شادي صلاح الدين (لندن)
كشفت تقارير إعلامية غربية عن أن شركة «أميركان إيرلاينز» الأميركية للطيران تضيق الخناق على الخطوط الجوية القطرية التي تعاني من خسائر فادحة مؤخراً، من أجل مغادرتها لتحالف «وان وورلد» العالمي. يأتي ذلك بعد أن تكبد قطاع الطيران المدني في قطر خسائر فادحة، حيث دفعت الخطوط الجوية القطرية ثمن سياسات النظام القطري الداعم للإرهاب غالياً، بعد أن حاول تعويض خسارته برفع الأسعار إلى الضعف من دون إعلان مسبق، حيث شكا قطريون وغيرهم من العرب ارتفاع سعر مقعد الطيران على الخطوط الجوية التابعة للدوحة بشكل باهظ، الأمر الذي كلفهم الكثير، وامتنع الكثيرون عن استخدام طيران قطر نتيجة العقوبات المفروضة على هذا القطاع في المطارات الدولية والعربية.
وأوضح تقرير لموقع «بيزنيس انسايدر» الأميركي أن الرئيس التنفيذي للشركة القطرية الخاسرة كشف عن هذا الأمر في لقاء صحفي مؤخراً، قائلاً: «إنه يفكر في مغادرة تحالف «ون وورلد» بسبب ما وصفه «بشعور سيئ» خلقته الخطوط الجوية الأميركية».
وقال الباكر: «إنه أعطى إدارة «وان وورلد» إنذاراً نهائياً، وسيقرر ما إذا كان سيبقى في الحلف أم سيتركه «قريباً»، على الرغم من أنه لم يحدد ما يتضمنه الإنذار أو ما هي الفترة الزمنية «قريبا»». وأضاف أنه مع كل هذه الأمور التي تواجهها شركته من قبل الشركات الأميركية فليس هناك مغزى للبقاء في التحالف.
وقال ممثل شركة أميركان ايرلاينز «لبيزنس إنسايدر»: «إن شركته عضو مؤسس في تحالف وان وورلد، ونأمل أن تظل عضوية التحالف سليمة».
واتهمت شركات أميركية عدة للطيران، ومن بينها «أميركان»، و«أميركان إير لاينز» و«دلتا» قطر باكتساب ميزة غير عادلة عليهم من خلال تلقي مليارات الدولارات من الإعانات الحكومية في العقد الماضي، والتي يقولون إنها تسمح للشركة بتحصيل رسوم أقل مما هو ممكن من دون مساعدة حكومية.
كما تؤكد الشركات الأميركية أن الإعانات التي تحصل عليها الخطوط الجوية القطرية تنتهك اتفاقية الأجواء المفتوحة التي تحدد قواعد السفر الجوي بين الولايات المتحدة، وأكثر من 120 دولة أخرى.
وقال الباكر خلال اجتماع مع الصحفيين: «إن الاتهامات التي توجهها الشركات الأميركية الثلاث «معيبة»، لأن الخطوط الجوية القطرية مملوكة للدولة». وأضاف أن تلقي المساعدات المالية من حكومة قطر لن يكون بمثابة دعم، بل استثمار من مالك الشركة.
ولا يعتبر هذا التصعيد هو الأول من نوعه بين الشركات الأميركية ونظيرتها القطرية، حيث صعدت شركات الخطوط الجوية الأميركية المعركة الكلامية مع نظيرتها القطرية، عندما هاجمت العام الماضي بشدة تعليقات الرئيس التنفيذي لشركة الطيران القطرية ضد المضيفات الأميركيات، ووصفتها بأنها «متحيزة ضد المرأة وتمييزية على أساس السن»، و«انحدار لمستوى متدنٍ».
وكشف الموقع عن أنه في عام 2017، تخلت الخطوط الجوية القطرية عن خطط لشراء ما يصل إلى 10% من شركة «أميركان» بعد أن أعرب الرئيس التنفيذي للشركة دوج باركر عن استيائه من الاستثمار المحتمل، وبعد أن أعلنت شركة أميركان أنها ستنهي اتفاقية المشاركة مع الخطوط الجوية القطرية.
وعانت الخطوط القطرية في أعقاب قطع السعودية والإمارات والبحرين، فضلاً عن مصر، علاقاتها مع قطر. وأجبرت الشركة على وقف رحلات طيرانها إلى نحو 19 دولة. وحلقت طائراتها في مسارات جوية مكلفة أكثر، لتجنب المرور بالمجال الجوي للبلدان المقاطعة.