26 يوليو 2012
دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون امس المجتمع الدولي للتحرك من اجل وقف المجزرة في سوريا، وقال في خطاب أمام البرلمان في البوسنة احد بلدان البلقان الذي شهد إبادة في 1995 “اوجه نداء من قلب البوسنة والهرسك الى العالم اجمع.. لا تتأخروا، اتحدوا، تحركوا، تحركوا الآن لوقف المجزرة في سوريا”.
وإذ اشار الى قتل اطفال وسكان قرى بكاملها، اكد بان كي مون ان الامم المتحدة تبذل ما تستطيع وان على المجتمع الدولي ان يتحمل مسؤولية التدخل مجتمعا لانهاء الازمة. مقرا بان الامم المتحدة لم تكن على قدر مسؤولياتها خلال الحرب الطائفية في البوسنة بين العامين 1992 و1995 والتي تخللتها مجزرة سريبرينتشا، وان المجتمع الدولي الذي اخفق في منع المجزرة يتعرض لاختبار الآن في سوريا. لافتا الى ان المعلومات التي تصل من هناك تؤكد ان البلد ينزلق الى الحرب الاهلية بوتيرة متسارعة.
من جهته، دان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف امس موقف الولايات المتحدة من المعارضة السورية معتبرا انه تبرير للارهاب، واتهمها بعدم ادانة الاعتداء الذي اودى بحياة اربعة مسؤولين امنيين في دمشق في 18 يوليو. وقال في مؤتمر صحفي “انه موقف اميركي رهيب، وانني اعجز عن ايجاد الكلمات للتعبير عن موقفنا في هذا الشأن.. تبرير مباشر للارهاب”.
وانتقد لافروف سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة سوزان رايس، مؤكدا انها صرحت بعد اعتداء دمشق بأن على مجلس الامن التصويت على قرار يفرض عقوبات على سوريا، وهو القرار الذي استخدمت موسكو حق النقض (الفيتو) ضده. وقال لافروف “هذا يعني انه نحن (الولايات المتحدة) سنواصل دعم مثل هذه الاعمال الارهابية طالما ان مجلس الامن لا يفعل ما نريد”.
وحذر لافروف من ان المسلحين الذين سيطروا على معابر على الحدود السورية مع تركيا ربما يكونون حلفاء لتنظيم “القاعدة”. وشكك في المزاعم التي تقول ان الجيش السوري الحر المعارض هو من سيطر على المعابر الحدودية من ايدي القوات الحكومية. وقال “وفقا لبعض المعلومات لم يكن الجيش السوري الحر هو من استولى على نقاط التفتيش تلك.. مهما كان ما يعتقده البعض بشأن هذا، وإنما هي جماعات ذات صلة مباشرة بالقاعدة”. وأشار إلى أن الدول الغربية يجب ألا تتسرع وتحتفل بمكاسب معارضي الرئيس السوري على الأرض، واضاف “اذا كانت مثل هذه العمليات.. استيلاء ارهابيين على اراض مدعومة من شركائنا فيجب ان نتلقى اجابة على السؤال بشأن موقفهم من سوريا وما الذي يحاولون تحقيقه في هذا البلد”.
ودانت روسيا ايضا العقوبات الجديدة التي اقرها الاتحاد الاوروبي بحق سوريا والتي تنص على تعزيز اجراءات حظر الاسلحة التي تنقلها السفن والطائرات، معتبرة انها تشكل حصارا. وقالت وزارة الخارجية في بيان “ان الاجراءات التي اتخذها الاتحاد الاوروبي تعتبر في نهاية الامر حصارا جويا وبحريا، مؤكدة معارضتها للعقوبات أحادية الجانب، ومعتبرة انها غير مثمرة. وقالت “ان مثل هذه العقوبات لا تساهم في تطبيع الوضع في سوريا ولا تتطابق نصا وروحا مع خطة المبعوث العربي الاممي كوفي عنان”.
