ناصر الجابري (أبوظبي)
حرص مكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي عهد أبوظبي منذ إطلاقه، على تنفيذ مجموعة من المبادرات التي تأتي تجسيداً لتوجيهات القيادة الرشيدة في متابعة احتياجات أسر الشهداء وتقديم الدعم اللازم وتأمين أوجه الرعاية والاهتمام لهم، بما يعكس قيم التكاتف والترابط والتعاضد التي يتسم بها مجتمع الإمارات منذ القدم، حيث تواصلت الأنشطة والفعاليات التي استهدفت توفير كافة الاحتياجات والمستلزمات لذوي الأبطال وتسليط الضوء على تضحيات الشهداء وبسالتهم وقيم الإخلاص والتفاني التي سطروها في ميادين الشرف.
ويقوم المكتب بمتابعة كافة أبناء الشهداء أكاديمياً ورصد المتفوقين دراسياً منهم وحثهم على مواصلة التميز في مسارهم العلمي عبر بذل الجهد والمثابرة لتحقيق أعلى الدرجات العلمية التي يطمحون إليها، ضماناً لمواصلة الأبناء الخطى التي سار عليها الآباء ولتقديم المتابعة اللازمة التي تضمن تحقيق أبناء الشهداء للمستويات العلمية الأكاديمية التي تتناسب مع تطلعاتهم وآمالهم، حيث يتم تكريم المتفوقين منهم سنوياً من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وأكد سموه، خلال استقباله عدداً من أبناء الشهداء في شهر نوفمبر الجاري، حرص قيادة الدولة على رعاية أبناء الشهداء والاهتمام بشؤونهم وتأمين أوجه الدعم كافة التي تسهم في تمكينهم وتحقيق تطلعاتهم وآمالهم نحو المستقبل، مشيراً إلى أن احتضان أسر الشهداء وأبنائهم واجب ووفاء وعرفان من قيادة الدولة وشعبها لتضحيات شهدائنا العظيمة التي ستحظى على الدوام بأعلى مقامات التكريم والتقدير من خلال الاهتمام بذويهم وأسرهم وإحياء ذكراهم الطيبة.
وفي إطار تعزيز أواصر التواصل وانطلاقاً من الجهود التي يبذلها مكتب شؤون أسر الشهداء للتواصل المباشر مع الأسر وتحديد احتياجاتهم، يحرص الشيخ خليفة بن طحنون آل نهيان مدير تنفيذي مكتب شؤون أسر الشهداء، على زيارة أسر الشهداء للاطمئنان على أحوالهم وأوضاعهم ومتابعة احتياجاتهم ضمن الزيارات التفقدية الدائمة التي تشمل أسر الشهداء كافة في مختلف مناطق وإمارات الدولة، حيث تم تبادل أحاديث الفخر بتضحيات الشهداء واستعراض بطولاتهم في ميادين الشرف والبسالة، والتأكيد على الدور الذي يبذله المكتب، عبر تسخير كافة الإمكانات والجهود التي تحقق تطلعات الأسر.
المجالس الرمضانية
وينظم المكتب دورياً خلال شهر رمضان المبارك، مبادرة «المجالس الرمضانية لأسر الشهداء»، وذلك بهدف تعزيز التواصل معهم وتسليط الضوء على القيم السامية التي جسدها الشهداء بتضحياتهم لرفعة الوطن وصون مقدراته، والافتخار بقيم التفاني والإخلاص والعطاء المتجذرة في نفوس أبناء الإمارات التي تحلوا بها وهم يجودون بأرواحهم في ميادين الواجب، حيث سلطت المحاضرات الضوء على مجموعة من القيم الإنسانية التي تشكل النواة التي تأسس عليها المجتمع الإماراتي وعززتها القيادة الرشيدة، بما يعكس مظاهر التلاحم والتكافل الاجتماعي الذي يميز مجتمع الوطن وتقوي فيه جسور التواصل، إضافة إلى استعراض تضحيات الشهداء وبطولاتهم ودفاعهم عن الوطن وتقديم أسمى معاني البذل والعطاء في ميادين الواجب والعمل الوطني والإنساني.
