مصطفى الديب (أبوظبي)
عندما تتحدث عن المرأة بشكل عام في عالم سباقات السيارات، تجد أن الأمثلة بسيطة للغاية، وإذا تحدثنا عن المرأة العربية فلن تجد سائقات محترفات على الإطلاق، وربما تكون هناك بعض المشاريع المستقبلية لكن لم يحدث أن كانت هناك سائقة عربية على مضمار السرعة في أي نوع من أنواع سباقات السيارات بمختلف فئاتها، وبالانتقال إلى المرأة السعودية فلم يحدث أن كانت هناك ممارسة للقيادة على المضمار حتى إن كانت على سبيل الهواية، وهو ما جعل السعودية ريما الجفالي تدخل التاريخ كونها أول فتاة سعودية تسابق على مضمار السرعة في فئة تي أر دي 86 الذي تنظمه حلبة مرسى ياس بشكل سنوي.
ابنة المملكة العربية السعودية تعشق رياضة السرعة، وبحثت كثيراً عن مضمار يحتوي موهبتها، فلم تجد إلا ياس الشرق ذلك المضمار الذي تحول من مجرد مستضيف للأحداث إلى مصنع لتخريج المواهب.
ورغم أن ريما الجفالي تتخصص في الاقتصاد وتعمل في مجال الأعمال الحرة مع والدها أي أنها تعتبر سيدة أعمال إلا أن ذلك لم يمنعها عن ممارسة هوايتها المحببة، ولم يوقف في داخلها الشغف بالسيارة وقيادتها.
شاركت بنت السعودية للمرة الأولى في سباق محترف أمس الأول على مضمار حلبة مرسى ياس، وحصلت على المركز الثاني في سباق تي أر دي 86، وهو مركز متقدم للغاية إذا ما وضع في الاعتبار أنه السباق الرسمي الأول لها.
ومنذ أكثر من شهرين تتدرب ريما بشكل دوري على مضمار حلبة ياس، واعتادت أن توفق أوضاعها بين عملها في جدة وتدريباتها في أبوظبي لتضرب مثلاً في تنظيم الوقت.
وتبلغ الجفالي من العمر 26 عاماً ولديها طموحات كبيرة بالوصول إلى محطات مستقبلية أبرزها سباقات الجي تي، وتقول الجفالي في تصريحات خاصة لـ «الاتحاد» إنها لم تفقد الأمل دوماً في إيجاد الطريقة المناسبة لدخول عالم السيارات من باب الاحتراف، لاسيما بعد أن فتحت لها حلبة مرسى ياس الباب على مصراعيه لخوض التحدي الكبير. وأضافت: «رحب بي الجميع هنا في أبوظبي عاصمة الرياضة العالمية، ولم أتخيل وجود هذا الشغف بسباقات السيارات من الشباب في الإمارات»، وعن كونها أول سعودية تخوض هذا التحدث قالت: «دوماً أضع أمام عيني التحدي وأدرسه جيداً، وعندما قررت الدخول إلى هذا العالم البعض قال لي إن عمري 26 عاماً ولا يمكن التعلم في هذا السن، لكنني وجدت أن هناك أمثلة كثيرة من السائقين الذين تألقوا في الأربعينيات من عمرهم، لذلك قررت خوض التحدي بقوة ومثابرة ولدي إصرار كبير على الوصول للهدف في أقصر وقت ممكن بتمثيل المرأة السعودية على مضمار السرعة».
وتابعت منذ أن كنت صغيرة وأنا أعشق هذا الرياضة ودائماً أتابع سباقات الفورمولا- 1 وأعشقها، لكن ليس من المهم خوض التحدي مع الفورمولا -1 ولكن يمكن إرضاء الطموحات من خلال سباقات أخرى، وتمنت أن يكون التوفيق حليفها في الفترة المقبلة، مشددة على أن تخطط للاحتراف وخوض سباقات أكبر خلال العامين المقبلين على الأكثر، ووجهت الشكر إلى حلبة مرسى ياس على التعاون الرائع وتوفير متطلبات النجاح كافة من أجل المضي قدماً في طريق النجاح.