الخرطوم (الاتحاد)
«لقد أتيتم برئيس من المقابر»، كانت هي العبارة التي قالها الرئيس الحالي للاتحاد السوداني لكرة القدم د.كمال شداد، بعد إعلان فوزه بمنصب الرئيس في الجمعية العمومية «أكتوبر 2017»، والتي أعادته إلى سدة الرئاسة بعد 7 سنوات من مغادرة نفس المنصب، بقرار حرمانه من الترشح من قبل وزير الشباب والرياضة حينها حاج ماجد سوار.
ورغم تدخل الفيفا في الأحداث السودانية وفرض عودة شداد، إلا أن الرجل العارف بالكرة السودانية آثر الانسحاب من الانتخابات المعادة بأمر الفيفا، بعد أن شعر أن النظام السياسي حينها سوف يقف ضده.
شداد ظهر في أول منصب باتحاد كرة القدم منتصف الستينيات، عندما تولى منصب المدير الإداري بالمنتخب السوداني الأول، والذي شارك بالبطولة العربية في القاهرة، ثم تدرج بالمناصب إلى أن قاد ثورة التغيير في الحركة الرياضية مع رفيق دربه محمد الشيخ مدني «أبو القوانين» بالإطاحة بالجيل القديم وكان ذلك في العام 1979، عندما جاء شداد في منصب السكرتير الأول، ثم جاء الظهور الأول لشداد في منصب الرئيس عام 1987، وحينها لم يكن أكثر من 95% من اللاعبين النشيطين في الملاعب حاليا قد ولدوا.
شداد أستاذ الفلسفة بجامعة الخرطوم، والذي خرج على المعاش وصل إلى عامه الـ 87، وهو الآن أقدم وأكبر رئيس اتحاد كرة قدم في العالم، بل إن سنوات خبرته الكروية تفوق أعمار الكثير من رؤساء الاتحادات في العالم.
شداد ظل يفاخر دوماً بخبرته الطويلة في العمل الرياضي التي اقتربت من الـ 60 عاماً، ودائماً ما يصرح عندما يطرح عليه سؤال متى تعتزل العمل الرياضي؟، فيجيب بثقة «الرياضة مثل العبادة والإنسان لا يترك العبادة إلا بالموت»، ويظل شداد الوحيد حول العالم الذي نجح في منصب الرئيس بالاتحادات الكروية 6 مرات على مستوى العالم، وذلك أعوام 1987 و1992 ثم ثلاث دورات متتالية 2000 و2004 و2007 وأخيراً انتخابات 2017.
شداد يبقى نموذجاً فريداً، فقد بدأ العمل الرياضي قبل فوز البرازيلي هافيلانج برئاسة الفيفا عام 1974، وتبدلت الدنيا من حوله بقدوم جوزيف بلاتر رئيساً للفيفا واعتزال هافيلانج وكل المتغيرات في الاتحادات الدولية والقارية والأهلية ولا يزال شداد رقماً ثابتاً في الأسرة الكروية حول العالم.