منها رؤيتنا للأمور وتعاملنا مع الآخر·
ويشير فطاير إلى أثر العوامل النفسية التي تخضع لها التنشئة الاجتماعية، ويطالب بتوخي الحذر في التعاطي مع الثقافة الغربية خاصة وأنها من الثقافات التي تركز على المصالح الذاتية وحرية الفرد التي قد لا تتفق مع طبيعة مجتمعاتنا وتقاليدها وقيمها ومعتقداتها، مشيرا الى ان هذا الخلط يؤدي الى عدم التنسيق مع الثقافة الأخرى مما يؤدي بدوره الى ظهور الشخصيات المضطربة المفعمة بالأنا المتضخمة وحب الذات والاستغراق في إشباعها· وقال: ليس هنالك إمكانية للحياة اذا ما انفصلنا عن الواقع الذي نعيش فيه· ولفت الى ان المجتمع الغربي حقق إنجازات واسعة على الصعيد العلمي والتقني والمادي ولا يوجد له منافس في هذا الإطار لكن فيما يتعلق بالجزئية الاجتماعية والنفسية في تلك المجتمعات فحولها علامة استفهام كبيرة وبحاجه إلى عناية·
ضبط اجتماعي
وأضاف الدكتور فطاير: الإنسان مجموعة من الأفكار والغرائز والعواطف التي تحتاج الى تنسيق وضبط اجتماعي، وما تضخم الأنا أو تورمها إلا انعكاس لوجود خلل في وسائل الضبط· ولسوء الحظ أصبحت الآن مثار سؤال في واقعنا العربي نظرا لنمو ذلك النمط من الشخصية بشكل واسع· ومما لا شك فيه أن للإعلام أهمية قصوى في المساهمة بحملة للتوعية بطبيعة علاقة مجتمعاتنا الشرقية ببقية العالم وخاصة المجتمع الغربي، حيث نحتاج الى وقفة حيال التغيرات التي تطرأ على المجتمع من خلال منظومة العلاقات الاجتماعية الحالية التي تفرض نفسها، ناهيك عن الأهمية الكبيرة لدور الأسرة والمؤسسة الدينية والمدرسة والمجتمع في ترسيخ القيم والمعايير والمعتقدات التي تعكس طبيعة مجتمعاتنا العربية والإسلامية·
الدين
ويقول سعيد محمد الشرقي مدير مستشفى العين الحكومي بأنه للحد من هذه الظاهرة يجب أن نبدأ من الأسرة ومن ثم شرائح المجتمع لان شخصية الإنسان وحجم الأنا وقوة الضمير تتكون في مراحل متعددة اعتمادا على عوامل ذاتية داخلية يحددها النمو الصحيح للضمير، وهو حلقة وصل بين العقل الباطني والعقل الظاهري إضافة إلى العوامل الخارجية كالأسرة والمقصود بها الوالدين والأخوة وكذلك الأقرباء والأصدقاء والمجتمع، ثم يتبع ذلك المؤشرات التي تأتي من المدرسة بما فيها من مناهج تربوية وتعليمية· وفي كل مراحل نمو الإنسان تتأثر الشخصية بشكل ايجابي أو سلبي تبعا لثقافة ذلك المجتمع، وبالنسبة لمجتمعنا يحتل الدين الوزن الأكبر، وكلما ابتعدنا عنه طرأت السلبيات التي يخشى منها المجتمع كتغليب المصلحة الخاصة على المصلحة العامة، وتنشأ النزعة الفردية التي تريد ان تشبع رغباتها دون النظر إلى الآخر أو حتى الشعور بوجوده، وأوضح بان الدين الإسلامي جاء بقيم تربوية وأخلاقية عليا ونظام متكامل يحدد المسؤوليات والعلاقات بين أفراد المجتمع وكذلك علاقة الإنسان مع الله تعالى وهي جميعها تخاطب العقل والضمير لدى الإنسان·
وأكد الشرقي على دور الإعلام الكبير في تنوير وترسيخ مبدأ العمل الجماعي والتفاعل بين الناس كل حسب إمكانياته بما يخدم المصلحة العامة، مشيرا إلى أن علاج تضخم الأنا هو الأصل في الوقاية والذي يبدأ حتماً بالعائلة وفي مرحلة مبكرة·
شدة الدوافع الغريزية
أما الدكتور الزين عباس عمارة استشاري الطب النفسي بمستشفى النور فيرى أن تضخم الذات (َُىُّفٌنَى ُهم) قد يكون أحد حيل النفس الدفاعية للهروب من آلام الشعور بالنقص، وهي تعكس حالة من ضعف الوازع الأخلاقي لدى الفرد في كبح جماح رغبته في الاستحواذ وشد الانتباه ولفت الأنظار إليه بصورة مستديمة حتى لو كان على حساب الآخرين، وإذا لم تتهيأ الظروف التي تساعده على تغيير هذا النمط من السلوك تصبح حالة مرضية·
وأضاف إن من أكبر العوامل التي تقود إلى تضخم الذات أو سيطرة (الأنا الدنيا) هي شدة الدوافع الغريزية لدى الإنسان وهي سمة من سمات عدم النضج والرغبة الملحة في تحقيق الملذات والرغبات الحسية العاجلة، ومن العوامل المشجعة ضعف الأنا العليا أي الضمير وهو مجموعة القيم والتقاليد والمثل والأعراف التي تحكم سلوك الفرد داخل الجماعة، وبمعنى آخر سوء التكيف الانفعالي مع الذات والآخرين نتيجة ضعف النشأة الاجتماعية في الطفولة وفقدان القدرة على التطبيع مع الجماعة في المراحل الأولى من نمو الإنسان·
برامج تربوية للأطفال
وأشار دكتور الزين الى إن غياب الحرية في شتى صورها يقود إلى ضعف القدرة على التعبير، والحاجة إلى التعبير في أي مرحلة من مراحل الحياة ضرورة أساسية في النضج العقلي الانفعالي وتنمية القدرات في مواجهة الأزمات والتعامل معها، ولذلك تلجأ كل المجتمعات المتقدمة إلى تقديم برامج تربوية للأطفال، ومساحات من الحرية للكبار للتعبير عن آرائهم ومشاعرهم بحيث لا يضطرون إلى الكبت الذي يقود إلى الإحباط الذي يؤدي بالضرورة إلى الشعور بالعدوان الذي يؤدي العنف اللفظي أو الحركي في القول أو الفعل·
وأكد على إن للإعلام دور أساسي ومحوري في التوعية والتنوير، والمطلوب منا أن نجسد حقيقة 'العلم نور' وتطبيقها في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة بحيث توفر المعلومة الصحيحة والخبر الصادق والرأي السليم الذي يشكل ثقافة المجتمع الذي يعيش فيه الفرد، ولهذا يصبح الإعلام رائداً في حركة تطوير الإنسان ومحاربة تضخم الأنا وترسيخ الأفكار الجماعية وتعميق مفهوم احترام الذات والآخرين لكي لا يصبح الإنسان ترساً يدور حول ذاته ولا يصبح المجتمع جزيرة معزولة في بحر الحياة فيميل إلى الأنانية والأثرة والادعاء ومناهضة القيم الاجتماعية ومصادمة الآخرين، ولا يصبح المجتمع سوراً يعزل أفراده عن التعامل مع بقية المجتمعات أو التلاقح مع بقية الثقافات·