عمرو عبيد (القاهرة)
أدرك منتخب «أسود الرافدين»، أن قوة «الأبيض» الهجومية تكمن في الطرف الأيمن، عبر بندر الأحبابي، ومن بعدها العمق بسبب وجود خلفان مبارك، وبالتالي لجأ إلى الرقابة والضغط العالي، الذي بلغ درجة الخشونة في بعض الفترات، ليمنع وصول الكرة إلى الثنائي في الشوط الأول، ثم محاولة إيقافهما أو قطع الكرة منهما، ونجح العراق في إيقاف خطورة خلفان، الذي فقد الكرة 10 مرات، بسبب الضغط عليه بلاعبين، وأحياناً ثلاثة في الوسط، وهو ما تكرر مع الأحبابي على الجبهة اليمنى، ولم يرسل اللاعب إلا كرة عرضية واحدة فقط في الشوط الأول، وفقد الكرة 6 مرات، بسبب الضغط العكسي، والقوة البدنية في التعامل معه، ومع التحسن الواضح الذي ظهر عليه «الأبيض» في الشوط الثاني، عاد بندر لانطلاقاته القوية في الطرف الأيمن، وأرسل 11 كرة عرضية، إلا أن تفوق العراق في الثنائيات والالتحامات البدنية، حرمه من استغلال تفوقه فيما يتعلق بالعرضيات، وبلغت دقة تمريرات الأحبابي 78% فقط.
ولا خلاف على أن «أسود الرافدين» يملك دفاعاً صلباً للغاية، سواء بتمركزه الصحيح وتحركاته المحسوبة، أو بسبب قوة لاعبيه البدنية، والتزامهم التكتيكي في المناطق الخلفية، وتؤكد الإحصائيات الفنية أن «الأبيض» لم يسدد سوى كرة واحدة فقط، من داخل منطقة الجزاء العراقية، من إجمالي 6 محاولات له في المباراة، بنسبة 16.6%، في انعكاس واضح لحالة الانحسار الهجومي التي عاني منها منتخبنا في تلك المواجهة، بعكس اللقاء الأول في البطولة، ولم تنجح محاولات التوغل عبر الجناحين أو العمق، في صناعة الخطورة المطلوبة لتصحيح الوضع، لدرجة أن «الأبيض» حصل على فرصتين للتهديف طوال المباراة، كلتاهما جاءت بضغط عالٍ موفق من جانب لاعبينا على دفاع العراق، وهو ما لم يتكرر كثيراً خلال اللقاء، لأن المنافس الشقيق كان أكثر التزاماً بالضغط، وتقليص مساحات التمرير والمرور أمام لاعبينا.
وكما وصف مارفيك بداية «الأبيض» بغير الجيدة في هذه المواجهة، جاءت الإحصائيات مطابقة للواقع، وتشرح حالة المنتخب في كل شوط، حيث شن «الأبيض» 19 هجمة في الشوط الأول، مقابل 31 في الثاني، مع تحسن طفيف في معدلات اكتمال الهجمات، بـ31% خلال الفترة الأولى، مقابل 42% في الشوط الثاني، وكالعادة، كان تركيز منتخبنا على جبهته اليمنى، التي نفذت 44% من إجمالي الهجمات، لكن هذه المباراة شهدت تراجعاً واضحاً في وجود حلول بديلة، بعد الحصار القوي الذي مارسه «أسود الرافدين» على الطرف الأيمن، ولم تقدم الجبهة اليسرى الكثير، بعدما اكتملت 18.7% فقط من هجماتها عبر الشوطين، وظهر العمق الهجومي بصورة باهتة، بعد محاصرة خلفان ومبخوت، وكلاهما سدد أغلب الكرات من خارج المنطقة.
المثير في الأمر، أن العراق حقق النجاح المطلوب بأقل عدد من الهجمات، وبدفاع حديدي يصعب اختراقه، حيث شن 23 هجمة فقط طوال المباراة، وهو ما يعادل نصف هجمات «الأبيض» في المباراة، لكن فاعليتها كانت كبيرة جداً، بدليل اكتمال 48% منها، خاصة عبر طرفه الأيمن، الذي ضرب جبهتنا اليسرى الدفاعية بكل قوته، واعتمد عليها العراق بنسبة 57%، ونجح في استغلال 62% من هجماته خلالها، وهي الجبهة الأفضل على الإطلاق طوال المباراة لدى المنتخبين، وكان العراق الأكثر سرعة وقدرة على التحول من الدفاع إلى الهجوم، ليحصل على 5 فرص تهديفية، حوّل 40% منها إلى أهداف، وأهدر ركلة جزاء، كما كان الأغزر محاولة على المرمى، بإجمالي 6 تسديدات دقيقة، بجانب 4 محاولات أخرى، والأهم أن العراق نجح في اختراق الدفاع «الأبيض» بسرعة واضحة، مكنته من تسديد 80% من كراته داخل منطقة الجزاء، مقابل 20% من خارجها، والحقيقة أن محمد الشامسي تصدى لـ4 تسديدات دقيقة، بنسبة نجاح تبلغ 66.6%، منها ركلة الجزاء.