الأربعاء 16 يوليو 2025 أبوظبي الإمارات 38 °C
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحج طاقة روحية ووجدانية وترسِّيخ للمساواة بين الناس

27 يوليو 2013 22:10
أحمد شعبان (القاهرة) - الحج فريضة من أعظم فرائض الإسلام يتحقق بها للمسلم وللجماعة منافع كثيرة من المعاينة المثيرة لوجدان المؤمنين حين يواجهون بيت الله الحرام والوقوف في الأماكن التي أقام فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم - يجاهد في سبيل الله لإعلاء كلمته. والمؤمن يقضي فترة طويلة لا هم له إلا الذكر والتلبية والتجرد من شواغل الحياة الدنيا، كما أن المؤمن يخرج من هذه الرحلة المباركة من ذنوبه وآثامه التي ارتكبها طيلة حياته فيرجع وقد غفر الله له كل ما تقدم من ذنوبه. من السيرة ويقول الشيخ عبدالعزيز النجار من علماء الأزهر الشريف: من الأحاديث التي وردت في فضل الحج ما روي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد منى فأتاه رجل من الأنصار ورجل من ثقيف فسلما ثم قالا: يا رسول الله جئنا نسألك فقال: “إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت وإن شئتما أن أمسك وتسألاني فعلت؟ فقالا: أخبرنا يا رسول الله فقال الثقفي للأنصاري: سل فقال: أخبرني يا رسول الله فقال: جئتني تسأل عن مخرجك من بيتك تؤم البيت الحرام ومالك فيه وعن ركعتيك بعد الطواف ومالك فيهما وعن طوافك بين الصفا والمروة ومالك فيه وعن نحرك ومالك فيه مع الإفاضة”، فقال: والذي بعثك بالحق لعن هذا جئت أسألك قال: فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفا ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة ومحا عنك خطيئة وأما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل عليه السلام وأما طوافك بالصفا والمروة كعتق سبعين رقبة. عرفات وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول: عبادي جاءوني شعثا من كل فج عميق يرجون جنتي فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرتها أفيضوا عبادي مغفوراً لكم ولمن شفعتم له. وأما رميك الجمار: فلك بكل حصاة رميتها تكفير كبيرة من الموبقات وأما نحرك: فمدخور لك عند ربك وأما حلاقك رأسك: فلك بكل شعرة حلقتها حسنة ويمحي عنك بها خطيئة وأما طوافك بالبيت بعد ذلك: فإنك تطوف ولا ذنب لك يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول: أعمل فيم تستقبل فقد غفر لك ما مضى”. وهذا المدح لمن كان في حجه مخلصاً فإن الله جل ذكره يغمرهم بالعطايا ويكرمهم ويبدل تعبهم راحة والحديث عام يشمل من قصد بيت الله جل ذكره لأداء فريضة الحج أو للطواف والسعي في غير أيام الحج والحج فرض وركن من أركان الإسلام يتحتم على البالغ المستطيع، قال الله تعالى في كتابه الحكيم: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا، ومن كفر فإن الله غني عن العالمين)، “سورة آل عمران: الآية 97”، وقال تعالى: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)، “سورة البقرة: الآية 197”، أي لا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحياة كلها لأن الرفث الفعل والقول غير المهذب القبيح والفسوق الخروج عن حدود الله والجدال الأخذ والرد وطول النزاع الكلامي الذي ينقل الإنسان إلى النزاع الفعلي كل هذه الموبقات ليست من الإسلام، ولذلك جاء النهي عنها في وصف للحج. منافع وللحج مقاصد تعود على الفرد بالمنافع الكثيرة منها أنه طاقة روحية ووجدانية معاً ويؤصل معاني المساواة بين الناس ويغرس أسس التكافل الاجتماعي وطاقة أمل للمقصرين في العبادات ووردت أحاديث نبوية كثيرة تتحدث عن فضل الحج منها ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه” وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الحجاج والعمار وفد الله دعاهم فأجابوا وسألوه فأعطاهم”، ولذلك كانت مناسك الحج براهين عملية على السلام بمفهومه الشامل في الإسلام وهو تدريب عملي عليه لأن الحج يحث على عدم الخصام والجدال والشحناء وعدم الاعتداء على الصيد البري والثروة الزراعية في الحرم وعدم الاعتداء على الناس، كما قال تعالى: (ومن دخله كان آمنا). والحج عبادة من أعظم العبادات التي تهدف إلى السمو الأخلاقي من خلال العلاقة بين الإنسان وأخيه المسلم فهي واحدة من العبادات التي تجمع بين المال والبدن، حيث إنه يشترط فيها الاستطاعة مالياً وبدنياً وبما أن العبادات لها غاية وهدف مثل الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر والصيام الذي يهدف إلى التقوى، كما جاء في قوله تعالى: (لعلكم تتقون)، والزكاة تطهير المال من حقوق الآخرين، فإن الحج أيضاً يشتمل على منافع كثيرة تعود على المسلم بالخير الكثير مثل باقي العبادات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2025©
نحن نستخدم "ملفات تعريف الارتباط" لنمنحك افضل تجربة مستخدم ممكنة. "انقر هنا" لمعرفة المزيد حول كيفية استخدامها
قبول رفض