أحمد السعداوي (أبوظبي)
غرس ثقافة التفوق من أهم الأدوار التي يمكن أن تقوم بها الأسرة في حياة أبنائها، ولا يقتصر التفوق على الناحية الأكاديمية، حيث هناك أوجه عديدة، فحين يسعى الأبناء إليه يكتسبون سمات إيجابية كثيرة، منها زيادة الثقة بالنفس، وتنمية القدرات والمهارات، ما يجعلهم أشخاصاً ناجحين في حياتهم، ويأتي غرس التفوق بأساليب عدة، منها ذكر حكايات الأشخاص الناجحين، والدعم والتحفيز المستمر.
التفوق والسعادة
ويقول غانم المرزوقي، الموظف بإحدى الجهات الحكومية: إن التفوق أحد أسرار السعادة التي يبحث عنها البشر، لكن ليس بمقدورهم جميعاً الوصول إليها، لأن النجاح وتحقيق الطموحات يحتاج إلى إرادة قوية وعزم، مع الأخذ بالأسباب للوصول إلى مبتغانا، ولا بد من الجد والاجتهاد في حياتنا حتى نصير متفوقين، مشيراً إلى أن أفضل الطرق لتبيان أهمية التفوق لأبنائها، هو وضع القدوة والنماذج الناجحة أمامهم، يتعلمون منها قوة الإرادة. محمد أحمد، «رب أسرة»، أوضح أن أهم أساليب حب الأبناء للتفوق، بث روح التميز فيهم منذ نعومة أظافرهم، وخلال العملية التعليمية، مع التركيز على أهمية الاجتهاد والثقة بالنفس في كل ما نفعله بحياتنا، وأن نكرس لدى الأبناء القدرة على الوصول إلى أهدافهم، وأن لديهم إمكانات جيدة، يمكن استغلالها فيما ينفعهم. وتقول ياسمين عبدالفتاح، موظفة ولديها 3 أبناء في مراحل تعليمية مختلفة، إن أكثر ما تتبعه لتحفيز أبنائها على التفوق، هو سرد حكايات المميزين وأصحاب الإنجازات الكبيرة، رغم الظروف الصعبة والمعوقات التي واجهتهم في بداية حياتهم، سواء كان فقد أحد الأبوين، أو قلة المال وغيرها من العراقيل.
اختيار الأصدقاء
فيما اعتبرت داليا إبراهيم، وهي أم لخمسة أبناء، أن الدمج مع الأصدقاء المتفوقين من أهم الأساليب التي ترسخ في الأبناء ثقافة التفوق، وهذا يجعل الابن يستشف طريقتهم في الحياة، وحتى تنظيمهم لحقيبتهم المدرسية، وعلى الأبوين دائماً أن يتجنبا توبيخ الأبناء أمام الآخرين.
وأشارت الاستشارية الاجتماعية والأسرية، الدكتورة غادة الشيخ، إلى أنه على الوالدين فهم دوافع الابن للتفوق، والممثلة في الحاجة للتشجيع والتقدير والشعور بشخصيته، وعلى سبيل المثال حين ينجز الابن أي خطوة نشجعه على ذلك دون مبالغة وبحجم الإنجاز نفسه، من دون تقليل منه وعدم إشعار الطفل بالتقصير، كون ذلك ينفر الابن من الواجبات، ويقلل ثقته بنفسه، بشكل يعيق قدرته على الإنجاز، وعلى الوالدين أيضاً تعليم الابن المهارات ليقوم بها بنفسه، لا أن يقوم بها الآباء.
أهداف مرحلية
أكدت الاستشارية الاجتماعية والأسرية الدكتورة غادة الشيخ، أن أسلوب التدرج له أهميته في زرع الثقة لدى الأبناء، بأن نضع أهدافاً مرحلية تتناسب مع حالة الطفل، حتى نسد الفجوة بين الواقع والمأمول، وأن يكون الطموح متناسباً مع شخصية الطفل وعدم مقارنته بالآخرين، وإنما نقارنه بنفسه، والتطور الذي حققه مع التركيز على نظام المكافآت والتشجيع، والاهتمام بالمناسبات الخاصة بالابن، فهذا يجعل علاقتنا جيدة به، وبالتالي يسهل عملية التحفيز، وأن تكون إنجازاته محل تقدير، وكذلك محل تعاطف إذا أخفق، وأننا ندعمه باستمرار.