حسن الورفلي (بنغازي - القاهرة)
نفت القيادة العامة للجيش الليبي مسؤولية الطيران الحربي التابع لها عن القصف الذي استهدف، مساء السبت، الكلية العسكرية في طرابلس والذي راح ضحيته 30 طالباً من الدارسين، مؤكدة عدم استهداف أي وحدات عسكرية تابعة لها في محاور العاصمة الليبية الكلية العسكرية، والذي خلف الكثير من الضحايا والمصابين.
وقال المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري في مؤتمر صحفي عقده أمس، إن التفجير كان من داخل الكلية وليس من خارجها، مشيراً إلى أن بصمات داعش واضحة في جريمة الكلية العسكرية بطرابلس، وأن هناك صوراً وفيديوهات توضح أن الكلية العسكرية بطرابلس تعرضت لتفجير من الداخل، وأن ما يشاع عن قصف الكلية بمقاتلات سلاح الجو الليبي عارٍ من الصحة.
يذكر أن الكلية العسكرية في طرابلس قد تعرضت لقصف عشوائي ما أدى لسقوط عدد من الضحايا في صفوف الطلبة الدارسين، وذلك وسط اتهامات للميليشيات المسلحة باستهداف الكلية العسكرية بقذائف الهاون.
بدوره، طالب المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي الأمم المتحدة بإرسال لجان تقصي حقائق للتحقيق في القصف العشوائي للكلية العسكرية في طرابلس، لافتاً إلى أن العملية تستهدف تشويه سيرة القوات المسلحة الليبية، وتأليب الرأي العام في العاصمة ضدها، وهي أيضاً دليل على تقدم وحدات القوات المسلحة نحو حسم معركة طرابلس.
وأوضح أن القوات البحرية الليبية جاهزة وتفرض سيطرتها على سواحل البلاد، وأن العمليات العسكرية تركزت في العاصمة طرابلس، وأن الجيش والشعب الليبيين على أتم استعداد لمواجهة الغزو التركي، لافتاً إلى أن القوات استطاعت أن تفرض هيمنتها على مسرح العمليات في البحر المتوسط.
وأكد المسماري أن الجيش الليبي استهدف حافلات تحمل مرتزقة أتراكا كان يتم توزيعهم في محاور القتال، كما تمكنت القوات الجوية من فتح العديد من محاور القتال لتقدم القوات البرية نحو نقاط الحسم، موضحاً أن سلاح الجو تمكن من تدمير طائرة تركية مسيرة قبل تنفيذ هجوم على قوات الجيش الليبي بمحاور العمليات القتالية، مشدداً على أن أي موقع يتم استخدامه في العمليات العسكرية سيتم تدميره على الفور.
وشدد المسماري على أن الجيش الليبي سيرد على كل من تسول له نفسه الاقتراب من الأراضي الليبية وبقوة، لافتاً إلى أن الحياد خلال هذه الفترة يعد خيانة خلال حرب الجيش مع الغازي التركي، في الوقت الذي يخوض فيه حرباً إقليمية ضد أهداف الغزو التركي للمنطقة.
فيما أكدت إدارة الإعلام بوزارة الصحة الليبية أن الحصيلة النهائية لاستهداف الكلية العسكرية في طرابلس هي 30 قتيلًا، بينهم جثتان مجهولتان، و33 جريحاً.
بدورها، أدانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا القصف الذي استهدف الكلية العسكرية في الهضبة جنوب طرابلس، مشددة على أن التصعيد المتنامي في الأعمال العسكرية على هذا النحو الخطير يزيد من تعقيد الأوضاع في ليبيا ويهدد فرص العودة للعملية السلمية. وحذرت البعثة من أن القصف العشوائي الذي يطال المدنيين والمرافق الخدمية كالمدارس والمستشفيات وغيرها قد يرقى إلى مصاف جرائم الحرب.
وحاولت وسائل الإعلام التابعة لجماعة الإخوان والموالية للميليشيات المسلحة المنضوية تحت حكومة فائز السراج كسب استعطاف المواطنين الليبيين بادعاءات كاذبة.
المرصد السوري: تركيا تنقل ألف «مرتزق» إلى طرابلس
ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عدد المرتزقة الذين نقلتهم تركيا إلى العاصمة الليبية طرابلس، ارتفع خلال الأيام الماضية، ليصل إلى ألف مرتزق، في حين أن عدد المجندين الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 1700 مجند، وسط استمرار عمليات التجنيد بشكل كبير جداً، سواء في عفرين أو مناطق «درع الفرات».
وكان المرصد السوري، رصد في الـ30 من شهر ديسمبر الماضي، ارتفاع عدد المجندين الذين وصلوا المعسكرات التركية لتلقي التدريب، إلى ما لا يقل عن 1600 «مرتزق» من مقاتلي فصائل «السلطان مراد وسليمان شاه وفرقة المعتصم» الموالية لتركيا، حيث جرى نقلهم من منطقة عفرين بعد تسجيل أسمائهم، في الوقت الذي تتواصل عملية تسجيل الأسماء بشكل واسع.
وفي الإطار نفسه، كشف المرصد أن مقاتلاً سورياً من الفصائل الموالية لتركيا، لقى حتفه خلال الاشتباكات الدائرة في العاصمة الليبية طرابلس، وذلك أثناء قتاله إلى جانب «حكومة الوفاق الوطني»، التي يقودها فايز السراج.
وأكد المرصد، أن القتيل هو مقاتل في صفوف فصيل «السلطان مراد»، أحد أبرز الفصائل التي أرسلت مقاتلين للقتال في ليبيا، وأضافت مصادر المرصد السوري، أن الفصيل سيتكتم عن حادثة مقتل أحد عناصره في ليبيا، وسيتم نعيه على أنه قتل في معارك الشمال السوري.