30 يوليو 2011 23:26
بدأ فريق الإمارات لإغاثة ضحايا الجفاف في القرن الأفريقي، تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لآلاف النازحين في الصومال، اشتملت على كميات كبيرة من المواد الغذائية المتنوعة، وأطلق الفريق الذي يضم هيئة الهلال الأحمر، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية المرحلة الأولى من خطته لدرء شبح المجاعة في الصومال، والتي تستهدف النازحين المقيمين في المخيمات حول العاصمة مقديشو، والتي تأوي عشرات الآلاف من الفارين من مناطقهم، بسبب الجوع والعطش، ووصلوا إلى المخيمات في حالة سيئة، ويحتاجون لجميع سبل الدعم والمساندة خاصة في مجالات الغذاء والصحة والمياه ومستلزمات الإيواء.
وسير الفريق قافلة مساعدات غذائية، تحركت من وسط العاصمة مقديشو إلى مخيم بدبادو، على بعد 6 كيلو مترات، ووزع مكوناتها التي شملت الأرز والذرة والزيت إلى جانب التمور، وتفقد أعضاء الفريق المخيم، ووقفوا على أوضاع النازحين، وتعرفوا على احتياجاتهم الأخرى، والتي سيتم توفيرها على وجه السرعة من خلال القوافل اللاحقة والتي سيتم تسييرها بشكل يومي لتغطي معظم المخيمات في العاصمة، والتي تبلغ في الوقت الراهن 55 مخيماً في مناطق متفرقة حول مقديشو تضم 350 ألف نازح، بحسب محمد أحمد نور ترسن محافظ مقديشو الذي رافق فريق الإغاثة الإماراتي خلال جولته في المخيم، ومشاركته الفريق في توزيع المواد الإغاثية على النازحين.
ولاحظ الوفد أن المخيم يفتقد لأهم المرافق الحيوية، وفي مقدمتها الجانب الصحي الذي يحتاجه النازحون بشدة نسبة لكثرة حالات الإعياء بينهم خاصة الأطفال الذين وصلوا إلى المخيم في حالة يرثى لها، ومعظمهم يعانون من سوء التغذية الشديد، وقال شهود عيان داخل المخيم، إن هؤلاء الأطفال يعتبرون من المحظوظين لأنهم ما زالوا على قيد الحياة، إذ أن الكثيرين من أقرانهم قضوا نحبهم في الطريق إلى العاصمة بسبب العطش والإنهاك الشديد.
وعقد الفريق الإماراتي الإغاثي برئاسة حميد راشد الشامسي، والذي يضم من هيئة الهلال الأحمر، فهد عبد الرحمن بن سلطان وأحمد مراد البلوشي، ومن مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، عبد العزيز احمد محمد آل علي، اجتماعاً مع محافظ مقديشو، ناقش خلاله خطة الفريق لإغاثة ضحايا المجاعة في الصومال، والمجالات التي يمكن أن تسهم فيها دولة الإمارات لدرء المخاطر المحدقة بالنازحين والمتأثرين من ظروف الجفاف والتصحر. وقدم الفريق شرحا لعملياته الإغاثية المرتقبة خلال فترة وجوده على الساحة الصومالية، وحرصه على إيصال مساعدات الدولة لقطاعات واسعة من المتضررين، وأشاد المحافظ بخطة الفريق، وحرصه على التواجد الميداني وسط النازحين، مؤكدا أنهم لن يدخرواً جهداً في سبيل تقديم كافة التسهيلات التي تمكن الفريق من أداء مهمته بالصورة التي تحقق تطلعات الجانبين وتلبي المتطلبات الإنسانية للساحة الصومالية.
وأوضح محافظ مقديشو أنه بالرغم من وصول أعداد كبيرة من الأطفال إلى المخيمات، إلا أنهم يواجهون تحديات صحية عديدة بسبب نقص الدواء ومعاناة معظمهم من سوء التغذية، مشيراً إلى ارتفاع معدل الوفيات بين الأطفال حيث يموت يومياً من 5 إلى 6 أطفال في المخيم الواحد، مؤكداً أن النسبة تبلغ أكثر من ذلك في بعض المخيمات التي تفتقد للخدمات الضرورية، وشدد على أن المياه تمثل تحدياً آخر تحاول السلطات الرسمية معالجته بشتى السبل إلا أنه يحتاج لتضافر الجهود للحد من مخاطر نقص المياه الشديد وسط النازحين.
وحول الأوضاع الإنسانية داخل مخيم بدبادو قال المحافظ، إنه يعتبر أحسن حالاً من المخيمات الأخرى، باعتباره أكبر المخيمات والأنظار موجهة إليه، ويضم حاليا حوالي 20 ألف نازح، ويصله يوميا من 100 إلى 150 نازحاً.
وكان فريق الإمارات لإغاثة ضحايا الجفاف في القرن الأفريقي وصل أمس الأول إلى مطار العاصمة مقديشو، وكان في استقباله عدد من الوزراء في الحكومة الصومالية يتقدمهم عبد الوهاب أوجاسي نائب رئيس الوزراء وزير التجارة والصناعة إلى جانب عبد القادر حسين وزير الإعلام والاتصالات، ومعالي عبد الحكيم عجي نائب وزير الداخلية، ومحمد أحمد نور ترسن محافظ العاصمة مقديشو، إضافة إلى ممثلين لجمعية الهلال الأحمر الصومالية.
إشادة بمساندة الإمارات للشعب الصومالي
رحب عبد الوهاب أوجاسي نائب رئيس الوزراء وزير التجارة والصناعة الصومالي بمبادرة دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة التي سارعت بإرسال وفدها إلى الصومال في هذه الظروف الإنسانية الصعبة لمساندة الشعب الصومالي والوقوف بجانبه، مؤكداً أن الإمارات دائما سباقة لعمل الخير ويدها مبسوطة للجميع دون مقابل، كما تحدث الوزراء عن الوضع الإنساني في الصومال بصورة عامة، وأعربوا عن شكرهم وتقديرهم لدولة الإمارات حكومة وشعباً على مواقفها الأصيلة والنبيلة تجاه الشعب الصومالي ومساعداتها المستمرة لدعم سبل الاستقرار في الصومال. من جانبه أكد رئيس الفريق الإماراتي حميد الشامسي، أن وجود الفريق حالياً على أرض الصومال يعبر عن الاستجابة السريعة لقيادة الدولة الرشيدة تجاه كارثة الجفاف التي تجتاح القرن الأفريقي بصورة عامة والصومال على وجه الخصوص، وقدم شرحا للبرامج الإنسانية والعمليات الإغاثية التي يزمع الفريق تنفيذها على الساحة الصومالية .
المصدر: أبوظبي