23 يوليو 2012
الفنان حسن رجب “مواليد خورفكان 1961”، يتنوع إبداعه في مجالات فنية عدة، ولكنه أحرز معظم جوائزه وتكريماته مع المسرح الذي بدأ معه منتصف السبعينيات ببعض المسرحيات القصيرة “الإسكتشات”، حيث أفلح في تقديمها، مخرجاً وممثلاً، عبر النشاط المدرسي، ومع عام 1979 اتفق رجب مع مجموعة من مسرحيي إمارة الفجيرة، مثل محمد الملا، علي خميس، ويوسف عبد الجليل وسواهم، على تأسيس فرقة مسرحيّة لتكون جزءاً من المشهد الثقافي النشط الذي طبع تلك المرحلة.
استعاد رجب تلك اللحظة في إجابته عن سؤال “الاتحاد” عن أول عمل إبداعي قدمه، وقال “لاحظنا أن النشاط المسرحي هو ما ينقص الحراك الثقافي الذي كان سائداً وقتها؛ فاجتمعنا لتأسيس الفرقة وانطلقنا في ذلك من مسرحية بعنوان (سبعة صفر) من تأليف سليمان الجاسم، وكان رئيساً للديوان الأميري وقتذاك، وصار الآن مدير جامعة الشيخ زايد، أما المخرج فهو بحر كاظم”.
وذكر رجب أن تجربة “سبعة صفر” زادت من عدد المنتسبين للفرقة، كما أن طوافها على عدد من إمارات الدولة أكسبها صيتاً في الوسط المسرحي العام، وسرعان ما بات ممكناً إنشاء فرقة مسرحية تحت اسم “مسرح الفجيرة القومي”، ومنذ ذلك الوقت قدمت هذه الفرقة العديد من العروض والورش والوجوه المسرحية الجديدة، واستمرت في نشاطها إلى اللحظة الراهنة.
بعد ذلك، تطورت علاقة رجب بالمسرح أكثر، وفي عام 1981 سافر وتخصص في قسم التمثيل والإخراج بالمعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت وحين عاد، بعد أربع سنوات، التحق بوزارة الثقافة والإعلام ونشط في التلفزيون، حيث نجح في تقديم العديد من البرامج الجماهيرية التي تمزج الدراما برسائل التوعية، كما شارك بالتمثيل في مسلسلات عدة.
وصف رجب تجربة التلفزيون بالمهمة جداً، وشرح “يمكن القول إن المسرح يقدمك إلى جمهور نخبوي، لكن التلفزيون يقدمك إلى عامة الناس”. من هنا يرجع مخرج “بهلول والوجه الآخر” شهرته إلى برامج مثل “طوف شوف” و”خيرها بخيرها” و”افتح يا سمسم”، “مسابقات شهرزاد العيدية” و”فوانيس رمضان” و”ليالي القصباء”، وغيرها.
الجمهور هو الأساس بالنسبة إلى رجب الذي كرمته إدارة مهرجان أيام الشارقة المسرحية 2010؛ ولذلك توجه مطلع تسعينيات القرن الماضي إلى ما يطلق عليه “المسرح الجماهيري” الذي خبره جيداً وعرف طرائق إنتاجه وترويجه وتكريسه أثناء إقامته للدراسة في دولة الكويت.
“فالتوه”
أما أول عمل قدمه في إطار هذا المسرح، فهو “فالتوه”، وعلى الرغم مما واجهه من انتقادات وصعوبات، من هنا وهناك، إذ إن بعضهم كان معترضاً على هذا النوع المسرحي، إلا أن رجب نجح في التقدم بتجربة هذه المسرحية “الجماهيرية” والتي خاضها ممثلاً ومخرجاً ومؤلفاً ومنتجاً، وحشد لها مجموعة من “نجوم الكوميديا” من الكويت والإمارات، وخلال فترة قصيرة لاحظ تزاحم الجمهور على صالة المسرحية التي عُرضت مدة طويلة، وزمنها أربع ساعات متواصلة، وفي كل يوم يجرى تغيير أو تطور في مشاهدها، ودائماً كانت مقاعد صالتها تغص بالجمهور، ويقول “لقد دفعت لإنتاج هذه المسرحية مبلغ 3000 درهم، وكسبت مليوناً وبنيت بيتي الذي أقيم فيه الآن، ولأول مرة أرسيت تقليد التعاقد بين المنتج وفريق العمل وقدمت عدداً من الوجوه الجديدة”.
يصرّ رجب الذي قدم عشرات الأعمال المسرحية والتلفزيونية والإذاعية، على أن “فالتوه” “ألهمت بعض المسرحيين الإماراتيين بتقديم هذا الضرب المسرحي، حتى أولئك الذين اعترضوا عليها قاموا بتقليدها”.
استمر مخرج “حاميها حراميها” في الطريق ذاتها، وقدم نسخة ثانية من المسرحية الجماهيرية بعنوان “فالتوه 2”، وهي لم تقل عن الأولى، جماهيرياً وعائداً مادياً.
أحرز رجب جوائز عدة مخرجاً، فما العمل الأول الذي قدمه أولاً بهذه الصفة؟ يجيب: “مسرحية الأطفال (بطوط الشجاع) نهاية الثمانينيات، وكان قد شارك فيها بالتمثيل عبدالله المناعي، وأحمد عبدالرازق ورشا المالح”. من بعد، انشغل رجب طويلاً بمسرح الطفل، وكان قد دعا لاحقاً إلى تأسيس مهرجان الإمارات لمسرح الطفل.
أخيراً، قال رجب إنه يشتغل في الوقت الراهن على إخراج مسرحية “نهارات بعلول” من تأليف مرعي الحليان، كما يتهيأ للمشاركة في عدد من الورش والمهرجانات المسرحية.
أما عن عاداته في الشهر الفضيل، فقال إنه يفضل تمضيته في قراءة النصوص، كما تستغرقه البرامج العائلية والاجتماعية، ويبعد قدر الإمكان عن أعباء العمل.
المصدر: الشارقة