محمد إبراهيم (الجزائر)
بات الشباب هدفاً رئيساً للمرشحين الخمسة لانتخابات الرئاسة بالجزائر، حيث ركز المرشحون في حملاتهم الانتخابية على تلك الفئة سعياً وراء أصواتهم في الانتخابات الرئاسية المقررة بعد أسبوعين. وتعد فئة الشباب الجزائري الأكثر رفضاً في الشارع لإجراء الانتخابات الرئاسية قبل تنحي رموز نظام الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة.
فمن جانبه، تعهد المرشح الرئاسي عز الدين ميهوبي الأمين العام بالإنابة لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أمس، بتشكيل المجلس الأعلى للشباب في حال فوزه بالرئاسية، موضحاً أن هذا المجلس سيتكون من عدد محدود من الكفاءات الوطنية الشابة وسيأخذ على عاتقه صياغة تصور جديد لإدارة ملف الشباب وإدماجه في مختلف السياسات.
وأكد ميهوبي (60 عاماً) ضرورة مراجعة كل آليات إدارة الدولة حتى يتمكن الشباب من الاستفادة من حقوقهم في الشغل والترقيات وتبوأ المناصب العليا وأن يصبحوا منتجين حقيقيين. وقال إن «الشباب حالياً ضائع بين الهجرة غير الشرعية والظلم والتهميش وهو ما يتطلب التكفل الحقيقي بمطالبه انطلاقاً من المكاشفة والمصارحة بين جميع الأطراف»، مشدداً على «أهمية الحوار بصفته الحل الأمثل لمعالجة كل المشاكل» معتبراً أن الاعتماد على الشارع لا يمكنه تحقيق كل شيء.
أما المرشح علي بن فليس رئيس حزب طلائع الحريات فقد وعد بالتكفل بفئة الشباب، واصفاً إياهم بـ«سواعد وعقول تطوير الوطن». ووعد بن فليس (74 عاماً) بتسليم الشباب مواقع المسؤوليات والتواجد في الطليعة لبناء الوطن من خلال تخفيض شرط السن في تقلد المناصب.
بدوره قال المرشح عبد المجيد تبون، رئيس الوزراء الأسبق، إن ضمان أمن واستقرار البلاد، يقتضي الإسراع في تسليم المشعل للشباب وكذلك المشاركة بقوة في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأضاف تبون (74 عاماً) إن «جيل الثورة التحريرية المباركة أدى ما عليه من واجبات وتضحيات وسلم المشعل للجيل الذي تلاه ولكن ضمان أمن واستقرار الجزائر اليوم يقتضي الإسراع في تسليم المشعل للشباب، والذي يهدف أيضاً إلى تفادي صراع الأجيال».
وتعهد تبون بإحداث تغيير جذري في حال انتخابه رئيساً للبلاد، وقال إن «الواقع أصبح غير مقبول لعدة أسباب منها تفشي المال الفاسد»، مشدداً على أن «التغيير يجب أن يكون بأيادٍ وكفاءات وطنية وخاصة أن الشباب الجزائري أصبح مؤهلاً لبناء جزائر جديدة قائمة على اقتصاد المعرفة والفلاحة الحديثة».
وجاءت تلك المغازلة بعد أن بات الشباب يهددون التجمعات الانتخابية للمرشحين في مختلف الولايات، إذ شهد الأسبوع الماضي وقفات احتجاجية في عدة ولايات أمام مقار التجمعات الانتخابية لمختلف المرشحين، رفضاً لفكرة إجراء الانتخابات الرئاسية.
إلى ذلك، تظاهر مئات الجزائريين في العاصمة الجزائر أمس السبت «رفضاً للتدخل الأجنبي» وتأييداً لإجراء الانتخابات الرئاسية في 12 ديسمبر، التي يرفضها من جهته الحراك الاحتجاجي المستمر منذ فبراير. ودعا إلى التظاهرة الاتحاد العام للعمال الجزائريين القريب من حزب الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، جبهة التحرير الوطني، الذي تمتع بدعم هذه النقابة طوال عشرين عاماً من حكمه حتى استقالته في أبريل تحت ضغط الشارع.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «لا للتدخل الأجنبي»، في رد على قرار تبناه البرلمان الأوروبي الخميس ويدعو الجزائر إلى إيجاد حل للأزمة عبر «عملية سياسية سلمية ومفتوحة» كما يندد بـ«الاعتقالات التعسفية» التي تطاول المحتجين.