وأطلق المكتب خلال السنوات الماضية، مبادرة بإيفاد مجموعة من أسر الشهداء لأداء فريضة الحج سنوياً، بالتعاون مع الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، حيث تم تسخير الإمكانات كافة وتوفير جميع المستلزمات لضمان راحة الحجاج، وتمكينهم من أداء مناسك الحج بكل سهولة ويسر ضمن أجواء تراعي سلامة المشاركين في الحملة وصحتهم.
مساجد الشهداء
وتتلألأ العديد من مساجد الدولة بأسماء عدد من شهداء الدولة الأبطال، استحضاراً للبطولات والتضحيات التي قدموها بأرواحهم الطاهرة وتفانيهم الوطني، واستذكاراً للدماء التي بذلوها إحقاقاً للحق ونصرة له خلال أداء الواجب الوطني، حيث نظم المكتب مبادرة «توزيع المصاحف» في كافة المساجد التي سميت بأسماء الشهداء في مختلف مناطق وإمارات الدولة.
مخيمات الفخر
ونظم المكتب «مخيمات الفخر»، وهي مخيمات سنوية في فصلي الشتاء والربيع وتهدف إلى تطوير المهارات القيادية والمهنية والحياتية للأبناء وتعزز الاعتماد على النفس، حيث يقام المخيم الشتوي في منطقة رماح بمدينة العين، بينما يقام المخيم الربيعي في مدينة الرباط بالمملكة المغربية.
ونجح المخيم الشتوي في تطوير المهارات القيادية وتعزيز المواهب والإمكانيات الفردية لأبناء الشهداء، والذي يستهدف الفئة العمرية ما بين 12 و18 عاماً، ويهدف إلى تهيئة أبناء الشهداء لخوض غمار المستقبل وتحمل مسؤولياته بقدرة قائمة على المعرفة والاعتماد على النفس، كما يهدف إلى ترسيخ مبادئ الاعتزاز بالموروث الثقافي والتراثي الوطني للدولة، من خلال إحياء تراث الأجداد والحفاظ على العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، فضلاً عن استثمار الطاقة الشبابية لدى هذه الفئة العمرية في تطوير أنفسهم وخدمة مجتمعهم.
وتضمن المخيم العديد من الفعاليات الترفيهية والتعليمية من أبرزها، دروس عملية في مبادئ وأخلاقيات الصقارة العربية، بالإضافة إلى دروس في فنون التعامل مع الهجن وتربيتها وكل ما يتعلق بها، فضلاً عن تنظيم مسابقات وأنشطة ترفيهية وتعليمية تراثية ورياضية وغيرها من الأنشطة والفعاليات المفيدة.
المخيم الربيعي
ومن جهته، يستهدف المخيم الربيعي، أبناء شهداء الوطن الذين تتراوح أعمارهم ما بين 10 إلى 22 عاماً، وذلك في إطار مبادرات المكتب النوعية الهادفة إلى تقديم كافة أشكال الرعاية والدعم لأبناء وأسر الشهداء، بهدف صقل شخصية المشاركين فيه وتنمية مهاراتهم وبناء قدراتهم، وإتاحة مساحة واسعة من التدريب والترفيه واستغلال الأوقات بالشكل الذي يعود عليهم بالفائدة المرجوة ويساعدهم على إدارة شؤونهم الحياتية ويزيد من الحصيلة المعرفية للموروث الثقافي والقيم العريقة التي تميز أبناء الإمارات.
وتضمن المخيم الربيعي فعاليات وأنشطة رياضية واجتماعية استهدفت تنمية القدرات والعلاقات الاجتماعية وتحمل المسؤولية لدى المشاركين عن طريق إشراك الفرد مع زملائه في النشاطات المتعددة وتعاونه معهم في إنجاز مختلف الأعمال، إضافة إلى التزويد بمعلومات وخبرات جديدة توسع مداركهم وثقافاتهم، الأمر الذي يسهم في زرع القيم الإيجابية لدى أبناء الشهداء.