عدد اليوم
علي الزعابي (أبوظبي)
عند غياب نجم في صفوف فريقك، يتبادر إلى الأذهان دائماً، أن المعوض لهذا اللاعب هو لاعب طوارئ، يأتي ليحل بديلاً عنه وينفذ ما يطلب منه بأسرع وقت ممكن، حتى يعود ذلك النجم إلى مركزه، ومثل جميع الجماهير فإنها لا تشعر بقيمة اللاعب المكمل أو المعوض للاعب المصاب وما يقدمه من مستويات جيدة كانت أم سيئة، فبنظرهم هذا اللاعب لا يضاهي النجم المصاب مهما كانت خدماته، حتى لو كان هذا اللاعب يتم الاستفادة منه في أكثر من مركز، وبالتالي فإنه يمتلك حلولاً تكتيكية تخدم تطلعات المدربين وتعطيهم الخيارات الكثيرة في حال تعرضوا لغيابات كبيرة في مختلف المراكز.
في صفوف النادي «الملكي» ظهر لاعب تكتيكي يعتبر الجوكر الأول في صفوف حامل لقب دوري الأبطال الأوروبي في السنوات الثلاث الماضية، وهو ناتشو فيرنانديز اللاعب الشامل في الخط الخلفي للريال، والحل الأول في حال غياب أي لاعب عن صفوفه، يعتبر أكثر اللاعبين مشاركة على مستوى البدلاء، وفي الوقت ذاته فإن مشاركته تكون إيجابية في أي مركز يتواجد به يقدم أفضل ما لديه ودون أخطاء، إلا أن الجماهير في معظم الأحيان لا تشعر بذلك، وبالتالي فإن ناتشو أصبح الجوكر المظلوم في صفوف الملكي.
تدرج ناتشو في المراحل السنية بصفوف مدريد ونجح في التواجد بالفريق الأول منذ موسم 2010-2011، لكن مشاركاته لم تكن كثيرة ولم يلق الثقة من جميع المدربين الذين مروا على الفريق سوى في مناسبات قليلة.
قبل أن يأتي المدرب الفرنسي زين الدين زيدان الذي آمن بقدراته وإمكانياته، ومنحه الثقة كثيراً سواء على مستوى المركز الأساسي، أم حتى البديل الأول في معظم المباريات، كما أنه المعوض الأول في حال غياب أي لاعب في خط الدفاع، لقدرته على شغل ثلاثة مراكز في خط الدفاع كظهير أيمن وأيسر وقلب الدفاع، وقبل موسم 2015-2016 عند قدوم زيدان خاض ناتشو 26 مباراة فقط منذ موسم 2010-2011، بينما خاض في الموسم الأول مع المدرب الفرنسي 15 مباراة، ليصبح أحد أهم اللاعبين في صفوف الملكي منذ ذلك الحين، ليشارك حتى الآن في 110 مباريات بقميص المدريدي، وعلى مستوى المراكز شارك ناتشو في مركز الظهير الأيسر في 28 مباراة، وفي مركز المدافع الأوسط في 61 مباراة وفي مباراة الغد سيعوض ناتشو الظهير الأيمن دانيل كارافخال ليخوض مباراته الـ 22 في هذا المركز، والـ 111 بقميص ريال مدريد، ومن خلال مشاركاته مع النادي الملكي سجل اللاعب 9 أهداف وصنع 4 فقط، بحكم نزعته الدفاعية.
