السبت 23 نوفمبر 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

لبنان: وتيرة العنف تتصاعد وتحذيرات من الانزلاق في الفوضى

لبنان: وتيرة العنف تتصاعد وتحذيرات من الانزلاق في الفوضى
28 نوفمبر 2019 03:35

بيروت (وكالات)

اتخذت الأزمة المتصاعدة في لبنان منحى عنيفاً الأسبوع الجاري، إذ استمرت المناوشات لثلاث ليالٍ على التوالي، وهو ما أدى إلى تحذيرات من تفاقم سفك الدماء وأعاد إلى الأذهان ذكريات الحرب الأهلية بين عامي 1975 و1990، فيما يترقب اللبنانيون اختيار رئيس للحكومة وإعلان الرئيس ميشال عون موعد إجراء المشاورات النيابية الملزمة لتشكيل الحكومة.
وتصاعدت حدة التوتر في عدة مناطق من لبنان الليلة الماضية، بما في ذلك حي عين الرمانة الذي اشتعل فيه فتيل الحرب الأهلية. وانتشر الجيش لدرء خطر مواجهة بين أنصار فصائل مسيحية وأخرى شيعية، وسط تحذيرات من خروج الشارع عن السيطرة والانزلاق في الفوضى.
ويغرق لبنان في الفوضى منذ أن خرجت، في 17 أكتوبر، مظاهرات للاحتجاج على النخبة الحاكمة وغذتها مشاعر الغضب من الفساد، وهو ما أدى إلى أسوأ أزمة اقتصادية في البلاد منذ عقود.
وبلغت الأزمة المالية التي تتشكل منذ وقت طويل ذروتها في ظل شح الدولارات وانخفاض قيمة الليرة اللبنانية بأكثر من 40 في المئة، كما فرضت البنوك قيوداً لمنع المودعين من سحب مدخراتهم.
وبالتوازي مع هذا، يعاني لبنان من أزمة سياسية خانقة، إذ لم تتشكل فيه حكومة منذ استقالة سعد الحريري من منصب رئيس الوزراء يوم 29 أكتوبر، لينهار بذلك الائتلاف الحاكم.
ورغم ندرة أعمال العنف منذ بدء الاحتجاجات، فإن الحوادث التي وقعت الأسبوع الجاري تشمل اعتداء أنصار «حزب الله» وحركة «أمل» المتحالفة معه على متظاهرين في بيروت ومدينة صور، وكذلك في بعلبك، حيث أُحرق مخيم للاحتجاج. وتدخل الجيش لحماية المتظاهرين.
وأعلن الجيش اللبناني، أمس، إصابة 51 عسكرياً وتوقيف 16 شخصاً، إثر انتشار أمني مكثف جراء أعمال الشغب، التي شهدتها مناطق عدة في البلاد، على وقع الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة.
وشهدت مدينة طرابلس التي تعتبر من ساحات التظاهر المركزية في لبنان منذ 17 أكتوبر، أعمال شغب بدأت مع محاولة محتجين اقتحام مكتب للتيار الوطني الحر الذي يرأسه الوزير جبران باسيل، صهر الرئيس عون.
وعلى أطراف بيروت، شهدت منطقتا عين الرمانة ذات الغالبية المسيحية والشياح ذات الغالبية الشيعية توتراً بعد تداول مقطع مصور على تطبيق واتساب، يظهر متظاهرين يحملون أعلام القوات اللبنانية ويرددون هتافات منددة بحسن نصرالله أمين عام «حزب الله»، تبيّـن في وقت لاحق أن تاريخ التقاطه قديم.
وقال الجيش في بيان له: «تم توقيف 16 شخصاً على خلفية الحوادث التي شهدتها مناطق لبنانية عدة الليلة الماضية».
وشهدت منطقة بكفيا شرق بيروت، توتراً ليل الثلاثاء إثر محاولة مواكب تابعة لمناصري «التيار الوطني الحر» الوصول إلى بكفيا للتظاهر أمام منزل رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية للإعلام.
وقطع مناصرو الجميل من حزب «الكتائب اللبنانية» الطريق أمامهم، وهو ما تسبب بوقوع تدافع وتراشق بالحجارة بين الطرفين، وتسبب في إصابة ثمانية عسكريين.
وندّد متظاهرون في ساحات الاعتصام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بأعمال الشغب، متهمين «مندسين» ومناصري الأحزاب بافتعالها. ولم يتم الإعلان عن توقيف أي من المهاجمين في الاعتداءات.
ونظمت نحو مئة امرأة مسيرة، بعد ظهر أمس، انطلقت من عين الرمانة إلى الشياح تنديداً بما شهدته المنطقة ليلاً. ورفعن لافتات عدة كتب على إحداها «الحرب الأهلية انتهت»، بينما رمى السكان الزهور والأرز عليهن تأييداً لمسيرتهن.
إلى ذلك، أحصى الجيش اللبناني إصابة 51 عسكرياً في مناطق متفرقة من البلاد مساء أمس الأول.
وفي غضون ذلك، حذرت وزيرة الداخلية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، ريا الحسن، من أن لبنان يقف على مفترق طرق، معربة عن أملها في أن يختار اللبنانيون، ويسلكوا الطريق الصحيح.
وأكدت الحسن، في تغريدة على حسابها في موقع «تويتر» أن: اللبنانيين ما زال لديهم الوقت كي يتجاوزوا الصعاب التي يواجهونها في بلدهم من أجل أن يصلوا به إلى بر الأمان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©