الثلاثاء 29 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 47 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معركة أنطاكية.. فتح مبين بمعاونة قائد رومي مسلم

معركة أنطاكية.. فتح مبين بمعاونة قائد رومي مسلم
28 يوليو 2013 21:42
في الخامس من شهر شعبان سنة 15 هجرية نجح الجيش الإسلامي بقيادة الصحابي الجليل أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه في فتح أنطاكية التي كانت من أهم وأفضل مدن الروم في بلاد الشام. كان انتصار المسلمين في موقعة اليرموك الشهيرة - ضد الروم على أرض الشام - بمثابة البوابة الرئيسية التي عبروا منها للسيطرة على بقية بلاد الشام، ولم يجد المسلمون مقاومة عنيفة في معظم بلاد الشام إلا ما كان في مدينة أنطاكية، والتي كانت تمثل للروم كرسي الملك في الشام بجانب كونها مدينة مقدسة لديهم. أحمد مراد (القاهرة) - بدأت أحداث الفتح الإسلامي لمدينة أنطاكية عندما أمر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب أمير الشام في ذلك الوقت أبا عبيدة بن الجراح - رضي الله عنهما - بالتوجه لفتح حمص الحصينة، بعد أن تحوَّلت إلى مأوى للمنهزمين من جيوش الروم، وكثرت أعداد الجنود الروم بها، وعلى الفور استجاب أبو عبيدة لأمر أمير المؤمنين، فنزل هو وجيشه على مدينة حمص فحاصروها حصاراً شديداً، وكان أمير الروم على هذه المدينة رجل يدعى «يوقنا»، وكان شديد التجبر والطغيان، فرفض الصلح مع المسلمين، وأصر على القتال، وكان الزمان شتاء والبرد شديداً، وصبر جيش المسلمين صبراً بليغاً وتأذى أهل حمص بالبرد إيذاءً شديداً. أهل حمص واشتد الحصار على أهل حمص حتى كان يوم من الأيام كبر المسلمون تكبيرة عظيمة ارتجت منها المدينة، فاجتمع كبار أهل حمص وقرروا الصلح مع المسلمين ومخالفة أميرهم «يوقنا» وبالفعل صالحوهم، وعندما علم يوقنا بذلك نصب لأهل حمص مذبحة عامة، وأمعن فيهم القتل، وعندما علم أبو عبيدة بهذه المذبحة أمر بالهجوم على المدينة من أجل الدفاع عن أهل ذمة المسلمين من شر الأمير يوقنا. واستطاع المسلمون دخول المدينة، وإنقاذ أهل الذمة بعد ما قتل يوقنا منهم ثلاثمائة شخص، وتحصن يوقنا في قلعة المدينة، وأصر على القتال، ولكنه ما لبث أن أدرك أنه لا قبل له بالمسلمين فخرج من المدينة خائفاً وتوجه إلى مدينة أنطاكية. أهل الكتاب وكان ليوقنا أخ راهب اسمه «يوحنا»، وكان عنده علم أهل الكتاب وقد نهى أخاه عن قتال المسلمين وعن قتل أهل حمص، ولكن يوقنا رفض ذلك ورفع السيف لقتل أخيه يوحنا، وعندها أعلن يوحنا إسلامه فقتله يوقنا الذي تأثر بسبب ذلك جدّاً، وعندما فر من حمص لأنطاكية قابل في الطريق أحد الرهبان الذي حدثه بما جرى بينه وبين أخيه وما حدث من المسلمين في الدفاع عن أهل الذمة في حمص فكلمه هذا الراهب بكلمات جعلت نور الهداية يدخل قلبه، وفي هذه الأثناء دخل يوقنا الإسلام، وأشرق قلبه بنور الهداية، وعندما أعلن إسلامه عاد للمسلمين في حمص وقابل أبا عبيدة وشهد شهادة الإسلام بين يديه، وانتدب نفسه للدخول إلى أنطاكية ليسهل فتحها على المسلمين فرحب أبوعبيدة بالفكرة وانطلق يوقنا لتنفيذ هدفه. دخل يوقنا أنطاكية وكان بها هرقل عظيم الروم، وكانت الأخبار قد طارت لهرقل أن يوقنا قد أسلم فخدعه يوقنا وأفهمه أنه لم يسلم وإنما تظاهر بالإسلام ليخدع المسلمين، فرضي هرقل عن الأمر وعين يوقنا قائداً لحامية أنطاكية، فقام يوقنا بتحصين المدينة وإعداد المؤن اللازمة للشتاء وفي تلك الفترة استولى المسلمون على مدن قنسرين وقيسارية وغيرها من الحصون. قتال شديد وكان الروم يستعملون جواسيس من العرب المتنصرة ينقلون أخبار تحركات المسلمين، وأدى ذلك لعمل كمين لفرقة مسلمة قوامها مئتا مقاتل مسلم بقيادة ضرار بن الأزور، حيث هجم عليهم عشرة آلاف من العرب المتنصرة بقيادة جبلة بن الأيلة فأسر ضرار ومن معه بعد قتال شديد وحمل الأسرى إلى أنطاكية. وعندها قرر أبو عبيدة وخالد بن الوليد التوجه سريعاً لأنطاكية لتشديد الحصار عليها لإنقاذ ضرار ومن معه من الأسرى، وكان هرقل يعلم علم اليقين أن المسلمين سيأخذون سائر البلاد، فخرج حاجاً إلى بيت المقدس ومنه إلى بلاد الروم، وقد اصطحب معه أمواله وذخائره وأهل بيته جميعاً، وكان هرقل كلما حج إلى بيت المقدس وخرج منها يقول: «عليك السلام يا سورية تسليم مودع لم يقض منك وطرا وهو عائد» فلما كانت هذه السنة قال وهو خارج منها: «عليك السلام يا سورية سلاماً لا اجتماع بعده إلى أن أسلم عليك تسليم المفارق ولا يعود إليك رومي أبداً إلا خائفاً». دعوة إلي الإسلام واضطرب أمر الروم داخل أنطاكية بعد خروج هرقل الذي وضع رجلاً يشبهه وألبسه تاجه وملابسه، ولكن سرعان ما انكشفت حيلة هرقل في حين أن أبا عبيدة وخالد قد شددا الحصار على أنطاكية، وراسلهما يوقنا بمواضع الضعف واتفق مع حراس بعض الأبواب بعد أن دعاهم للإسلام وأرسل لأبي عبيدة يخبره بالأمر ويحدد اليوم الذي يهجم فيه على المدينة، وبالفعل استطاع المسلمون دخول المدينة في 5 شعبان سنة 15 هـ، وفرح المسلمون بهذا الفتح فرحاً شديداً وأرسل لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالبشارة فخطب بالناس على منبر رسول الله وبشرهم بالفتح العظيم. إضاءة ظلَّت مدينة أنطاكية في ذهن الصليبيين، حيث كانت أولى الحملات الصليبية سنة 491 هـ على بلاد المسلمين موجهة إلى هذه البلدة فاستولوا عليها في جمادي الآخرة سنة 491 هـ، وظلّت في قبضة الصليبيين حتى حررها الظاهر بيبرس سنة 666 هـ.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض