26 يوليو 2012
انشغل الكاتب والممثل أحمد بورحيمة، في السنوات الأخيرة، بالعمل الإداري سواء في فرقة مسرح الشارقة الوطني أو في إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في بالشارقة وانقطع عن الخشبة إلا من بعض إطلالات قصيرة في تكليفات فنية مثل “مساعد مخرج” أو “مدير إنتاج” أو إشراف إداري.
مثله مثل العديد من المسرحيين المتحركين في المجال حالياً بدأ أبورحيمة مع المسرح مطلع الثمانينات عبر الأنشطة المدرسية، وقد رافق إبراهيم سالم وحميد سمبيج وأحمد النابودة وعبدالعزيز المسلم وجمال مطر وسواهم في مدرسة “العروبة” التي عرفت نشاطاً ثقافياً كثيفاً وقتذاك، لا سيما عندما أشرف على النشاط الفنان عبدالله المناعي.
طريق
يستذكر بورحيمة تلك المرحلة مجيباً على سؤال “الاتحاد” عن أول عمل ابداعي شارك به ويقول “المناعي علمنا أن نحب المسرح وحثنا على ممارسته ودعانا إلى الانتساب لفرقة مسرح الشارقة الوطني وفي العام 1982 دعانا إلى المشاركة في مسرحية “ البوم” من إعداد ماجد بوشليبي وإخراج أحمد جلال وأنتجها مسرح الشارقة الوطني وكانت تلك أول تجربة تمثيل لي”. لم يكن بورحيمة قد التحق بالجامعة بعد وظل مخلصاً للمسرح ومواعيده في كل أوقاته؛ وقد تعمقت علاقته أكثر بكل من سالم وسمبيح ومطر بخاصة بعد مشاركتهم في مسرحية “ الطريق إلى القدس” من تأليف عبد المنعم عواد وإخراج بحر كامل التي قدمت في مهرجان الشباب العربي في الرياض 1983: من يومها صرنا أصدقاء يجمعنا المسرح بعروضه وقصصه ومغامراته وصعوباته وكل شيء يتعلق به”.
ثلة الأصدقاء ذاتها عرّفت بورحيمة على الفنان السوداني يحيى الحاج وعلى فرقة “المسرح الحديث” التي كانت تُعرف بفرقة “خالد” وقتذاك، اندغم بورحيمة في المجموعة أكثر وشاركهم بالتمثيل في مسرحية “صحوة المشلول” من تأليف عبدالمنعم عواد وإخراج يحيى الحاج وفي العام 1984 شاركت المسرحية في مهرجان المسرح الخليجي للشباب الأول، يستعيد بورحيمة تلك اللحظة، قائلا “أعتقد أن الناس عرفوني كممثل في تلك المسرحية، وقد لعبت دورا يجمع بين شخصيتي الناقد والشاعر، فمرة أكتب الشعر وفي مرة أخرى أتحول إلى ناقد لهذا الشعر.. كانت شخصية مركبة وقد اختبرت فيها التقنيات التي تعلمتها من الفنان يحيى الحاج الذي يعمل دائما بمرجعية تمثيلية ولذلك دائما ما تمتاز عروضه بقوة الأداء التمثيلي..”
وبعد تلك التجربة، شارك بورحيمة مع ذات المجموعة في مسرحية “بائع الدبس الفقير” تأليف سعد الله ونوس وإخراج يحيى الحاج سنة 1985، وهو يعتبرها تجربته الأهم على صعيد التمثيل ويقول “أسند لي الحاج دور البطل في المسرحية وقدمنا المسرحية في الدورة الثالثة لـ”أيام الشارقة المسرحية”، أي وسط جمهور نوعي ولقد وجدت أصداء واسعة”.
المسرح المدرسي
في سنته الأخيرة بالجامعة، نحو 1990، شارك بورحيمة كممثل في مسرحية “كوت بو مفتاح” التي مثلت الإمارات في مهرجان بغداد المسرحي، وهناك تعلم الكثير ويقول “تلك الدورة من مهرجان بغداد علمتنا الكثير.. شاهدنا أداءات تمثيلية لم نعهدها ورؤى بصرية مدهشة وإجمالا كان الأمر بالنسبة لنا تجربة مهمة جدا وخصوصا لوعينا المسرحي الذي كان يتشكل وقتها”.
عقب التخرج اشتغل بورحيمة في القسم المعني بالمسرح المدرسي في وزارة الثقافة وكان يرأسه الدكتور محمد يوسف، ومن بين من اشتغلوا هناك جمال مطر وحميد سمبيج وثلة أخرى من المسرحيين، وقد أحدثت هذه المجموعة نشاطا كبيراً، خاصة عندما حُوّل القسم إلى إدارة النشاط الثقافي وتولى الكاتب إبراهيم مبارك مسؤولية الأنشطة في الوزارة، يقول بورحيمة “تلك كانت الفترة الأخصب في سيرة المسرح المدرسي في الإمارات وبسبب من حيويتها بدأت القيادة تتلمس أهمية هذا النشاط إلى أن انتهينا إلى طرح فكرة مهرجان الخليج للمسرح المدرسي في سنة 2000 وانطلق تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حيث بدأ المسرح المدرسي يستعيد ألقه وتوهجه وبدأنا نحقق الكثير ولكن للأسف مع تقاعد إبراهيم مبارك عاد الأمر لتدهوره”.
الكتابة
يكتب بورحيمة الشعر الشعبي ويعتبر من المميزين فيه، إلا أنه يحصر نتاجه في نطاق ضيق لا يتجاوز الأصدقاء والمقربين، لكنه لم يبخل على الخشبة ببعض النصوص المسرحية المميزة، المشبعة بحسه الشعري وقد استهلها بنصه الأول “آه قلبي” الذي أخرجه محمد العامري 2005 لمهرجان أيام الشارقة المسرحية وحاز به جائزة “افضل عمل مسرحي” وفي ذات العام كتب “كانوا هنا” وهو نص لعرض جمع المسرح بالفلكلور وقدمته فرقة مسرح الشارقة الوطني في أرمينيا. أما تجربته الأخيرة في الكتابة المسرحية فكانت مع نص “دهن عود” 2006 وأخرجه محمد العامري لدورة 2007 من أيام الشارقة أيضا وحاز عبره على جائزة أفضل عرض مسرحي.
إدارة
وبدءاً من العام 2007 انتقل بورحيمة للعمل في دائرة الثقافة والإعلام ويشغل مدير إدارة المسرح بها إضافة إلى شغله إدارة مهرجان أيام الشارقة المسرحية وهو يشرف حاليا على الإعداد لإطلاق أول دورة من مهرجان للمسرحيات القصيرة في المنطقة الشرقية بالشارقة تحت رعاية صاحب السمو حاكم الشارقة.
المصدر: الشارقة