2 أغسطس 2011 22:34
لم تقبل آمنة الزعابي صاحبة مشروع “عبايتي”، أن تكون أفكارها في إطار العادي والتقليدي، بل بكل عزيمة تفننت أن تضيف أفكاراً جديدة بحكم عملها في هيئة الأعمال الخيرية بعجمان، منسقة للأنشطة والفعاليات باللجنة النسائية، فمن دولابها الشخصي بدأ مشروع فكرتها، فهي كلما تفتحه ترى الكثير من العبايات التي تزينها نقوش ذات الأصفر الكموني الممتزج بالبني، والأخضر الزمردي، والأحمر، والأبيض الكريمي، بينما البعض الآخر منها صمم بتطريزات ونقوش عربية الخطوط والروح بخيوط رمادية، وسوداء، وذهبية، وفضية، متميزة تلك العبايات بفخامتها الشديدة، وتنفيذها الراقي والمتقن، وأفكارها المفاجئة، ما يجعلها عباءات خاصة بالمناسبات الراقية أحياناً وأحياناً أخرى للعمل.
أسر متعففة
وتقول آمنة الزعابي: “عبايتي”، هو ليس اسم محل متخصص في بيع العبايات النسائية، وإنما مشروع انبثق من فكرة راودت إحدى الفتيات الإماراتيات، وتم تنفيذه على أرض الواقع وبسعيها الدائم لعمل الخير انطلق هذا المشروع الإنساني منذ أسابيع قليلة، حيث يهتم بشريحة الأسر المتعففة والفقيرة داخل الدولة، حيث يتم توزيع العبايات المستعملة على هذه الأسر المتعففة والفقيرة في الدولة، والمسجلين في هيئة الأعمال الخيرية والذين يتجاوز عددهم 4000 أسرة موزعة في إمارة عجمان وأم القيوين ورأس الخيمة ودبي.
دولابي الخاص
وتضيف الزعابي بكل ثقة وابتسامة، وتقول: تبلور هذا المشروع من مخيلتي، عندما رأيت العبايات التي يعج دولابي الخاص بها، وكيف يمكن أن أستفيد منها في مشروعي، بحيث تحصل عليها أخريات من الفقيرات والمحتاجات إليها أكثر مني خاصة أن لدي الكثير من العبايات التي لا أستخدمها، ولكن نظراً لظهور الكثير من التصاميم الجميلة والمختلفة في كل فترة أصبحنا نقوم بتفصيل وخياطة العبايات من فترة لأخرى، تماشياً مع الموضة دون أن ندرك عددها، فمرة نخصص عبايات للمناسبات وأخرى للعمل وثالثة للسهرة. وتوضح “طرحت هذه الفكرة في هيئة الأعمال الخيرية بعجمان وفي مقر اللجنة النسائية بالهيئة وقوبلت بالموافقة”. هنا ارتسمت الفرحة على شفاه الزعابي قائلة: من أجل نجاح هذا المشروع والإعلان عنه استعنت بشبكة الإنترنت لنشره باعتبارها الأكثر انتشاراً والأكثر سرعة في توصيل الفكرة لأكبر شريحة من النساء، موضحة “لم تمر أيام إلا وكانت ردة فعل الجميع مبشرة بالخير، حيث رحبت الكثيرات منهن بالفكرة وبدأت العبايات تتوافد علينا بكثرة، منها عبايات عملية وأخرى تصلح للمناسبات وتنوعت المقاسات لجميع الفئات العمرية من الفتيات وكبيرات السن”.
فكرة المشروع
عن هذه الفكرة التي تحققت وتفاعل الكثير معها كعمل خيري، توضح الزعابي “فكرة المشروع تعتمد على تجميع العبايات المستعملة وغير المستعملة وتوزيعها على الأسر المتعففة والفقيرة، بشرط أن تكون تلك العبايات التي نتسلمها من المتبرعين نظيفة بالدرجة الأولى، وبحالة ممتازة وصالحة للاستخدام ومعبأه بأكياس ومرتبة”، مشيرة إلى أنه “لم نحدد الكمية المطلوبة لمن يتبرع بالعبايات، بل العدد مفتوح فهناك من تبرع من السيدات بأكثر من 10 عبايات مختلفة المقاسات والموديلات، وأخرى تبرعت بحوالي 35 عباية لم تستخدم إلا مرة واحدة وصممت عند أشهر مصممي العبايات ومكلفة وباهظة الثمن”.
وتضيف “الكثير من النساء يملأن دواليبهن بعدد كبير من العبايات ولا يعرفن كيفية التصرف بهذا الكم الهائل، ولكن مع هذا المشروع يمكنهن التبرع بها ويستطعن التخلص منها، فضلاً عن الأجر الذي سوف يحصلن عليه من وراء فعل الخير ورسم البسمة على وجوه الأسر الفقيرة والمتعففة، والتي تكون فتياتها غير قادرات على شراء أو تفصيل عباية جديدة”.
نجاح كبير
وحول كيفية توزيع تلك العبايات على الأسر وآلية العمل، توضح الزعابي “تم تجهيز فريق العمل المختص وتوزيع المهام، وتعميم الفكرة على المؤسسات داخل الدولة للمشاركة في المشروع، وبالفعل لاقى المشروع نجاحاً كبيراً، حيث بدأت بعض المؤسسات بتنفيذه”. وتتابع “وصل لدينا حاليا الكثير من العبايات ذات الأحجام والتصاميم المختلفة والمقاسات المنوعة، حيث سيتم تجميع تلك العباءات المعبأة بأكياس والتي وصلت إلى هيئة الأعمال الخيرية بعجمان وستوزع على بقية المكاتب التابعة للهيئة”. مشيرة “أغلب الأسر المحتاجة والفقيرة هم عائلات من الجنسيات العربية، وتحصل كل عائلة، بحسب أفراد النساء والبنات فيها وبحسب عددهن، بحيث تحصل كل واحدة من الفتيات على (عباءتين)”. وتضيف “أكثر من ساهم وتبرع هن نساء متزوجات، حيث لديهن الكثير من العبايات باهظة الثمن ولم تلبس إلا مرة أو مرتين، إلى جانب بعض الفتيات اللاتي ساهمن في التبرع بمجموعة كبيرة لهن”. مؤكدة “المشروع ما زال في بدايته، وهو مستمر إلى عيد الفطر المقبل، لكن ما وصل لدينا يفوق التوقعات، فالجميع ساهم وشارك بمجرد معرفته بالفكرة. وها نحن في شهر الخير والرحمة والمغفرة شهر رمضان، الذي لا بد أن نستغله في عمل الخير ومساعدة المحتاجين، وهي فرصة لا تعوض لمن يبحث عن الأجر والثواب فمن خلال التبرع بهذه العبايات سنزرع البسمة والفرحة في قلوب تلك العائلات المحتاجة”.
آفاق جديدة
الهدف من المشروع، بحسب الزعابي، هو “تعزيز مفهوم المسؤولية المجتمعية وتحقيق الهدف الأسمى، وهو خدمة المحتاجين داخل الدولة من الأسر الفقيرة والمتعففة، إلى جانب فتح آفاق جديدة مع المؤسسات بمشاريع وأفكار جديدة، وتنمية روح العمل التطوعي في النفوس، وإدخال البهجة والسرور على قلوب المحتاجين، وكسوة أكثر من 3000 أسرة داخل الدولة، مع إشراك المؤسسات والدوائر الحكومية في المشروع لتحقيق الهدف وهو خدمة تلك الأسر المحتاجة”.
المصدر: عجمان