من جهة ثانية، قالت وزارة الخارجية الروسية إنها ابلغت الحكومة السورية بوضوح أن التهديد باستخدام الأسلحة الكيميائية غير مقبول. واضافت أن ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية عقد اجتماعا مع سفير سوريا في موسكو عرض خلاله “بشكل شديد الوضوح موقف روسيا بشأن عدم قبول أي تهديدات باستخدام أسلحة كيميائية”.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف ان نظام الرئيس السوري بشار الاسد قدم ضمانات اكيدة لروسيا بأن الاسلحة الكيميائية مخزنة في امان تام. وقال في مقابلة مع وكالة “ايتار تاس” “تلقينا ضمانات اكيدة من دمشق بأن هذه الترسانات الكيميائية مؤمنة بشكل كامل”. الا ان المسؤول الروسي حذر دمشق من خطر وقوع هذه الاسلحة بأيدي المعارضة المسلحة، ودعا مجددا الدول التي وقعت بروتوكول جنيف في 1925 الذي يحظر استخدام الغازات الخانقة او السامة او غيرها من الغازات الى احترام التزاماتها.
من ناحيته، أعلن جورج ليتل الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الأميركية أن المعلومات المتوافرة لدى الوزارة تشير الى أن السلطات السورية شددت إجراءات الحراسة على مخازن الأسلحة الكيميائية، وقال “إن السلطات السورية تتحمل مسؤولية تأمين مثل هذه المخازن، وواشنطن تراقب الوضع حول الأسلحة ويبدو أن السلطات السورية قامت بتأمين مخازن الأسلحة خلال الفترة المذكورة.
وطالب وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله مجددا سوريا بضمان الحفظ الآمن لمخزون الأسلحة الكيميائية، وقال في لقاء مع صحيفة “نويه اوسنابريوكر تسايتونج” “إنه على كل القوى السورية العمل بشكل مسؤول من أجل تأمين مخزون الأسلحة الكيميائية في حال وجودها”.
وحذر وزير الخارجية الاسرائيلي افيجدور ليبرمان مجددا امس من ان اسرائيل سترد فورا وبأشد طريقة ممكنة في حال نقل أسلحة كيميائية سورية الى “حزب الله” اللبناني. وقال متحدثا للاذاعة العامة “ان رصدنا نقل أسلحة كيميائية سورية الى حزب الله، فسوف نتحرك بأشد طريقة ممكنة”. وقال ان عملية كهذه ستشكل سببا للحرب، موضحا ان ذلك خط احمر ينبغي عدم تخطيه، وان هذه الرسالة نقلت الى الاوروبيين والاميركيين والامم المتحدة وروسيا”.
موسكو تعرض استضافة حوار للنظام والمعارضة
نيويورك (ا ف ب) - أعلن السفير الروسي لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين امس، أن بلاده مستعدة لتنظيم اتصالات في موسكو بين النظام السوري والمعارضة بهدف تسهيل اجراء حوار بين الاطراف السوريين. وقال خلال نقاش في مجلس الامن «إن روسيا تنوي مواصلة العمل بهدف اتخاذ قرارات تستند الى تفاهمات والدفع في اتجاه حوار بين الاطراف السوريين». واضاف «لتحقيق ذلك، نحن مستعدون لنوفر منصة في موسكو للمعارضة والحكومة بغية اجراء اتصالات بهدف توحيد المعارضة، تمهيدا لمفاوضات مع الحكومة السورية».
وسبق ان تقدمت روسيا باقتراح مماثل في مايو الماضي من دون ان يسفر عن نتيجة. وانتقد تشوركين الولايات المتحدة التي تحدثت عن نيتها الالتفاف على مجلس الامن، وقال «حسنا، لكنكم (الاميركيون) ستتحملون مسؤولية تداعيات هذه الاعمال والتي قد تكون كارثية».
المصدر: عواصم