الإثنين 14 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 39 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العقل آية على قدرة الخالق ودليل التائهين ومرشد الحائرين

العقل آية على قدرة الخالق ودليل التائهين ومرشد الحائرين
30 يوليو 2013 21:27
العقل من أعظم النعم يميز به الإنسان بين الحق والباطل، وبين الخير والشر، وبين النافع والضار، أودعه الله بدن الإنسان يدرك به الصلاح من الفساد، ويدرك به المعلومات الصحيحة النافعة والمعلومات الخاطئة، ويفرق به بين الذوات، ويناط به التكليف الذي يترتب عليه الثواب والعقاب اختص الله عز وجل به الإنسان، وميزه عن سائر المخلوقات، فقد جعله بالعقل يدرك حقائق الوجود، ويميز بين الحق والباطل والحلال والحرام، وبه يهتدي إلى تحقيق المصالح واتقاء المضار، وبه يتواصل مع بني جنسه. (القاهرة) - العقل مقره القلب كما دل على ذلك الكتاب والسنة، قال الله تعالى: (أفلم يسيروا في الأرض فتكون لهم قلوب يعقلون بها)، «الحج: الآية 46»، وقال: (ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها)، «الأعراف: الآية 179»، والعقل وإن كان مقره القلب فله تعلق وارتباط بالدماغ وثيق يتصرف فيه. وقد مدح الله أصحاب العقول السليمة فقال: (إن في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب)، «آل عمران: الآية 190»، قال ابن كثير أي العقول التامة الزكية، التي تدرك الأشياء بحقائقها على جلياتها، وليسوا كالصم البكم الذين لا يعقلون فقد كرم الله الإنسان فجعله يمشي قائماً منتصباً على رجليه ويأكل بيديه، وغيره من الحيوانات يمشي على أربع ويأكل بفمه، وجعل له سمعاً وبصراً وفؤاداً يفقه بذلك كله وينتفع به. مناط التكليف وقد ذم الله أصحاب العقول الغافلة عن دينه فقال: (إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون)، «الأنفال: الآية 22». والعقل هو مناط التكليف، وإدراك الأشياء وفهمها، وهو الذي تكلم عليه الفقهاء في العبادات والمعاملات وغيرها من مدارك الإنسان وأسباب معرفته وعلمه وقال تعالى: (وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون)، «المؤمنون: الآية 78». فالعقل بمثابة ملكة تميز الإنسان عن باقي الكائنات الأخرى على مستوى السلوك والتفكير ويختلف من شخص لآخر وعلى هذا الأساس يتم التمييز بين العاقل والفاقد للعقل أو مختله أو ناقصه ولقد نشأت على مدى العصور فلسفات كثيرة تناولت شأن العقل فمنها من قام بإعطائه السلطة المطلقة، ومنها ما عطل العقل في فهم الحياة وجاء الإسلام الذي أعطى العقل أهمية واضحة فهو الأساس في الفهم فلولاه لما فهمت النصوص ولما استنبطت الأحكام. دليل التائهين قال ابن الجوزي أعظم النعم على الإنسان العقل، لأنه الآلة في معرفة الإله سبحانه والسبب الذي يتوصل به إلى تصديق الرسل هو دليل التائهين ومرشد الحائرين وغنى الفقراء وسلوة المحزونين ودليل الناصحين. وقسم الله العقول بين عباده كما قسم الأرزاق فسعيد مغتبط بعقله وشقي معذب يهديه عقله إلى كل شر فإذا تم، تم معه كل شيء وإذا ذهب، ذهب معه كل شيء فهو عنوان الرشاد وعمود السعادة به يسعد الإنسان في حياته وبه يدبر أموره وشؤونه، فهو أساس الفضائل وينبوع الآداب، أوجب الله التكليف بكماله، والعقل السليم يقود إلى الحق وإلى صراط مستقيم، يتجه إلى ما يوجه به الدين من العدل والإحسان، وإنكار الفساد والعدوان. وفي القرآن الكريم آيات تدعو العقل إلى النظر والتفكر فيما خلق الله ليزداد الإيمان ويقوى الثبات على الدين، وذلك برهان واضح على مكانة العقل في الإسلام، إذ العقل جارحة التفكير والعلم ثمرته، وكل ما ورد في القرآن من حث على التفكر، هو إعلان عن فضل العقل وإيحاء بالعمل على تربيته وتقويته، ولذلك بّين الله تعالى أن إهماله في الدنيا سيكون سبباً في عذاب الآخرة، حيث قال سبحانه إخباراً عما يجري على ألسنة الذين ضلوا ولم يستعملوا عقولهم في معرفة الحق: «وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير». عظمة الخالق العقل آية عظيمة تدل على عظمة الخالق توصل إلى الإبداعات والاختراعات الهائلة من السيارات والطائرات والتقنية العجيبة من الأجهزة الأوتوماتيكية والدين لا يكمل إلا به ولا يزين الحياء إلا هو. و كل شيء إذا كثر رخص إلا العقل، فإنه إذا كثر غلا، ولذا سئل كثير من التابعين عن أفضل ما أعطي العبد فأجابوا العقل تطلب به الآخرة. وجاء عن بعض التابعين أن الشيطان لم يكابد شيئاً أشد عليه من مؤمن عاقل وأن مئة جاهل أسهل على الشيطان من مؤمن عاقل. إن العقل نعمة يجب على من أوتيها أن يشكر الله عليها شكراً عملياً بأن يحافظ عليه مما يكدر صفوه ويطمس نوره ويفسد صلاحه، إنه أمانة عظيمة يجب حفظها والعناية بها وحراستها من الشهوات والشبهات. العلم بالخير فالذي لم ينتفع بعقله في معرفة الحق والعمل به، ومعرفة الباطل واجتنابه، والعلم بالخير والمسارعة إليه والعلم بالشر وبغضه والابتعاد عنه، فهو من الخاسرين، فمن عطل عقله عمّا خلقه الله له شقي في الدنيا وخزي في نار جهنم، ولا ينفعه ما تمتع به في الدنيا، ولا يدرك الإنسان مدى نعمة العقل التي وهبه الله إياها إلا بعد رؤيته لحالات ممن ابتلوا بفقدان هذه النعمة، حيث هناك العديد من التائهين في الشوارع من الذين حرموا هذه النعمة يفترشون التراب، ويكتسون بلون الأرض لما يلتصق بهم من وأوساخ وتظهر أجسادهم عارية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض