عدد اليوم
عصام أبو القاسم (الشارقة)
إلى أي مدى يمكن لدراسة الكتابة الإبداعية في المعاهد والجامعات أن تسهم في ظهور كتّاب جدد، وإلى أي حد من الجودة يمكن أن يصل مستوى الكاتب حين يتعلم أصول الكتابة أكاديمياً، وهل كونك مدرساً للأدب يعني بالضرورة أن لك القدرة على الإبداع الأدبي؟ بهذه الأسئلة استهلت ندوة «إبداعات سردية» التي نظمت في إطار البرنامج الثقافي المصاحب للدورة 37 من معرض الشارقة للكتاب واحتضنتها قاعة «ملتقى الأدب» مساء أمس الأول، وقدمتها وأدارتها الكاتبة الإماراتية إيمان بن شيبة.
وفي بداية الندوة، تحدث الكاتب الكويتي طالب الرفاعي، مؤكداً أن الكتابة الإبداعية «شيء معقد»، لا يمكن الإحاطة به إحاطة تامة، وقال إن دراسة طرائق الكتابة الإبداعية لا تصنع كاتباً، ولكنها قد تساعد في تمكين الطالب بعض الأدوات ويبقى أن عليه أن يجد «روح الإبداع» ليبدع. وذكر الرفاعي أن «مقررات الكتابة الإبداعية في الجامعات تخاطب الوعي..»، مشيراً إلى أن «الدراسة» تعزز الخبرة الإبداعية لدى المبدع الموهوب ولكنها لا تفعل أكثر من ذلك، مؤكداً أن «الأدب موهبة لا مجرد شهادة أكاديمية». لافتاً إلى أن الجامعات الغربية تستقبل سنوياً المئات من الراغبين في دراسة الأدب إلا أنها تنتقي منهم خمسة أو عشرة بعد اختبارات عدة ما يدل على الطالب الذي يدرس الإبداع ينبغي أن يكون لديه الاستعداد الفطري أو الموهبة.
وفي مداخلته قال الروائي إبراهيم نصر الله انه مع مبدأ تدريس الكتابة الإبداعية أكاديمياً برغم من أن الأمر لا يخلو من تعقيد. وتابع قائلا «يمكن أن تكون مدرساً للأدب من دون أن يعني ذلك أن لك قدرة الكتابة؛ فلا مبادئ أساسية للكتابة الإبداعية يمكن تعلمها وتعليمها».
وذكر الكاتب، الحائز على جائزة بوكر العربية 2018، أنه تعلم في مدارس لا تشجع على الكتابة الإبداعية، وقال إن الأسر في مجتمعه الفلسطيني كانت تبعد أولادها عن القراءة (خارج الإطار الأكاديمي)، وشرح قائلاً «الوعي يصبح خطراً في مجتمع كمجتمعنا» في إشارة إلى القبضة الأمنية المتشددة.
واختتم نصر الله حديثه بالقول «لا أعرف المبادئ الأساسية لكتابة الرواية ولكن بعضهم يعرف أساليب الكتابة بحكم القراءة، وقد يكون عاش حياة مفعمة بالتجارب أيضا..»، وأضاف «حتى على صعيد تجربة الكاتب الواحد فهو يمكن أن ينجز عملاً ناجحاً ويليه بآخر لا يحقق النجاح».
