عدد اليوم
فاطمة عطفة (أبوظبي)
كان «السرد الإماراتي بين الواقع والتوقعات» عنوان الندوة التي نظمها أول أمس اتحاد كتّاب الإمارات بمقره في المسرح الوطني بأبوظبي، حيث تحدث فيها الكاتب سلطان العميمي، والكاتبة مريم الساعدي، وأدارتها الروائية آن صافي.
وتحدث في الندوة سلطان العميمي، فقال إن الإمارات شهدت قفزة كبيرة واهتماماً بالمشهد السردي، كذلك تعددت دور النشر، وزاد أيضاً عدد القراء، لافتاً إلى أن ذلك هو نتيجة الدعم الرسمي والقطاع الخاص، وأيضاً الانفتاح على الثقافات العالمية، من خلال الجوائز، ومشاركة كتّاب إماراتيين في فعاليات ثقافية عالمية، والدور الذي يؤديه مشروع كلمة.
وبيّن العميمي أن العملية الثقافية والجوائز تنتج تنافساً، لكنها لا تستطيع أن تخلق مبدعين، وإذا لم يعتمد الكاتب على ذاته، فالجوائز لا تفلح. لذلك، فنحن لدينا تحد كبير على مستوى الفرد.
وعن العلاقات بين الكتّاب الشباب والجيل السابق، قال: توجد أكثر من قطيعة بين جيل الماضي والحاضر، أحاول أن أتواصل معهم، لكن هناك من وضعوا أنفسهم في أبراج عالية.
بدورها، تحدثت الكاتبة الساعدي عن السرد الإماراتي، مشيرة إلى ما حدث اليوم خلال إطلاق القمر الصناعي الإماراتي من اليابان، وتساءلت حول هذه التقنية: هل هي بعيدة أو منفصلة عن الإنسان الإماراتي؟ وأجابت مؤكدة: طبعاً لا، ولكن نحن اليوم في دولة حديثة، ونضوج الدول يحتاج أيضاً إلى نضوج الأفراد، ويحتاج إلى وعي، وكذلك في الثقافة. هناك كتّاب يجدون الدعم، لكن ولدت حالة من الاستهلاك، ونرى الكم وليس الكيف، كتب تتصدر واجهات المكتبات، لكن هل كلها إيجابية؟
وقالت: الإبداع اليوم يجب أن يرفع إلى أعلى سقفه، فالأدب ليس ازدحاماً، الكتاب يحتاج إلى وقفة، نحن نتكلم عن السرد الحديث ليكون جيداً نحتاج إلى الوعي والحرية لأجل طرح السؤال، ولكي نكون إيجابيين في قدرتنا على الإبداع لأن الأدب يقاس ويقيّم بجودته.
وتابعت الساعدي: إن الأدب يشمل جميع نواحي الحياة، ولا يمكن أن يشترى بالمال، وأضافت أن هناك شباباً مبدعين جداً، لكن غير متصدرين الواجهة. ونحن نحتاج لأن نواجه أسئلتنا بشكل شجاع، لأننا نحتاج أن نمتلك أدباً حقيقياً، وأن نمتلك شجاعة المواجهة ونقد الذات.
وعن العلاقة بين الأجيال أشارت الساعدي إلى الكتابات على شبكة التواصل الاجتماعي، حيث أصبح بإمكان كل كاتب أن ينشر ما يريد.
