نسرين درزي (أبوظبي)
وسط مشهد تراثي يحاكي محطات التطور الحضري الذي شهدته دولة الإمارات على مر السنين، افتتح أمس معرض «الرحول» للسيارات الكلاسيكية في منطقة الحصن، احتفالاً بسباق جائزة الاتحاد للطيران الكبرى للفورمولا - 1 ضمن فعاليات أسبوع سباق أبوظبي.
الحدث تنظمه دائرة الثقافة والسياحة ويستمر حتى 30 ديسمبر المقبل، ويرصد كيف كانت وسائل النقل في المدينة خلال منتصف القرن العشرين، ويضيء على الفترة القياسية التي تحولت فيها حركة الشارع من الاعتماد الكلي على الوسائل البدائية، وصولاً إلى السيارات الحديثة، ويضم 21 سيارة كلاسيكية يعود تاريخها إلى الخمسينيات والستينيات، يتم عرضها أمام الجمهور، بحسب مواصفاتها وتاريخ تصنيعها.
وعلى وقع الفرقة الموسيقية لشرطة أبوظبي، ورقصات الخيالة والعيالة، انطلقت مسيرة السيارات الكلاسيكية عند منافذ منطقة الحصن باتجاه الباحة الداخلية، يتقدمها الخيول العربية وحشد جماهيري ملأ الساحات. جاؤوا جميعاً للاطلاع على إرث عريق لا يزال محفوراً في الذاكرة، تفخر به الأجيال تماماً كفخرها باستضافة أبوظبي لأهم الأحداث الدولية على غرار سباقات الفورمولا وان التي يترقبها العالم بين 29 نوفمبر و1 ديسمبر، وشهدت الاحتفالية عند خلفية السور العريق لمنطقة الحصن، عرضاً على شاشات عملاقة، روى بالصور كيف تبدلت ظروف الحياة في الإمارات على مدار مائة عام. وركزت المقاطع المصورة على كيف كانت وسائل النقل في الدولة مختلفة اختلافاً جذرياً عن الواقع الحالي، إذ كان أفراد المجتمع يتنقلون في غالبيتهم معتمدين على الجمال والخيول أو سيراً على الأقدام.
وعن مبادرة معرض «الرحول» الذي يجسد فترة زمنية مهمة من تاريخ الإمارات، قالت سلامة ناصر الشامسي، مدير قصر الحصن، إن قصر الحصن يعد رمزاً حقيقياً لماضي أبوظبي العريق وحاضرها المزدهر ومستقبلها الواعد، باعتباره من أبرز المواقع التاريخية فيها. وأكدت أن «الرحول» يقدم للجمهور صورة نابضة بالحيوية عن قصة أبوظبي الملهمة، كما يقدم مشهداً ملموساً للأجيال، بهدف استكشاف جوانب التراث العريق الذي يضرب بجذوره في أعماق التاريخ.
وأضافت أن معرض «الرحول» الذي سمي تيمناً بمصطلح عامي في أبوظبي يتم استخدامه في وصف وسائل النقل السابقة، يعيد إلى الأذهان مسيرة التحول الاستثنائية التي حدثت في المنطقة والتي لا تزال جزءاً أساسياً من هوية الوطن.