28 أكتوبر 2010 21:15
كشفت دراسة حديثة أن إسعاف الشخص المصاب بالسكتة القلبية من خلال إنعاش القلب والرئتين بتمديد المصاب على ظهره وإنعاشه بطريقة متقدمة أفضل من إنعاشه بالطريقة التقليدية القائمة على نفخ النفَس عن طريق الفم، وأنها تُضاعف فرص إنقاذ المصابين بالسكتة القلبية خارج المستشفى. وقال الباحثون إن هذه التقنية تزيد فرص النجاة بنسبة 60%. وتقل فرص نجاة المصاب بالسكتة القلبية أو تنعدم عند التأخر في تقديم الإسعاف الأولي المتمثل في الإنعاش القلبي الرئوي، أو عند رفض استخدام تقنية الإنعاش التقليدية، أو عند الجهل بكيفية استخدامها.
وهناك العديد من الأسباب التي تدعو إلى النصح بعدم استخدام نفخ النفَس عن طريق الفم عندما يسقط المصاب على ظهره، ناهيك عن امتناع الكثير من الأشخاص عن القيام بذلك بكل بساطة. وغني عن القول إن إصابة الشخص بالسكتة القلبية يترتب عليه تدهور وظيفة تدفق الدم في أوعيته بشكل سريع، ولذلك فإن سرعة التدخل (خلال أقل من 10 دقائق) من خلال ضخ الهواء في الرئتين تضمن سريان الدم ووصوله إلى الدماغ وتحمي خلايا الدماغ من التلف غير الرجعي الذي يسبب الوفاة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن معظم ضحايا السكتات القلبية يكونون في أمس الحاجة إلى الهواء كل 15 أو 20 ثانية، فذلك يمكنهم من الحصول على حاجتهم الكافية من الأوكسجين أفضل وأوفر من الذي يمكن ضخه من خلال النفخ في الفم. وتصيب السكتات القلبية 300,000 أميركي سنوياً خارج حجرات المستشفيات والعيادات. وعلى الرغم من تباين معدلات النجاة، تبقى نسبة الإنقاذ العامة قليلة.
نتائج متطابقة
في سنة 2007، توصلت دراسة يابانية إلى أن ضخ الهواء في رئتي المصاب بالسكتة القلبية من خلال الإنعاش القلبي الرئوي من قبل من شهد ذلك يُضاعف نسب نجاته. وفي يوليو 2010، صدرت دراستان من واشنطن والسويد حول الموضوع ذاته وبنتائج مماثلة. وفي سنة 2005، أطلقت السلطات الصحية لولاية أريزونا حملةً توعويةً لزيادة الوعي بكيفية استخدام الإنعاش القلبي الرئوي من قبل الجمهور باعتبار أن أي فرد من أفراد المجتمع هو شاهد محتمل لحالات الإصابة بالسكتة القلبية. وشرح منظمو هذه الحملات طُرق ضخ الهواء في الرئتين من خلال الضغط على الصدر ودون الاضطرار إلى النفخ في الفم بالنسبة للذين يأبون ملامسة شفتي المصاب.
ثمار التوعية
قام فريق بحث وعمل بتحليل بيانات 4,415 مريضاً بالغاً من الذين سبق لهم التعرض لسكتات قلبية خارج المستشفى خلال الفترة ما بين 2005 و2009، ثم أجروا تدريباً عملياً لمجموعة من الأشخاص على طرق التدخل الطارئ في حال شهدوا سقوط شخص ما أرضاً بسبب سكتة قلبية. ووجد أعضاء الفريق أن نسبة نجاة ضحايا السكتات القلبية لم تتعد 5,2% بالنسبة للذين لم يحصلوا على إسعاف إلا عند دخول المستشفى، و7,8% بالنسبة لمن تلقوا إسعافاً أولياً باستخدام طريقة الإنعاش القلبي الرئوي التقليدية (عن طريق الفم)، و13,3% بالنسبة لمن تلقوا إسعافاً قلبياً رئوياً باستخدام ضخ الهواء في الرئتين فقط. وخلال هذه الفترة، ارتفعت نسبة إسعاف المصابين من قبل شهود العيان باستخدام الإنعاش القلبي الرئوي إلى 28,2% و39,9%، كما أن نسبة استخدام الإنعاش القلبي الرئوي المتقدم القائم على ضخ الهواء إلى الرئتين بالضغط على الصدر فقط من بين الحالات المسعَفة ارتفعت من 19,6% إلى 75,9%. وعزا أعضاء الفريق ذلك إلى حملة التوعية التي قامت بها السلطات الصحية.
وتوصي جمعية القلب الأميركية ومنظمات صحية أخرى الناس الذين يرفضون استخدام الإنعاش القلبي الرئوي التقليدي بالنفخ في الفم بأن يستخدموا طريقة الضغط على الصدر لضخ الهواء في الصدر فقط. ويُتوقع أن تصدُر قريباً إرشادات جديدة خاصة بطريقة الإنعاش القلبي الرئوي الحديثة عن طريق ضخ الهواء بتفاصيل أدق وأساليب أكثر.
عن “لوس أنجلوس تايمز”
المصدر: أبوظبي