23 يوليو 2012
الصوم يعالج العديد من مشاكل الجهاز الهضمي مثل القولون العصبي، وذلك لأن امتناع الشخص الصائم عن الأكل والشرب طوال فترة الصوم يعطي فرصة لعضلات وأغشية الجهاز الهضمي، بأن تتقوى وتزداد عملها وحيويتها، كما يلعب العامل النفسي دورا كبيرا في شفاء بعض علل الجهاز الهضمي مثل القولون العصبي، نتيجة للعوائد الروحية لشهر رمضان، ومن مظاهر السعادة والبهجة وطمأنينة النفس ولما تحققه العبادات من ارتفاع في الطاقة الإيجابية، إذ يعتبر الصيام علاجا فعالا أو مساعدا لكثير من الأمراض منها القولون العصبي، في هذا الصدد تقول الدكتورة إيمان محبوبي إن صوم مريض القولون له نتائج إيجابية جدا على الصحة العامة، وله جانب آخر سلبي، حيث إن الصوم يضر بعض المرضى، خاصة من يحتاجون كمية كبيرة من السوائل وشرب الماء.
تعريف المرض
إلى ذلك، تقول إيمان محبوبي في تعريفها لمرض القولون العصبي أنه تهيج (التهاب) في الجدار المخاطي للأمعاء الغليظة، الذي يمكن أن يصيب أي جزء من أجزائها “القولون الصاعد، أو القولون المستعرض والقولون النازل، والمستقيم، ويبدأ عادة من الجزء السفلي في المستقيم وينتشر للأعلى في الأجزاء الأخرى، وهذا الالتهاب يسبب عادة اضطراب في التبرز، ويكون مسببا للإسهال في بعض الأحيان، كما يسبب الإمساك أو الإسهال بشكل مستمر، مع العلم أن النوع المزمن منه والمتقدم يكون مصحوب بالدماء ومحتويا على المخاط، ويصحب ذلك مغص أو حمى أو شعور بالغثيان، وقد تكون أحد مسببات أمراض القولون عدوى بكتيرية وفيروسية أو الإفراط في تناول المضادات الحيوية أو التحسس في هضم اللاكتوز (الألبان)، وهناك أنواع أخرى لمرض القولون العصبي منها القولون التقرحي وهو اضطراب في جهاز المناعة وينتج أيضا عن التوتر الذي يلعب دورا كبيرا في اضطرابات الجهاز الهضمي وعملية الاستقلاب والهضم”.
وتوضح محبوبي أن مرض القولون مرض يمكن تجنبه والوقاية منه عن طريق تغيير نمط الحياة، بالبعد عن التوتر، ومزاولة التمارين الرياضية مثل المشي، وشرب كميات معتدلة من الماء تنظيم تناول الوجبات الغذائية، على أن يتم تناولها في نفس الأوقات، ويجب أن يتأنى المريض في مضغ الطعام بشكل جيد قبل ابتلاعه، كما يجب أن يحتوي الغذاء على العناصر الغذائية المهمة والألياف خاصة في حالة الإصابة بالقولون التقرحي، أما في حالة مصاحبته بالإسهال أو الآلام والانتفاخ، فيجب تجنب الفواكه الحمضية والخضراوات النيئة، ويفضل أن تكون مطبوخة على البخار، كما يجب الابتعاد عن الألبان.
فائدة الصوم
تذكر محبوبي أن العلاج في الحلات المزمنة يتم عن طريق أخذ العقاقير الطبية مثل المترونيدازل والمهدئات من الستيرويدات، وتضيف “أما في حالة مرض كرون فتعطى حقنة شرجية من الهيدروكورتيزون ومن المكملات لعلاج عملية الهضم والأمعاء نعطي الاسيديفيلوس الذي يساعد على هضم البروتينات واللاكتوز، كما يساعد البابونج والنعناع والبرقوق والتفاح والعرق سوس واللبان والحلبة في تخفيف الأعراض.
وتشير محبوبي إلى أن الصيام بالنسبة لأصحاب القولون العصبي يعد فرصة جيدة، لمساعدتهم على التخلص من الأعراض الكثيرة التي تزيد غالباً مع الأكل أو الإفراط فيه، والقولون العصبي تكمن أعراضه في انتفاخ البطن والمغص، ويلاحظ الكثير من مرضى القولون العصبي أنه في فترة الصيام في شهر رمضان تحسن أعراض عسر الهضم خصوصاً عند تقليل كمية ونوعية الأطعمة الدسمة كالمعجنات والحلويات بأنواعها هذا بالنسبة لبعض أمراض القولون، أما بالنسبة لبعض مراحله، فأعتقد أن حالتهم قد تسوء، وذلك لعدم الالتزام بمواعيد الأكل ولعدم شرب المياه بكميات كافية، ما يؤدي إلى انتشار الالتهاب في أجزاء أكبر من الأمعاء، وهنا يجب أن يعرف المريض حالته الصحية قبل البدء بالصوم حتى يلتزم بنظامه الغذائي في شهر رمضان.
أما بالنسبة لطاقة مريض القولون في رمضان، تقول “نجد أن طاقته في فترة الصيام تضطرب وتقل ويكون ذلك بسبب قلة النوم وبسبب عدم انتظام الغذاء مما يجعل المريض عصبي وحاد المزاج لدى بعض المرضى، ولكي نتمتع بصحة جيدة يجب أن نقوم بالفحوصات اللازمة للتأكد من قدرتنا على صوم الشهر الكريم، لأن ديننا دين وسطية واعتدال”.
المصدر: أبوظبي