22 يوليو 2012
انسجاماً مع ميثاق اللغة العربية الذي أرسى ملامحه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، واستجابة مع دعوة هيئة دبي للثقافة والفنون لتوحيد لغة الأعمال المسرحية المشاركة في مهرجان دبي لمسرح الشباب في دورته السادسة الذي ينطلق في الأول من أكتوبر المقبل، والذي سيقام برعاية سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون، وذلك باعتماد اللغة العربية في النصوص المسرحية المشاركة، رحب مسرح بني ياس بأبوظبي أمس الأول بالدعوة واعتبرها خطوة على الطريق الإبداعي الصحيح، وعدّها سبيلاً على طريق المسرح الجاد والفاعل في توحيد الخطاب المسرحي لأسباب وضرورات عدة، من أهمها ترسيخ الهوية الوطنية للدولة وتوسيع الخطاب لأكثر شرائح المجتمع متعددة المشارب.
وجاءت الدعوة بهدف إعادة إحياء أقدم صيغ التعبير الأدبي الفني في المنطقة عبر تقديم منصة مثالية تتيح للمواهب الصاعدة عرض إبداعاتهم الفنية وترسيخ مكانة الدولة بصفتها مركزاً للحفاظ على اللغة العربية الفصحى.
وفي هذا الصدد، قال الممثل المسرحي عبدالله بن حيدر رئيس مجلس إدارة مسرح بني ياس تجاوباً مع هذه الدعوة “رغم أن مسرح بني ياس كان يخطط ليشارك في مهرجان دبي لمسرح الشباب بنص تراثي شعبي باللغة العامية، إلا أن هذه الدعوة أتت ضمن أهداف مسرحنا الذي دائماً ما يقدم أعماله باللغة العربية الفصيحة، ومثالنا على ذلك أن آخر عمل قدمته فرقة مسرح بني ياس هو “بهلول” الذي حاز إعجاب الجميع وحصد الجوائز، كان باللغة العربية الفصيحة، هذا بالإضافة إلى أعمالنا السابقة”، وأضاف “إن هذه الدعوة ستساعد كثيراً في صقل مواهب الشباب بحرفية أكثر، حيث إن اللغة هي من أهم مقومات الممثل العربي من الناحية الثقافية كونها تتصف بالخطاب الموحد، وهي بالأول والأخير لغة القرآن الكريم، واللغة التي تعبر عن روحنا الوطنية المشتركة ما بين أبناء الأمة”.
وقال “أتمنى أن تطبق هذه الدعوة في المهرجانات الأخرى كي ننقل الخطاب المغرق في المحلية ونصل به إلى آفاق عربية وعالمية” مشيراً إلى أنه “ولا أدل على ذلك من أن خروجنا إلى جماهير مختلفة ومتلقين من مشارب عربية متعددة بمسرح يعتمد اللغة الفصحى سيسهم في معرفة إمكانياتنا عبر لغة موحدة، هذا بالإضافة إلى أن اللغة معيار الممثل الناجح والكاتب الناجح والمخرج الذي سينافس بأعماله أعمالاً كتبت بلغة الخطاب نفسه”.
ومن جهته، قال الممثل مهند المازم عضو مجلس إدارة مسرح بني ياس “أجد أن دعوة اعتماد العربية الفصحى في مهرجان دبي لمسرح الشباب خطوة جديدة لتفعيل دور اللغة العربية في المسرح بعد غيابها في كثير من الأعمال المسرحية”، وأضاف “لا بد لنا أن نقر حقيقة أن الجوائز التي كانت تمنح في أغلب المهرجانات تذهب إلى النصوص التي كتبت باللغة العربية الفصيحة لسبب بسيط، وهو أن هذه النصوص تمتلك من القوة والتأثير عبر مفرداتها وجملها المرصوصة بشكل قوي وسليم وباستطاعتها أن تؤثر على انفعالات المتلقي كونها تمتلك خطاباً موحداً لجميع الحضور، على الرغم من اختلاف مشاربهم”، وأضاف “بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الحمولة اللغوية للموضوعة تصبح مفهومة ومكشوفة للمتلقي، أي لجميع الجنسيات العربية التي تحضر العرض المسرحي”.
وحول تكريس مفهوم الهوية الوطنية وعلاقتها باللغة العربية، قال المازم “أعتقد أن تكريس اللغة العربية في الخطاب المسرحي يسهم في تجذير اللغة العربية داخل النص وعبر الأداء، ولهذا السبب أجد أن اقتراح ودعوة الالتزام بالعربية الفصحى ضرورة لا بد منها”.
من جانبه، قال الممثل المسرحي فيصل الحمادي “أعتقد أن هذه الدعوة تمتلك مقومات نجاحها، وأنها جاءت لتعمق الكثير من الجوانب الخاصة بالمسرح، وأولها بناء جيل مسرحي يمتلك مقومات الخطاب اللغوي الصحيح، إذ إن نشأة الممثل على الأداء باللغة العربية يتيح له أن يقدم نفسه بطريقة متماسكة، ويفعل دور الممارسة لديه مستقبلاً، هذا بالإضافة إلى أن اللغة العربية تكرس مفهوم الهوية الوطنية والخطاب اللغوي المشترك لجميع المتلقين”.
وأضاف الحمادي “إنها مبادرة قوية وجميلة، لأن معظم المسارح أصبحت تنحو منحى تقديم النصوص باللغة العامية، والشيء هذا يخلق تباعداً بين اللغة العربية والمسرح، ومن هذا المنطلق أجد أن إقرار اللغة العربية خطاباً في مهرجان دبي لمسرح الشباب أصبح ضرورة”.
وحول مشاركة مسرح بني ياس في المهرجان والتي لا بد أن تكون باللغة العربية الفصحى، قال الحمادي “إننا من أكثر المسارح، وأقصد به مسرح بني ياس استخداماً للغة العربية في مسرحياته، خاصة في مسرحية “شلهوب والحاسوب” و”موسيقى صفراء” و”بهلول” التي نالت الفوز من أكبر الفرق المسرحية العالمية والعربية”.
وحول استقباله لهذه الدعوة قال “إنني فرح بهذه الدعوة لأنها سوف تفتح طرقاً جديدة لتنوع الخطاب وتوحده بالآن نفسه، إذ أن هذا القرار سيفرز الممثل القدير من الممثل المتوسط، إذ إن الاهتمام باللغة في الخطاب المسرحي هو جزء من نجاح الممثل، وحتى المخرج فإنه سوف يواجه رؤية إخراجية جديدة يطابق فيها بين تصوره عبر اللغة الفصيحة، بل إنه لا بد له بصفته مخرجاً أن يتمسك بقوانين اللغة العربية خلال تقديم عرضه المسرحي”.
وأضاف الحمادي “أعتقد أن توحيد خطاب النصوص أو العروض المسرحية جميعها في مهرجان دبي لمسرح الشباب، يساوي بين العروض ويمكن للمتلقي أن يفاضل ويقارن بينها بسهولة”.
وقال الحمادي “لنفرض أن مسرحية ما كتبت بالفصحى وسوف تعرض في أماكن أخرى متعددة، ولا يقتصر عرضها على البلد الذي أنتج هذا النص، فإن العرض سيصبح بالتأكيد ملائماً ومطابقاً لمختلف الظروف وتعدد الجمهور واختلافه لسانياً”.
المصدر: أبوظبي